إسلام كمال ووحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
وكأنه كان يعلم الكثير، فبعد ساعات من دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب للمجيء لشرم الشيخ لتوقيع اتفاق غير مستبعد، تحدث ترامب بالفعل عن إمكانية وصوله للمنطقة الأحد المقبل، مع تعاظم الحديث عن اختراق كبير في المفاوضات بأيقونة السلام.
وأعربت مصادر سياسية إسرائيل لفضائيات ومواقع عبرية، عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق، قائلةً إن “كل شيء يسير وفقًا للخطة”، كما أعرب قيادات بحركة حماس، عن تطورات إيجابية في اتجاه تنفيذ المرحلة الأولى من مخطط ترامب.
هل تستمر أجواء التفاؤل؟
وصرح مصدر إسرائيلى رفيع المستوى مطلع على تفاصيل المفاوضات: “نحن متفائلون، فالأمر يبدو أقرب من أي وقت مضى. قد نعرف خلال الساعات القادمة ما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق”.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فعالية بالبيت الأبيض إننا “قريبون جدًا” من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة. وأضاف الرئيس: “هناك احتمال كبير لحدوث ذلك. قد أزور المنطقة يوم الأحد”.
وزير الخارجية الأمريكي يغير جدوله
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في حديث مع الصحفيين: “سيتعين على الرئيس اتخاذ هذا القرار، لكنني أقدر أنه سيكون مهتمًا به إذا سمح له الجدول الزمني بذلك”، بينما غير روبيو نفسه جدوله وألغى زيارته لباريس ليذهب لشرم الشيخ.
الأربعاء كما متوقعا، كان يوما مفصليا، أُحرز تقدم جيد، والأمور تسير في اتجاه إيجابي، لكن لا يزال هناك عمل يجب القيام به. وبالفعل يجب الحذر للنهاية، لقد مررنا بمواقف مماثلة من قبل، وشعرنا بخيبة أمل في الأخير. إذا وصل الرئيس الأمريكي إلى مصر نهاية هذا الأسبوع أو بعده بقليل، فسيكون ذلك في وقت قريب من إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام. في هذه المرحلة، ليس معروفًا ما إذا كان الرئيس سيزور إسرائيل أيضً.

وأشار إلى أنها “لم تُوقّع بعد. لا تزال هناك نقاط خلاف جوهرية، لكن الجمود يسير في اتجاه واحد. جميع الأطراف تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، وهي تتقدم بحسن نية”.
ومن أسباب التفاؤل حضور مسؤولين كبار في المحادثات، والذين يضغطون بشكل متزايد على كل من إسرائيل وحماس لتوقيع اتفاق.
تنازلات ومرونة
ووفق التقدير الإسرائيلي ، من دواعي التفاؤل أيضًا ما تم التوصل إليه من تنازلات ومرونة خلال المحادثات. يناقش الطرفان حاليًا الصيغ النهائية التي من شأنها أن تُفضي إلى توقيع اتفاق. وتتمحور المناقشات حول تلخيص تفاصيل المرحلة (أ) وإطلاق سراح الرهائن.

ومن النقاط التى من الممكن أن تفجر الاتفاق بخلاف نقطة نزع سلاح حماس، أن إسرائيل رسمت خطها الأحمر ولن توافق على إطلاق سراح أسري النخبة الذين شاركوا في الهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
حق الڤيتو والأسري الرموز
بينما توافق إسرائيل على أن تكون مرنة في قضية السجناء “الثقيلين” الذين تريد حماس إطلاق سراحهم، لكنها تطالب بالحفاظ على حق النقض (الفيتو) على عدد من الأسري الرموز، بما في ذلك مروان البرغوثي، الذي تصر حماس على إطلاق سراحه.
ومن جانبها، لا ترغب حماس في إبداء مرونة في قضية الأسرى. ومن المحتمل أن الحركة تسعى إلى استغلال الجدول الزمني المحدود الذي حدده ترامب لتقديم موقف متشدد.
وهناك خط أحمر آخر يتعلق بنشر قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تطالب حماس في المقابل به، ويدعمها الوسطاء فيها. لكن لن توافق إسرائيل على الانسحاب من محور فيلادلفيا، بينما ستوافق على تشغيل معبر رفح تحت إشراف مصري وبحضور مسؤولي السلطة الفلسطينية.

فيما اقترح الوسطاء تسويةً بشأن خطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي. ووفقًا للاقتراح، سيبدأ إطلاق سراح الرهائن بينما لا تزال قوات الجيش داخل قطاع غزة. وبعد إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، سينسحب الجيش الإسرائيلي. ولن يتم الانسحاب في نهاية الصفقة الكبرى، كما أراد نتنياهو، في مرحلة يُحسم فيها مستقبل قطاع غزة.
لكن ما يدعيه الإعلام العبري في هذا النسق ليس دقيقا، حيث أفضت المفاوضات، عن تنفيذ الانسحاب بعد الإفراج عن الأسري الأحياء، حتى تمهد الظروف الميدانية لإخراج جثامين الأسري القتلى.
الطرفان راضيان
إذا قُبل الاقتراح، فسيكون كلا الطرفين راضيين. وسيتمكن نتنياهو من القول إن قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال على الأرض، ويمكنها العودة إلى مواقعها السابقة في حال حدوث انتهاكات من قِبل حماس. وفي حال عدم حدوث أي انتهاكات، ستُكمل إسرائيل انسحابها إلى محيط القطاع.
بالتوازي مع المحادثات، تُجري حماس مناقشات مع الوسطاء بشأن ضمانات دولية بعدم استئناف القتال. وتسعى حماس للحصول على ضمانات بأن إطلاق سراح الرهائن يعني نهاية الحرب.
إضافةً إلى ذلك، تطالب حماس إسرائيل بحماية طويلة الأمد لكبار قادتها من الاغتيالات، وقد حصلت عليها بشكل كبير.
