
السيد اللواء اح عبد العظيم محمد يوسف ،القيمة والقامة وأحد الأعمدة الأساسية لهيئة التدريس بكلية الدفاع الوطنى بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإسترتيجية ، أستاذ الاستراتيجية الذى تخرج من تحت يديه وزملاءه المستشارين من هيئة التدريس أجيال وأجيال من القادة والقيادات الكفء بالقوات المسلحة وأجهزة الدولة والبلاد الشقيقة والصديقة.
كنت محظوظة بأننى تعرفت بسيادة اللواء عبد العظيم أستاذى وقدوتى وأحد رموزى فى الحياة منذ أعوام طويلة تمتد إلى أكثر من الخمسة عشر عاماً كنت فيها دارسة فى كلية الدفاع الوطنى ثم متعاونة مع الكلية بحكم عملى فى ذلك الوقت
منذ أن تعاملت معه وحتى الآن وهو هو لم يتغير، الشخصية الجادة الحازمة الملتزمة المعطاءة المقدر لقيمة الوقت والعلم والدقة فى المعلومة المكثفة المركزة فى ذات الوقت استطاع أن يكون الأب الناصح المخلص الضاحك المبتسم المرحب بالجميع بابتسامة هادئة وطيب القلب الإنسان.

تمضى السنون والتقى بسيادته مرة أخرى العام الماضى كدارسة فى دورة الدفاع الوطنى رقم 53 وأحظى بتلقى العلم منه وهيئة التدريس المتميزين من رجال أكتوبر وأبطال مجابهة الإرهاب والذي سيحين الحديث عن دورهم بالطبع.
فى المرحلة الإستراتيجية فى بداية الدورة كان مشرفاً عاماً على الدورة لهذه المرحلة ،وكانت من أمتع الفترات التى مرت بنا -وخاصة لمن حافظ على الانضباط والإلتزام بالمواعيد وتعليمات الدورة – وقد حظى بحب الجميع من دراسى الدورة من مدنيين وعسكريين ووافدين .
كنت محظوظة أيضاً بأن يكون اللواء عبد العظيم مشرفاً عاماً على بحثى الفردى مع أبى الروحى وقائدى وأستاذى اللواء اح /أمين حسنى وبفضل توجهاتهما ومساعدتهما وتفانيهما حققت المركز الثانى بتقدير امتياز على دراسى الدورة المدنيين.

اللواء عبد العظيم كان حريصاً على ألا تفلت كلمة دون مراجعة وكان يراعى ضميره فى المراجعة والتدقيق رغم انشغاله الدائم ولا يؤجل أى عمل، بل يحسب له أنه كان ينتهى من المراجعة سريعاً ومدوناً كل الملاحظات الدقيقة وبكل أمانة ليس معى فقط ولكن مع كل من يشرف علي بحثه أو يطلب من سيادته النصيحة .
اللواء عبد العظيم لم أسمعه قط يتحدث عن ذاته إطلاقاً ودائماً يعتذر عن اللقاءات الإعلامية و الأحاديث الصحفية سواء بكونه أستاذ فى الاستراتيجية وخبير متخصص ذا علم كثيف فقط أو بصفته بطلاً ومحارباً من أبطال أكتوبر وسلاح المدرعات.
ولكن بعد إلحاح منى حاورته قليلا، و أخبرنى قائلاً: عشقت الزى العسكرى منذ طفولتى وتمنيت الالتحاق بالكلية الحربية وتحقق الحلم بفضل الله وإلتحقت بها وتخرجت فيها عام ١٩٧٠ الدفعة 75 حربية والتحقت بسلاح المدرعات وخلال ثلاث سنوات كان التدريب المستمر والتطعيم للمعركة والاستعداد لمعركة الكرامة التى ننتظرها جميعاً،إلى ان أتى يوم تحقيق الحلم

في حرب أكتوبر كنت ضمن وحدة مدرعة تابعة للواء مدرع في منطقة وادي الملاك بالقصاصين،كان مهمة اللواء التحرك من وادي الملاك علي وصلة سرابيوم، وعبور قناة السويس من معبر سرابيوم وفعلا تم العبور فجر يوم ٧ أكتوبر لتدعيم وتأمين عمق الفرقة ١٦ مشاه ميكانيكي و تم العمل في تأمين الفرقة ١٦ حتي يوم 14 أكتوبر.بداية الثغرة وفى هذا اليوم صدر قرار بتطوير الهجوم شرقاً، وحتى يوم ٢٢ أكتوبر تم إدارة أكبر معارك للمدرعات علي مستوي العالم.
و بعد صدور قرار وقف اطلاق النار،صدرت أومر بإعادة تسليح الوحدة وتم استلام دبابات جديدة وحديثة والعودة مرة أخرى ضمن القوات التي تحاصر الثغرة،حتى تم انسحاب العدو، وتم تكريمى بالحصول علي نوط الشجاعة من الطبقة الأولى في هذه الحرب.”.
ويقول رفيقه فى معركة الدبابات والميدان لواء اح/ محمود سليمان عبد البر
“خدمنا سوياً فى لواء مدرع ، كل منا فى كتيبة مختلفة ولكن بحكم السلاح والتواجد فى لواء واحد كان لنا أعمال ولقاءات مشتركة واللواء عبد العظيم ليس زميلا فقط، بل أخ وصديق وعشرة عمر وسماته الشخصية تجبر من يعرفه على احترامه منضبط ،ملتزم،جاد، خدوم يعشق العلم والوطن ومحباُ للغير وعمل الخير وأسعد بمعرفته والتواصل معه دائماً”

السطور القادمة تلقى الضوء على بعضاً من سيرته الذاتية:
السيد اللواء اح عبد العظيم يوسف خبير في علوم الاستراتيجية القومية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية
خبير في مجال البحوث والدراسات المدنية والعسكرية الاستراتيجية
خبير في سلاح المدرعات في مجال التعليم والتدريب والتكتيك.
ومن المؤهلات العلمية ،حصل على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مجال الاستراتيجية القومية – كلية الدفاع الوطني عام ١٩٩٦ ، ماجستير العلوم العسكرية – أركان حرب عام ۱۹۸۲ ،بكالوريوس العلوم العسكرية – الكلية الحربية عام ۱۹۷۰ .
ومن أبرز المناصب فى المجال العسكري
تولى جميع مناصب سلاح المدرعات حتى قائد لواء مدرعات
أفرع العمليات..رئيس عمليات لواء مدرع..فرع عمليات فرقة ..شعبة عمليات جيش ومنطقة…رئيس فرع المدرعات ورئيس فرع التخطيط فى هيئة تفتيش ق.م

بعد التقاعد عمل رئيس كرسي المرحلة العربية والإسلامية بكلية الدفاع الوطني، ثم بعد ذلك في جميع المراحل
في عام ٢٠٠٨ تم الاستدعاء للخدمة مرة أخرى ثم إعارة لدولة اليمن لإنشاء كلية الدفاع الوطني
وهناك قام بالإشراف على عشرات بحوث الزمالة وكذا المناقشة ومراجعة الكثير من رسائل الدكتوراة
قام بالعديد من الزيارات الخارجية أبرزها
إعارة لدولة الإمارات العربية لمدة ثلاث سنوا، وتشيكو سلوفاكيا،اليونان، المملكة العربية السعودية و الجمهورية اليمنية. زيارة دولة
ونظراً لتميزه و بطولته وخبرته الطويلة بالقوات المسلحة تم تكريمه بمنحه:

نوط الشجاعة من الطبقة الأولى في حرب أكتوبر 1973
انواط أخرى كثيرة أهمها نوط رئيس الجمهورية.
كل التحية والتقدير لأستاذى وقدوتى وأهم رموزى فى الحياة سيادة اللواء عبد العظيم يوسف ،الأب-المعلم -القائد -الإنسان ومتعه الله بالصحة والعافية وحفظه لأسرته الكريمة التى جميعها تتميز بالتفوق والتميز والانضباط مثل سيادته ..
ومع بطل آخر من صناع النصر