جاءنا الآن
الرئيسية » عرب و عالم » الشرق الأوسط » نكشف ونحلل: حقيقة الإخفاء الإسرائيلي لخسائرها في ضربات الثلاثاء الإيرانية

نكشف ونحلل: حقيقة الإخفاء الإسرائيلي لخسائرها في ضربات الثلاثاء الإيرانية

وحدة الشئون الإسرائيلية

إسرائيل تحسب أننا لانزال فى العصور الوسطى، حتى تنفي كم الأضرار الذي لحق بها من الضربات الإيرانية، ومطلوب منا تصديقها.. إسرائيل سبق أن كذبت في ضربات إبريل الماضي، وحتى تنفي خسائرها أمام حماس، وأخيرا عدد قتلاها وهروب مجندين عائدين للمستوطنات أمام هول ما يرونها من اللبنانيين.

وكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية كشفت بعض الإصابات الصغيرة، ورغم ذلك كانت مؤثرة، ومنها إصابات قواعد، من الممكن أن تكون طالت مقاتلات الإف ٣٥، حتى تغطي على ما هو أكبر مثلا.

المهم أن الأمر أثار الجدل في إسرائيل ، وهددت السلطات الإسرائيلية أى شخص ينشر صور لإصابات بالسجن والغرامة، وبالتالى لا تري أى فيديوهات بالإصابات ، فقط صواريخ ملقاة في أماكن مفتوحة.

المواقع الإسرائيلية التي أعلنت إيران استهدافها  تشمل قواعد جوية ومركزاً لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” وثلاث قواعد جوية، هي حتسريم ونيفاتيم وتل نوف، فضلاً عن استهداف رادارات وتجمع للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة.

نكشف ونحلل: حقيقة الإخفاء الإسرائيلي لخسائرها في ضربات الثلاثاء الإيرانية

مقاطع الفيديو التي ظهرت بعيد الضربة أكدت، بحسب تحليل لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أن واحداً من الصواريخ الإيرانية على الأقل انفجر على بعد 1 كيلومتر من مقر الموساد من دون أن يصيبه بشكل مباشر. 

المقر الرئيس للموساد يقع في معسكر غليلوت في جنوب تل أبيب الكبرى، عند أحد التقاطعات المرورية النشطة، وبالتالي فهو موقع معروف ويمكن لأي من يمر بجانبه التحقق؛ مما كان قد أصيب بالفعل.

لم يتوفر منذ مساء الاثنين ما يتناقض مع التقديرات الأولية أن موقع الموساد لم يصب. كما لم تتوفر صور أقمار صناعية، أو تقارير إعلامية من غزة، تؤكد استهداف القوات الإسرائيلية هناك. 

تركيز المراقبين انتقل سريعاً إلى القواعد الجوية الثلاثة. صور الأقمار الصناعية التي ظهرت أمس لم تكن واضحة بسبب الغيوم. ولكن الصور التي توفرت صباح اليوم تظهر أن قاعدة نيفاتيم قد أصيبت بالفعل، فيما لم تتوفر صور واضحة بعد تؤكد إصابة قاعدتي حتسريم وتل نوف.

قاعدة نيفاتيم، أو القاعدة 28 لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع في صحراء النقب، جنوب شرق بئر السبع وشمال منطقة ديمونا. وهي أحد أكبر قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وتضم ثلاثة مدارج طويلة يتراوح طولها بين 2600 و3900 متر.

نكشف ونحلل: حقيقة الإخفاء الإسرائيلي لخسائرها في ضربات الثلاثاء الإيرانية

تتكون القاعدة من قسمين رئيسين: قسم شمالي لعمل المقاتلات الحربية وجنوبي يستخدم للطائرات الكبيرة غير المقاتلة. قسم المقاتلات الحربية يضم عدة أسراب بينها السرب 140 “النسر الذهبي” الذي يضم قسماً من مقاتلات F-35. 

أما القسم الجنوبي، فيضم أنواعاً عدة من الطائرات غير المقاتلة، بينها طائرات للنقل المتوسط، مثل C-130، وطائرات التزويد بالوقود Boeing 707 Re’em، وطائرات G550 المعدلة لمهام الحرب الإلكترونية والتجسس، والتي تطلق عليها إسرائيل اسم “نحشون”. القسم الجنوبي يستخدم أيضاً من قبل طائرات نقل الشخصيات الهامة، وأحياناً من قبل طائرة رئيس الحكومة المعروفة باسم “جناح صهيون”. 

صور الأقمار الصناعية التي توفرت اليوم تظهر أن الإصابات هي في الجزء الجنوبي للقاعدة، المستخدم للطائرات غير المقاتلة. الضرر الرئيس الذي ركزت عليه وسائل الإعلام هو لهنجر كبير من خمسة أقسام وبطول إجمالي 200 متر.

وتظهر الصور تضرره في المنتصف تقريباً. هذا البناء يستخدم لحماية طائرات النقل الكبيرة مثل طائرة Boeing 707 Re’em. ولكن بالإضافة لهذه الإصابة هناك أربعة آثار أخرى لإصابات على الممرات.

وأحدها قد تكون أدت بالفعل لإصابة طائرة من طراز C-130 وهي طائرة متوسطة الحجم للنقل.

ولكن حتى الآن لا تظهر صور الأقمار الصناعية المتوفرة ضرراً في مواقع المقاتلات الحربية والذي يبعد حوالي 2.5 كيلومتر عن المواقع التي تأكد إصابتها.

نكشف ونحلل: حقيقة الإخفاء الإسرائيلي لخسائرها في ضربات الثلاثاء الإيرانية

هذا ما يثير التساؤل عما إذا كانت الضربة الإيرانية غير دقيقة أساساً وفشلت بالوصول للقسم الذي تربض فيه مقاتلات F-35 التي أكد الحرس الثوري الإيراني إصابتها.

بالرغم من عدم إصابة هذا القسم الحيوي من قاعدة نيفاتيم، يبقى من المرجح أن الضربة الإيرانية كانت دقيقة بالفعل.

فالإصابات الخمس الظاهرة ضمن صور الأقمار الصناعية تقع ضمن دائرة قطرها حوالي 700 متر وهذا ما يعني أن الصواريخ كانت دقيقة إلى حد بعيد، وعملت ضمن هامش الخطأ المتوقع لهذه الفئة من الصواريخ وهو حوالي 50 إلى 100 متر.

ولكن إذا كان بالإمكان توجيه الصواريخ بمثل هذه الدقة، فلماذا لم يتم توجيه الصواريخ بمثل هذه الدقة لكي تصيب القسم الشمالي الخاص بالمقاتلات الحربية؟ هناك احتمالان منطقيان.

الأول أن إيران قدرت أن صواريخها لن تخترق الهناجر الخاصة بالمقاتلات الحربية. وهي هناجر مصممة للتعامل مع القنابل الخارقة للتحصينات. فيما لا تمتلك الصواريخ البالستية الإيرانية مثل هذه القدرة، وهذه القدرة عموماً لا تتوفر سوى للقليل من أنواع الصواريخ البالستية الحديثة حول العالم.

فاختراق الهناجر المحصنة يتطلب رأساً حربياً ثقيلاً يكون ثلثه إلى نصف وزنه الإجمالي من هيكل معدني قادر على تحمل الاصطدام مع الهنغار المبني من الخرسانة المسلحة، لحين اختراقها، ومن ثم الانفجار داخلها لتدمير الأصول الثمينة التي يحميها هذا الهنجر. مع عدم امتلاك إيران لهذه القدرة، لا معنى لاستهداف هذا الجزء من قاعدة نيفاتيم. 

الاحتمال الثاني أن إيران فضلت أن تظهر لإسرائيل قدرتها على الوصول لتلك القاعدة، وأن توجه ضربة دقيقة (خمسة صواريخ ضمن دائرة صغيرة نسبياً)، ولكن من دون أن تؤذي هذه الضربة قدرات إسرائيل القتالية بشكل كبير، وبالتالي تقلل من احتمالات الرد الإسرائيلي.

فإيران تدرك أن سلاح الجو هو السلاح الحيوي لإسرائيل بوصفه “الذراع الطويلة” التي تدعم بشكل مباشر نظرية الأمن القومي الإسرائيلية التي وضعت أسسها في 1953. هذه النظرية تنص على ضرورة استخدام الهجوم لردع الخصم، وعلى نقل الحرب لأرض الخصم وإجباره على الانتقال من الهجوم للدفاع.

بالمجمل أرادت إيران أن ترسل لإسرائيل رسالة مفادها أن الضرر الكبير الذي لحق بقدرات “حزب الله” لم يحرم إيران من القدرة على الوصول لإسرائيل. وأن ما يقوله بعض المدافعين عن إسرائيل، مثل جاريد كوشنر، من أن الضربة التي لحقت بـ”حزب الله” سحبت المسدس الذي كانت إيران تضعه في رأس إسرائيل، هو قول غير صحيح.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *