غرفة إندكس للتغطية الحية
بدأت الأطراف الوسيطة بقيادة مصر في الإعداد لتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ بشأن غزة، وسط توقعات تميل إلى التشاؤم أكثر منها إلى التفاؤل، رغم توالى تسليم الجثامين من الطرفين.
والخطورة التى تخطط لها إسرائيل هو سيناريو تقسيم غزة الصغيرة أساسا، بواسطة الخط الاصفر التى يبدو أنها لن تتحرك عنه، لتجسد غزة الغربية وغزة الشرقية، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض تسليم 200 عنصر لحماس موجودين في الجزء الذي تسيطر عليه حتى الآن في غزة.
ويخشى كثير من الفلسطينيين أن يجري تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين: شرقية مدمرة وفقيرة تحت سيطرة “حماس”، وغربية تحت سيطرة أميركية- إسرائيلية، ما يعيق إعادة إعمار قطاع غزة ويجعل من القطاع منطقة غير مستقرة وطاردة للسكان، وبالتالى يتجدد مخطط التهجير ولكن بأسلوب مختلف.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق موضوعات الحكم والسلاح وقوات الاستقرار الدولية وإعادة الإعمار.
ويواجه الوسطاء صعوبات كبيرة في تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة قطاع غزة، وفق ما نص عليها الاتفاق، وفي حين وافقت حركة “حماس” على مقترح مصري لتشكيل اللجنة من 8 شخصيات مستقلة من قطاع غزة.
وطالبت السلطة الفلسطينية بأن تتكون اللجنة من موظفين كبار في وزارات الحكومة الرسمية في القطاع برتبة وكيل وزارة أو مدير عام، وأن يرأسها وزير في الحكومة من سكان غزة، ورفضت إسرائيل أي دور مباشر للسلطة الفلسطينية فيها.

ومن ناحيتها قدمت مصر قائمة مقترحة تضم 15 شخصية من قطاع غزة برئاسة رئيس بلدية غزة السابق الدكتور ماجد أبو رمضان الذي يشغل حالياً منصب وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية، لكن إسرائيل رفضتها.
وذكرت أن مصر قدمت قائمة جديدة برئاسة مسؤول وزارة الشؤون المدنية في غزة إياد نصر، وإن إسرائيل رفضتها أيضاً لصلتها بالسلطة الفلسطينية.
حرب إسرائيل على السلطة لا تقل عن حربها على حماس؛ لأن السلطة تمثل نواة الدولة المستقلة التي تحاربها إسرائيل.
واقترحت مصر تخزين السلاح تحت إشراف إدارة فلسطينية أو عربية، ووافقت “حماس” على ذلك، واقترحت مشاركة السلطة الفلسطينية في حل ملف السلاح من خلال صيغة فلسطينية.

أما إسرائيل، ومن خلفها الإدارة الأميركية، فرفضت أية صيغة تقل عن التجريد الكامل لقطاع غزة وحركة “حماس” من السلاح.
بينما الإدارة الأميركية تعد لتشكيل قوات دولية لتحل محل الجيش الإسرائيلي وراء ما “الخط الأصفر”، مصرة على مشاركة الأتراك فيها، رغم الرفض الإسرائيلي المتكرر.
وعقدت الفصائل الفلسطينية سلسلة اجتماعات في القاهرة، لبحث ترتيبات المرحلة المقبلة في غزة. وظهرت فجوة بين مواقف القطبين الرئيسيين في السياسة الفلسطينية، وهما حركتا “فتح” و”حماس”.

وتتركز الخلافات بين الحركتين بشأن آليات الحكم والإدارة والأمن، فحركة “حماس” تصر على دور مركزي لأجهزتها الأمنية في المرحلة المقبلة وهو ما ترى فيه السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” عائقاً أمام انتقال قطاع غزة إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وحماس تعلم أن إسرائيل سترفض أي دور لها في القطاع، وستتخذ من هذا الدور مبرراً لتقسيم القطاع واستمرار السيطرة عليه”. أما الحركة فتقول على لسان أحد كبار المسؤولين فيها: “ليس كل ما تطلبه إسرائيل يجب أن ينفذ.

One thought on “الخطر الأكبر الذي تعده إسرائيل: غزة الغربية وغزة الشرقية والتهجير المعدل”