إن ما يجري في غزة على مدى شهر تقريبا ، لهو محرقة صهونية بكل معنى الكلمة ، فعندما تستهدف قوات الاحتلال الصهيوني مخيم چباليا بقذائف تزن ٦ طن متفجرات ، فهي محرقة .
عندما يتم استهداف أبراج سكنية بالمئات على قاطنيها بالآلاف، وعندما يتم دك أحياء سكنية ويتم تسويتها بالأرض ، فهي محرقة .
عندما يكون شهداء القصف الصهيوني في أقل من شهر قرابة عشرة ألاف شهيد ، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال ، بخلاف المصابين الذين وصلوا للأربعين ألف ، والمفقودين تحت ركام الأنقاض ، الذين ليس لديهم إحصاء واضح لهم، إذن فهي محرقة بالفعل.
عندما يتم علانية استهداف دور العبادة رغم قدسيتها ورغم لجوء المواطنين للاحتماء بها، فهي محرقة .
عندما يتم استهداف مدارس الأونروا والتي تعد ملاجئ حماية للنازحين من ديارهم تحت وطأة القصف الصهيوني ، ورغم تجريم القانون الدولي ( لا مؤاخذة) فبالتأكيد هي محرقة .
لكنها ليست محرقة إسرائيلية ، بل هي محرقة صهيونية عالمية ، فإسرائيل ليست إلا البلطجي الموكل إليه تنفيذ الضرب ، ويتم ذلك بدعم لا مشروط – مادي ومعنوي – من الشيطان الأكبر في العالم ، وبدعم ومباركة وتأييد الغرب الصهيوني الذي ينجر دائما في ذيل الشيطان الأكبر .
الشيطان الأكبر قدم الدعم المالي والسلاح والقوات والخبراء والمستشارين للكيان الصهيوني ، بل وحرك بوارجه إلى البحر المتوسط لتكون رادعا لمن يفكر في أي رد فعل خارج الكتالوج الصهيوني .
المعادلة كالتالي :
طرف فلسطيني يقاوم الاحتلال الصهيوني منذ قرابة ثمانين عاما ، يقاوم الغاصب المحتل بسلاح بسيط بالتأكيد .
الطرف الثاني كيان احتلال اسرائيلي تحت رعاية كاملة من الولايات المتحدة الأمريكية ( القوه العظمى ) ، ومن خلفها بقية العالم الغربي في معظمه .
من تبقى من قوى العالم الكبير مثل روسيا والصين آثرا متابعة الأمر عن قرب دون تدخل واضح .
أما العالم العربي في موقف لا يحسد عليه فمصر والأردن تقاومان مخطط التهجير والخطة الصهيونية لإنهاء القضية ، وبقية العرب كل يحسبها من وجهة نظره .
بقية القوى الإقليمية سنة وشيعة تكتفي بالتصريحات هادئة الصوت أو حتى شديدة اللهجة .
وهكذا العالم بقوته في كفة والفلسطينيون في جبهة ، في معركة إبادة ، يواجهون محرقة فعلية برعاية صهيونية عالمية .
عمرو محسوب النبي