صدق الرجل مع نفسه في أول زيارة له للمنطقة إبان الاحداث ، حيث أعلن انه موجود بأرض الكيان الصهيوني كونه يهوديا ، ولم تكن صراحته الا بجاحه غير دبلوماسية وغير معهوده في السوابق .
اعتمدت الادارة الامريكية الدبلوماسية المكوكية لوزير خارجيتها ، ولكنها في الواقع لم تكن تحركا دبلوماسيا يسعى للوصول الى حل الازمه المطروحه ، ولكنها كانت – ومازالت – تحركا لنقل مطالب وشروط الكيان الصهيوني للاطراف العربية وغيرها ، وهكذا تحول بلينكن الى مجرد متحدث باسم الكيان الصهيوني وحامل رسائله ، واصبح صوته مجرد صدى لنعيق الكيان الصهيوني الغاشم .
انتهى اجتماع بلينكن مع بعض الساده وزراء الخارجية العرب ، وحسنا – كما أعلن قبيل الاجتماع – ان اتفق الوزراء على التحدث بلسان واحد ورؤية موحده على رأسها وقف اطلاق النار ، الا ان بلينكن اكد على وجهة نظر الكيان الصهيوني انه لا وقف لاطلاق النار ، ولا هدنة انسانية لأنها تخدم حركة حماس وتسمح لها بالتقاط الانفاس ، وغض بصره عن المحرقة الدائرة وما تسفر عنه كل ساعه من ضحايا البشر المدنيين وتدمير الأرض وما عليها .
مثل هذه اللقاءات في الاعراف الدبلوماسية تكون أداة أساسية في مواجهة الأزمة ، وينتظر الأطراف مخرجاتها ، الا انها في حالتنا هذه لا جدوى منها ، حيث لا مخرجات ولا توافقات ، وفي نفس الوقت يستمر الكيان الصهيوني في تنفيذ محرقته بجبروت غير مسبوق .
فقد يكون لنا حق الكلام – لو تكلمنا – ، ويبقى حق الفعل حقا صهيونيا خالصا .
عمرو محسوب النبي