جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » فتاوى تحسم الجدل حول خلفية التهنئة التى انتشرت فجأة “جمعة مباركة’!

فتاوى تحسم الجدل حول خلفية التهنئة التى انتشرت فجأة “جمعة مباركة’!

محرر الشئون الدينية 

كل جمعة وأنتم بخير، مع الجدل المستمر حول تهنئة “جمعة مباركة” التى انتشرت خلال السنوات الأخيرة، تزامنا مع بواسترات السوشيال ميديا، وقبلها لم نكن نعممها فيما بيننا، كان من المهم أن نسمع فتاوى كبار العلماء في هذا الشأن، خاصة أن تهانى اليوم المبارك الأسبوعى موجود في كل الأديان حتى الوضعية منها، لا السماوية فقط، فاليهود لهم السبت ووضعيته الخاصة بتهانيه المميزة، وهكذا المسيحيون يباركون يوم الأحد، ولهم قداسات في صباح الجمعة، فلماذا هذا الجدا بين المسلمين من تهنئة خاصة ليوم أسبوعى لديهم مميز.

جلبنا عدة فتاوى في هذا الموضوع المهم، وفي مقدمتهم، الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، رأي الشرع في بعض التهاني المستحدثة بين الناس كقول البعض “جمعة مباركة”، حيث إنه لم يرد في الدين أو عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل تلك الأقوال.

وأضاف المفتي، أن الإتيان بالتهنئة كقول: “جمعة مباركة”، أو بدعاء لم يرد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليس ممنوعًا شرعًا، بل هو من الأمور المباحة والمستحبة في ديننا إن لم يكن فيهما ما يخالف الشرع.

وفى فتوى أخرى :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة ( جمعة مباركة ) لا نعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته، فعلى هذا يكون بهذا الاعتبار بدعة محدثة لا سيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يكون بها بأس، وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة.

وفي فتوى ثالثة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

الإتيان بتهنئة أو دعاء لم يرد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ليس ممنوع شرعاً، بل هو من الأمور المباحة في ديننا إن لم يكن فيهما ما يخالف الشرع، فلا يشترطُ في كلِّ دعاء أن يرد به نصّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، بل ورد الدعاء من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مطلقاً من أي قيد، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة/186؛ فلا حرج في أي صيغة أو تخصيصها بوقتٍ أو زمانٍ معين، ولا يجوز وصف ذلك بالبدعة أو بالحرمة لاندراجه تحت أصل الدعاء العام، ومن جملة هذه الأدعية الدعاء للآخر بأن تكون جمعته مباركة أو طيبة، ويقصد بذلك أن يبارك الله له في هذه الجمعة، مع كون هذا اليوم يوماً مباركاً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا) رواه مسلم.

كما أنّ يوم الجمعة من أعياد المسلمين الأسبوعية، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “يوم جمعة، ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيدٌ” رواه الطبري في [جامع البيان].

لذا لا نرى حرجاً بمثل هذا الدعاء، بل هو من الدعاء الطيب الذي يزيد أواصر الأخوة والمحبة بين المسلمين، لكن ينبغي الحذر من نسبة هذا الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يرد عنه نصاً. والله تعالى أعلم.

فأنشروا المحبب، وامنعوا المسئ، وإنما الأعمال بالنيات، فحتى الدعوة الشهيرة بالصلاة على النبي صلي على الله وسلم، استخدمت سياسيا للنفير من قبل جماعات متأسلمة، فأفطنوا لكل ما يقال..وكل جمعة وأنتم بخير.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *