وحدة الشئون السياسية والبرلمانية
كما توقعت وحدة الشئون السياسية والبرلمانية بموقعنا وكالة الأنباء المصرية-إندكس، سيترك رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، منصبه الذي تولاه في 12 يناير/ كانون الثاني 2021 خلفاً لرئيس المجلس السابق علي عبد العال، وذلك بعد انقضاء ولايته، التي شهدت تمرير البرلمان مئات من التشريعات، رغم التقدير العام له فى إدارة المجلس والرونق الذى كان يتسم به، متناسبا مع هيبة المنصب، مقارنة بالانتقادات التى كانت توجه لسابقه عبدالعال، الذى عاد فترة ثم اختفى ثانية.
والأغرب من ذلك إن جبالى كان قد أجرى الكشف الطبى للترشح، لكنه أبلغ باستبعاده من قائمة قطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا، واستُبدل مكانه بالمستشار محمد عيد محجوب، رئيس مجلس القضاء الأعلى ومحكمة النقض السابق، ليكون خليفة له في رئاسة المجلس.
وعقب موافقة مجلس النواب النهائية على مشروع قانون الإجراءات الجنائية المعترض عليه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه جبالي كلمة إلى الأعضاء أعرب فيها عن “خالص امتنانه لفترة خدمته الطويلة في الحياة القضائية والبرلمانية، والتي تقارب نصف قرن من العمل بين جنبات القانون، حيث كان العدل بالنسبة له عبادةً وضميراً يراقب الله قبل الناس”، على حد قوله.
وجبالي كان رئيساً للمحكمة الدستورية العليا قبل رئاسته للبرلمان، ومن أشهر أحكامه القضاء بـ”عدم الاعتداد بجميع الأحكام الصادرة عن مجلس الدولة ببطلان اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية”. وكرمه السيسي بتقليده وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عقب تقاعده من القضاء في 2019. وقال جبالي، في كلمته، أنه “لم يسع يوماً وراء المناصب أو الوجاهة، بل كان هدفه أداء رسالة ومسؤولية وطنية صادقة، مؤمناً بأن البقاء الحقيقي هو ما يُكتب في سجل العمل الصادق”. وأضاف أن مجلس النواب هو “بيت للضمير الوطني، ومحراب للعقل، وشهد خلال فترة رئاسته نقاشات ثرية، وحوارات بناءة، أثمرت عن قوانين مهمة بفضل جهود الأعضاء من الأغلبية والمعارضة والمستقلين”.
وقال جبالي في كلمته للمجلس إنه “يترك منصبه وهو ممتن لله على ما منحه من فرصة لخدمة القانون والوطن، إذ إن المسؤولية العامة ليست رفاهية، بل عبء يجب حمله بضمير حي”. ووجه نصيحة إلى أعضاء البرلمان بـ”ضرورة مراعاة الوطن دائماً عند اتخاذ القرارات التشريعية، لأن العدالة التي لا تنبع من الضمير لا تثمر، مهما التزمت بالقوانين”. وتمنى جبالي “التوفيق لمن يخلفه في المنصب، وأن يظل العدل سراجاً مضيئاً في كل قلب يخدم الوطن”، خاتماً بأن “مجلس النواب يطوي اليوم صفحةً من صفحات العمل البرلماني الزاخر بالجهد والإخلاص. ولا يسعه إلا أن يقف موقف من يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، ومن يتأمل طريقه بعد أن قارب على بلوغ آخره”.
