وحدة الشئون اللاتينية وغرفة إندكس
تحولت إحدى أهم مدن البرازيل السياحية إلى منطقة حرب – في معركة بوليسية دراماتيكية ضد أكبر منظمة إجرامية، وداهم آلاف الجنود وشرطة الأحياء الفقيرة، وقُتل ما لا يقل عن 64 شخصًا وسقطت المدينة في صمت غير عادي، ووصف المحافظ العملية بأنها الأكبر في تاريخ المدينة..
تزامنا مع الحملة العسكرية التى تديرها الولايات المتحدة ضد فنزويلا وكولومبيا بدعوى مواجهة عصابات المخدرات.
والقصة المثيرة للجدل، حتى الآن قُتل فيها ما لا يقل عن 64 شخصًا أمس (الثلاثاء) في ريو دي جانيرو بالبرازيل، في عملية شرطة ضخمة ضد المنظمة الإجرامية “القيادة الحمراء” ( كوماندو فيرميلهو )، في أكبر عملية وأكثرها غرابة على الإطلاق في واحدة من أكبر وأهم المدن في البرازيل.

وصف حاكم ولاية ريو، كلاوديو كاسترو، العملية بأنها “أكبر عملية في تاريخ المدينة”. وكان من بين القتلى أربعة ضباط شرطة، بينما أُلقي القبض على أكثر من 80 مشتبهًا.
وساد الصمت أو طُوّق جزء كبير من المدينة، ورسمت مقاطع فيديو وصور من موقع الحادث صورةً قاتمةً نوعًا ما.
شارك في المداهمة، التي نُفذت في حيي “كومبليكسو دو ألامو” و”بينيا” الفقيرتين شمال المدينة، أكثر من 2500 عنصر من الأمن والشرطة والجنود، برفقة مروحيات ومركبات مدرعة ووحدات خاصة.
وكان الهدف من العملية عرقلة التوسع الإقليمي لـ”القيادة الحمراء”، التي تُعتبر أقدم وأقوى منظمة إجرامية في البرازيل.

وخلال الاشتباكات، اندلع إطلاق نار كثيف، وأُضرمت النيران في مركبات لعرقلة تقدم قوات الأمن، وغطّى دخان أسود كثيف أجزاءً واسعة من المدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق نار متواصل، بالإضافة إلى استخدام غير مألوف للتقنيات من قِبل الجناة، بما في ذلك طائرات مُسيّرة محملة بالمتفجرات ومهاجمة الشرطة من الجو.
قال كاسترو إن العملية جاءت نتيجة تحقيق استمر لأكثر من عام، ضُبط خلاله نحو 93 سلاحًا ناريًا وأكثر من نصف طن من المخدرات.
وأضاف أن القتلى كانوا مجرمين قاوموا الاعتقال. وأضاف: “هذه لم تعد جريمة عادية، بل إرهاب مخدرات”، ودعا سكان الأحياء المتضررة إلى البقاء في منازلهم.

خلال النهار، أُغلقت عشرات المدارس والمؤسسات العامة، وأُلغيت الدراسة في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو، وشُلّت حركة المرور على الطرق الرئيسية بسبب حواجز الطرق التي أقامها المشتبه بهم.
وأفادت هيئة النقل في المدينة بمصادرة ما لا يقل عن 70 حافلة وإحراقها.
وبحسب وزارة الصحة المحلية، أُصيب العشرات، وأكدت الشرطة المدنية مقتل أربعة من ضباطها خلال الاشتباكات. وأظهرت صور من الميدان ضباط الشرطة وهم ينقلون الجرحى، وعائلاتهم تنتظر بفارغ الصبر خارج المستشفيات.
أصدرت الأمم المتحدة بيانًا أعربت فيه عن “صدمتها العميقة” إزاء حجم العنف، ودعت إلى تحقيق سريع وفعال في الأحداث.
اعرف أكثر
ترامب يبرر جريمة إسرائيل الجديدة ويطمئن القلقين من العودة للقتال في غزة
كما أدانت منظمات حقوق الإنسان في البرازيل، ومنها هيومن رايتس ووتش ، ارتفاع عدد القتلى، ووصفت العملية بأنها “مأساة” و”سياسة إبادة تُعرّض حياة سكان الأحياء الفقيرة من السود والفقراء للخطر”.
ويقول خبراء الأمن العام في البرازيل إنه على الرغم من أن العملية غير مسبوقة من حيث نطاقها، إلا أنها من غير المرجح أن تُغير الواقع على الأرض.
وصرح عالم الاجتماع لويس فلافيو سفوري لوكالة أسوشيتد برس: “هذه أرقام قياسية. تكمن المشكلة في تصفية الجنود الصغار، بينما يظل القادة أحرارًا، بينما يواصل النظام إنتاج جنود جدد مكانهم”.
نُفِّذت العملية في ريو قبل أيام قليلة من افتتاح مؤتمر دولي كبير للمناخ ( قمة رؤساء بلديات العالم C40 ) في المدينة، وهو حدثٌ يجذب اهتمامًا عالميًا.
وأشار مسؤولون سياسيون في البرازيل إلى أن مثل هذه المداهمات ليست نادرةً قبل الفعاليات الدولية، إلا أن حجم هذه العملية، وشدة الحريق، والعدد غير المسبوق من الوفيات جعلها واحدةً من أكثر العمليات التي لا تُنسى وتُحكى في التاريخ.
