جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » ٢٠٢٣..عام سطوة الذكاء الاصطناعي..وسر الرعب البشري

٢٠٢٣..عام سطوة الذكاء الاصطناعي..وسر الرعب البشري

 
منذر اليتيم وغرفة الرصد السوشيالى
وتجلى ذلك من خلال تأثيرات بالغة في مجالات عدة، أخطرها دوره في مضاعفة دمار الحروب، وقلب موازين الرأي العام من خلال التلاعب بنتائج الانتخابات إضافة إلى دوره السلبي في احتلال وظائف يعتاش منها الإنسان، وحتى من خلال الفنون في هوليوود، إذ شهد هذا العام أطول إضراب لكتاب هوليوود عن العمل، وولادة أول الأدمغة الرقمية تحت اسم “تشات جي بي تي”.

مخاض عسير

لإنهاء هذه السطوة أو الحد من تأثيراتها البالغة في الحياة، عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 مؤتمر قمة أممي في بريطانيا، وتلقى الذكاء الاصطناعي وقتها ضربة أنهت أحلامه في تغيير الزمن الإنساني كاملاً. وحضر المؤتمر ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وأميركا والصين وما يقارب 20 دولة واتفقوا على إعلان لمواجهة الإمكانات المتزايدة لهذا الذكاء بشكل جماعي.

بداية الحرب البشرية الإلكترونية

قبل ذلك التاريخ بأشهر عدة وتحديداً في يونيو (حزيران) خاطب رئيس شركة “أوبين إي آي” سام ألتمان المطورة لمثل هذه العقول والأدمغة الرقمية العالم، محذراً من كبح هذا التقدم المهم لتطوير الطب والتعليم تحديداً. جاء ذلك على رغم أن ألتمان وقع في مارس (آذار) 2023 عريضة نشرت عبر موقع “فيوتشر أوف لايف دوت أورغ” وتناقلتها وكالات أنباء عالمية تدعو إلى وقف تطوير برامج الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر، وإلى جانبه وقع العريضة إيلون ماسك ومئات الخبراء من “غوغل” و”مايكروسوفت” ورؤساء شركات منافسة لـ”أوبين إي آي” وأكاديميين وكتاب عالميين.

 

 

دموية وفوضي الذكاء الاصطناعي 

شهدت الحروب تطوراً كبيراً، مع ذلك وضع الذكاء الاصطناعي في 2023 بصمته الخاصة في تطوير المعارك، مما ضاعف قوة بعض الجيوش. وظهر دور هذا الذكاء متجلياً في حرب أوكرانيا ثم الحرب الأهلية في السودان، وصولاً إلى حرب إسرائيل وغزة على أرض فلسطين، إذ فوجئ المجتمع الدولي بموجات غير مسبوقة من الادعاءات والمعلومات المضللة التي يفبركها بسهولة أشخاص عاديون مع التطور التقني الكبير في مجال نشر وصناعة المحتوى المزيف. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مقاطع صوتية مزيفة من حسابات مجهولة في السودان، ومقاطع فيديو لقطع رقاب الرضع في حرب فلسطين، وتسجيلات ملفقة حول زعماء أوكرانيين يعلنون استسلامهم وغيرها من الحملات.

خطر على الخطاب السياسي

في 2023 وفق تقرير نشره موقع “ميتا بوست” الإلكتروني أصبح الدور الذي يلعبه الإنترنت والشبكات الاجتماعية محل تساؤل، لأنه شكل خطراً على الخطاب السياسي متدخلاً بقوة في الحياة البرلمانية في العالم المتقدم ديمقراطياً. فمشكلة التلاعب بالشبكات الاجتماعية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تجلت بوضوح من خلال فضيحة أطلق عليها “كامبردج أناليتيكا”، كشفت حسابات مزيفة لتغيير نتائج الانتخابات. والأخطر من ذلك تقارير الخبراء في مجال هذه الأدمغة الرقمية التي أشارت إلى حقيقة أن على العالم الاستعداد للدخول في تداعيات سياسية وبرلمانية جديدة، مع تكهنات بتطور هذه البرامج وتوقعات بأن تصبح المغذي الحصري لهذه الشبكات. يذكر أن تحليل السجلات البرلمانية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في 81 دولة أشار إلى تدخل هذا الذكاء في التشريعات والانتخابات بنسبة 6.5 في المئة من 2016 وحتى 2023 وذلك وفق تقرير “مؤشر الذكاء الاصطناعي 2023” عن جامعة ستانفورد الأميركية.

فرص العمل والرعب البشرى من البطالة

تقرير ستانفورد ذاته أشار إلى تزايد عدد الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي في السنتين الأخيرتين إلى أكثر من الضعف من عام 2017، لتصل نسبة الوظائف المخصصة لهذا الذكاء إلى 1.9 في المئة، فيما أكد الباحث الأميركي المنحاز لهذا الذكاء، بن غورتزل، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أنه سيتجاوز 80 في المئة من الوظائف التي يتولاها البشر حالياً، واصفاً استحواذ تلك الآلات على وظائف كثيرة بالأمر الجيد، تحديداً في مجال الممرضة الآلية التي تقوم بدور مهم في رعاية المسنين، ووظائف الروبوتات في قطاع المحاسبة والتعليم والخدمات المنزلية، إذ تقوم الآلة وفق غورتزل ببعض هذه المهام بشكل أدق وأسرع من الإنسان.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *