منطقة الشرق الأوسط تشهد بالفعل مفارقات النصب لا التنصيب، وما يحدث في خلفيات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دليل واضح على ذلك.
الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، جو بايدن يدعى أنه أنهى وإدارته اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ووقف القتال بغزة، والعالم كله شاهد على المذابح والدمار والتطهير العرقى بغزة بملايين القنابل والصواريخ الأمريكية والدعم الامريكى المالى وتعطيل قرارات مجلس الأمن لوقف القتال منذ أكثر من عام.
أما التنصيب فهو عودة ترامب للبيت الأبيض وعينه على أراض لتوسيع حجم وجغرافية الكيان كما صرح . وعينه أيضا على أموال الخليج بحجة حماية الكراسي. ومن المتوقع إحياء فكرة الإبراهيمية وعرض توقيعه بالورق بطريقته المشهورة أمام العالم.
من ناحيتها، مصرنا العظيمة أنجزت صفقة وقف القتال ، ولم ترضخ للضغط الأمريكى لتصفية قضية فلسطين وتهجير سكان غزة ، ويبقى أسلوب ترامب وهو مخاطبة العاطفة لقيادات مصر بطلب استيعاب ٢ مليون فلسطينى، ولو مؤقتا، وطخاصة أن مصر تستوعب قرابة ١٠ مليون من عدة جنسيات.
وهذا بأسلوب مساومة رئيس بدرجة مقاول ورجل أعمال همه الوحيد المكسب، لكن القاهرة رفضت تماما.
كل هذه الأساليب مرفوضة تماما من مصر قيادة وشعبا واستخبارات . حتى موضوع الإبراهيمية مرفوض مصريا سياسيا ودينيا وبالطبع جغرافيا .
مصر كلها فى حالة حذر وترقب ودورها عظيم فى المنطقه وحل الدولتين قضية فلسطين.
ورغم أن الظروف القاسية والملتهبة حولنا من كل الجهات علاوة على ظروفنا بالداخل . إلا أن كل مواطن مصرى يحمل فى داخله صفة مقاتل سواء بشخصه أو بأسرته ، وأحد الأبناء جنديا مرابطا على الحدود الملتهبة مع ليبيا والسودان و فلسطين والكيان.
حتى أن مشاركة الحوثى فى دعم وإسناد غزة يشكل عبء ثقيلا على اقتصاديات مصر بسبب خفض إيرادات المرور البحري بقناة السويس، بصورة كبيرة .
وكل مصرى ومراقب يدرك مدى تكلفة وتمركز قواتنا المسلحة ودوام الردع والمناورات والمرابطة والعيون التى لا تنام .
ومن الأمور الهامة وربما لم يشار لها اعلاميا مع قوة وفهم الوفد الاستخباراتى رفيع المستوى بكل تفاصيل اتفاق وقف القتال بغزة . هو تمسك الوفد المصرى بإبراز مفهوم حل الدولتين وعدم تهجير أهل غزة أو الضفة.
وتمت الإشارة إلى احترام المسجد الأقصى وإدانة تكرار تدنيس باحاته وإلا ما هو معنى ..طوفان الأقصى . وتمت الإشارة إلى ما يحدث من تضييق على المصلين وحتى التضييق بالقدس وبيت لحم وأعياد المسيحيين.
ولابد ان نذكر اصرار الوفد المصرى لالية إدارة معبر رفح وزيادة المساعدات وعلاج الجرحى وانسخاب العدو من معبر فيلادلفيا.