جاءنا الآن
الرئيسية » نشرة الأخبار » د.شريف حافظ يسطر: ضرب جنوب غزة إعلان حرب على مصر!

د.شريف حافظ يسطر: ضرب جنوب غزة إعلان حرب على مصر!

كتبت في مقالي يوم الجمعة 17 نوفمبر الماضي، بعنوان “طروادة مرة أخرى”، ما يلي بالنص:

“لقد أصبح واضحاً، أن الهدف الحقيقي لهؤلاء الوحوش في المرحلة الحالية من الحرب، هو تسوية غزة بالأرض، بحيث تُدمر في أغلبها، ويصبح القطاع كله “أرضاً محروقة” خارج الخدمة، وليس فقط مستشفياته ومدارسه وإمكانيات إعاشة أي مجتمع مدني فيه، بل مُجمل بنيته التحتية. وبذا يمكن تبرير الخطوة التي تلي ذلك، عندما تقصف قوات الإحتلال الصهيوني الغاشم المدنيين، الذين تطالبهم بالتوجه جنوباً بجانب “معبر رفح”، لتدفعهم بالفرار إلى سيناء، وهي خطوة قادمة لا محالة، كما يبدو، وننتظر حلولِها”.

فالهدف الإسرائيلي واضح منذ البداية. ليس فقط منذ بداية تلك الحرب، ولكن منذ أن وقف نتانياهو يوماً إلى جانب الرئيس مبارك، رحمه الله، وقال له أنهم ينتون تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.وحينها عبر الرئيس مبارك عن موقف مصر كلها، في رفضه لذلك كلياً، وما سيُحدثه من حرب تُسقط السلام المصري الإسرائيلي.

ومن الواضح اليوم، أن أحد أعمدة نكسة 25 يناير، كانت تتمثل في تفعيل هذا “المشروع الإسرائيلي الإخواني”، لأن عزل “مرسي العياط”، كان بالأساس لهذا السبب؛ حيث كانت الجماعة الإرهابية تستعد لتمنح إسرائيل جزءاً من سيناء، بتهجير فلسطيني غزة إليها. 

وبناءاً عليه، كانت عملية حماس يوم 7 أكتوبر، والتي فكت إرتباطها بالإخوان في بداية مايو 2017، لتتبع إيران رسمياً. ولكن ما الفرق الحقيقي بين الإخوان وإيران؟ كلاهما يسعى لأهداف مُتقاربة، ولقد رأينا حسن نصر إبليس، مدير الذراع الشيطاني لإيران في لبنان، وهو يقول أنه لن يتدخل للدفاع عن مواطني فلسطين الذين يُقتلون في غزة، ولكنه يمكن أن يتدخل إذا أصبح أفراد حماس هم من يتعرضون للخطر!!

هذا هو موقف إيران، مهما زايدت – كما تزايد طوال الوقت، بينما تقتل العرب وتُهاجم دولهم وفقط، ثم تتكلم عن “المقاومة” غير المرئية لأي شخص، وقد خرج وزير خارجيتها السابق محمد جواد ظريف، في ديسمبر 2018 ليقول في حوار معه في مجلة Le Point الفرنسية وبالحرف:”متى أعلنا أننا سنُدمر إسرائيل؟ أرني مسئول إيراني واحد قال ذلك. لم يقل أحد هذا الأمر”، رغم أن مرشدهم الأول الخوميني ورئيسهم السابق أحمدي نجاد، قد قالا ذلك علناً. فهم يفتحون صدورهم في العلن، ثم “يلحسون” كلامهم في الظلام!!

وعلى النقيض، فإن مصر لا تُمارس الخداع ولا تقول كلاماً لتعود وتسحبه. فمصر أمة قبل أن تكون دولة مؤسسات. مواقفها ثابتها ومعلنة، يمكن الرجوع إليها تاريخياً والإستناد على مواقفها حيال القضايا المختلفة، سواءً كان كلامها تحت ضوء الشمس أو في الغرف المغلقة. 

وعندما عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أن “تهجير الفلسطينيين خط أحمر لن نسمح به، .. ومصر بذلت جهوداً صادقة ومكثفة للحيلولة دون تصعيد الحرب بغزة”، إنما كان يُعبر عن ثوابت السياسة المصرية الخارجية المؤسسية عبر السنوات والعقود، وهي التي يُمكن أن تجدها في أي كتاب عن تاريخ مصر. 

فنحن نعمل دوماً، حرباً وسلاماً، على حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، ونرفض تصفية أو تفكيك تلك القضية، كما نعمل دوماً على تحاشي الحروب والصدامات أو المناوشات المسلحة مع أي طرف من الأطراف الدولية. ونتدخل دوماً للوساطة بين الفُرقاء، لوقف نزيف الدم، في أي مكان في الشرق الأوسط. فهذا كله، ضمن ثوابتنا القومية المصرية التي لا تتزعزع.

إلا أن المساس بالأمن القومي المصري، ومنه تصفية القضية الفلسطينية أو إستهداف سيناء، لن يوقفنا مكتوفي الأيدي، وكما قال السيسي: “لن نسمح بذلك”. ولمن لا يعرف مفردات اللغة العربية، فإن “لن”: حرف يفيد النفي القاطع والذي لا رجعة فيه!!

ونكرر كلمات الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات، في خطابه يوم النصر المُبين على الكيان المُحتل، حيث قال في مجلس الشعب المصري، يوم 16 أكتوبر 1973:

“إن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وبإسم هذا الشعب وبإسم هذه الأمة ..

ثقتنا المُطلقة فى قواتنا المسلحة ..

ثقتنا فى قياداتها التى خططت ..

وثقتنا فى شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم ..

ثقتنا فى إيمان هذه القوات المسلحة فى قدرتها على استيعاب هذا السلاح 

أقول باختصار أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قد أصبح له درع وسيف”!!

ونحن نكرر مثله، ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة، وقيادتها وجميع أفرادها اليوم!!

إننا على مفترق طرق ما بين الأمس واليوم،

فإستهداف جنوب غزة، هو إعلان حرب صريح على مصر، وسترى إسرائيل، ما لم تره على مدى سنوات تكوينها الـ 75 الأخيرة، لأننا لن ندخل تلك الحرب مُعتدين، ولكن سندخلها دفاعاً عن الحق والعدل والمبادئ الإنسانية، … والتي تُعبر عنها “العقيدة المصرية منذ الفراعنة”، ..

فهي حرب للدفاع عن الإنسانية، ضد كل الزيف والفوضى التي إبتُلينا بهما على مدار نحو 12 عام منذ نكسة 25 يناير، وما قبلها وللآن من تعدي أنجلو – صهيوني، صعد على ظهره ملالي الفُرس، وبعض “الأعراب” في المنطقة، ..

وستنتصر مصر، بمشيئة الله ، نصراً كاسحاً على كل من إستهدفها ويستهدفها اليوم، بمحاولة تركيعها من خلال تلك الحرب، .. وستُعيد مصر رسم خريطة وقيم المنطقة من جديد، .. 

والله أكبر والعزة لمصر

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *