جاءنا الآن
الرئيسية » مقالات و أراء » جلال نصار يسطر:عقد إجتماعى واستراتيجي جديد..رسالتى “الشخصية” إلى رئيس مصر القادم

جلال نصار يسطر:عقد إجتماعى واستراتيجي جديد..رسالتى “الشخصية” إلى رئيس مصر القادم

جلال نصار

 

 

 

 

 

رسالتى الشخصية لرئيس مصر القادم، (٢٠٢٤-٢٠٣٠)

بداية الإدراك بعد مرحلة البناء…

[عقد إجتماعى و سياسى جديد بلغة و لهجة مبسطة يفهمها الجميع ودون أدنى تقعير]…

…………………………..

… أما و أننا بصدد انتخابات رئاسية جديدة بعد 4 أسابيع؛ وامام إستحقاق دستورى واجب؛ و “الشكل العام” يقول أننا على بعد أمتار قليلة من فتح صفحة جديدة مع رئيس جديد أو رئيس يتم التجديد له

مع الآخذ فى الاعتبار ما مررنا و نمر به جميعا من أزمات دولية و إقليمية مثل: الحرب على الارهاب – جائحة كورونا – الحرب الروسية/الاوكرانية – الحرب على غزة…. لكن؛ جاءت لحظة الحقيقة و المكاشفة و إطلاق الأمنيات و لحظة الكلام و مناسبة الكلام و الفضفضة بصوت عال لربما يصل الصوت و الأمنيات؛ لذا فإننى أطالب بكل حرية و سقف أعلم أنه مرتفع عما اعتدنا عليه خلال عقد مضى من هذا الرئيس القادم إلى قصر الحكم فى الاتحادية أو قصر الحكم فى العاصمة الإدارية الآتى:

– أن تكون الفترة من (2024 – 2030) بداية جديدة و حقيقية يتم فيها التخفيف عن كاهل الشعب الذى يعانى منذ عام 2011 و حتى من قبلها؛ و تحمل ضغوط غير مسبوقة ضحينا فيها بجيل كامل انهارت كل طموحاته وأحلامه على أعتاب العوز و الحاجة و القهر و الصمت الإجبارى؛… جيل لم يشعر فى أية لحظة رغم هذا الكم من التضحيات أن مصر أصبحت “أد الدنيا” رغم أنها “أم الدنيا” منذ بداية التاريخ؛… جيل دفع الثمن و لم يجد المقابل و يستعد للرحيل عن الدنيا أو البقاء فيها إلى حين؛… جيل يعيش على أطلال كل ما كان يمتلكه و لا يرى فى كل ما تم إنجازه التعويض الكافى عن العقد الذى سقط من عمره؛ وهى أشياء لا تقدر بثمن… ويمكن حساب الأمر بهدوء لو أننا حددنا بالأرقام و المؤشرات والجداول من ربح و من خسر فى هذا السياق ولن أقول السباق الذى فرضته الظروف و الاختيارات الخاطئة…

– رئيس مصر القادم يجب أن يدرك أهمية البرامج و الخطط الحكومية المدنية المعتمدة من برلمان منتخب؛ و يدرك دور الحكومة و واجبها فى تحسين جودة حياة المواطن فى كافة المجالات؛ و أن المواطن لا يلام على ما يفعل لان الحكومة و النظام الحاكم هو الذى يهيىء المناخ و يضع الضوابط و القواعد و الإبقاع و أسس المحاسبة و المجال الذى يتحرك فيه المواطن الذى لا يصح و لا يصلح أن يكون الشماعة التى تعلق عليها الحكومات فشلها؛… و أن نرسى قاعدة عامة معمول بها فى كل الدول التى سبقتنا و أخذت بالأسباب: أن من يفشل عليه أن يرحل فى هدوء؛ و أن رحيل الفاشل هو سنة الحياة…

– رئيس يعمل على أن تكون الست سنوات القادمة مهمة فى إعداد كوادر قادرة على حكم مصر بشكل و فرز “طبيعى” دون تدخل فى هندسة النخبة و فرض كوادر غير مؤهلة على المشهد… و أن لا نصل لذات النهاية فى كل مرة و لا نرى من بين المرشحين لمنصب الرئيس او المقاعد النيابية من هو مؤهل أو أن الأحزاب بأحوالها العبثية و التعيسة غير قادرة على إفراز كوادر تصلح لقيادة البلاد على مستوى الرئاسة و الحكومة و المؤسسات و الهيئات؛.. و البداية بأن تكون لدينا معارضة قوية قادرة على تشكيل “حكومات ظل” تدرس الملفات و تضع بدائل لكل ما هو قائم و لا نرضى عنه و تضع الخطط و البرامج و الحلول البديلة…

– أن تكون بداية الإدراك الحقيقى و الفعلى لاهمية “الطبقة الوسطى المصرية” التى انهارت تماما؛ و بداية الإدراك أنها السر و السبب و السبيل الوحيد لنهضة أى مجتمع؛ و هى التى تقود الحراك الإجتماعى و تضبط إيقاع الحركة و اتجاهها، و حالها و أحوالها مؤشر صادق و موضوعى على ما يتحقق من إنجاز على أرض الواقع، و عجزها و إنهيارها دليل قاطع على الفشل… وهذا يتطلب إعادة ترتيب الأولويات و الأهتمام بمقومات البقاء لتلك الطبقة بالخدمات المعقولة (مش هنقول الواو لكن على قدر المتاح دون إقتراض) و وضع التعليم و الصحة و الثقافة (العقل و الجسد و الروح و الوجدان معا) فى صدارة الإهتمام و الاولويات للحفاظ على نوع و كم تلك الطبقة التى بإستقرارها تحافظ على إستقرار كل طبقات المجتمع الأخرى (الفقيرة و الغنية)…

– أن يكون نظام الحكم مؤسسى لا يقوم على رؤية الرئيس و تعليمات و توجيهات الرئيس و تدخلات الرئيس الشخصية؛ و ذلك بأن يكون لدينا برلمان بغرفتيه ممثل حقيقى لإرادة الشعب و من خلال انتخابات ديموقراطية نزيهة و نظيفة تٌخضع الحكومة و كل الأجهزة التنفيذية بما فيهم رئيس الجمهورية للرقابة و المحاسبة و المراجعة… و أن يكون لدينا مجالس محلية منتخبة تنشغل بهموم الناس و حياتها و مشاكلها اليومية و تضخ الدماء و الحيوية فى أوصال أجهزة الإدارة المحلية العاجزة و تحاسبها و تراقبها و تجود أداءها…

– أن تكون الصفحة الجديدة بداية الإدراك لكل أخطاء السنوات الماضية التى لم يتم التعامل خلالها على أساس و فهم و إدراك أن الإختلاف والتنوع ثراء و ضرورة حياتية؛ و أن الصوت الواحد و الرأى الواحد هو تنميط يجعل المجتمع عبارة عن “قطيع” يسير خلف العشب دون تفكير أو وعى فى تصوير أشبه بنظام السمع و الطاعة لدى جماعة الأخوان الإرهابية التى ناضل هذا الشعب للتخلص منها… و أن يدرك الرئيس الجديد أو المجدد له أن مهمة “إنقاذ الوطن” تبدأ و تنتهى عندما يسمع صوت أبناءه بوضوح و حرية وطلاقة فى العلن لا أن نتصنت على همهماته خلف الجدران وعلى وسائط و وسائل التواصل و التفاعل الإجتماعى…

– أن تكون صفحة جديدة لمناخ سياسى صحى و مجال عام مفتوح على مصراعيه لكل ألوان الطيف الفكرى و السياسى و بمنأى عن التمييز والعنصرية و خطاب الكراهية و العنف و التجارة بالدين؛ و يقوم على العدل و المساواة و المواطنة و الضمانات الراسخة لحرية الرأى و التعبير العامة و الخاصة… و أن تتولد قناعة لدى النظام الحاكم (رئيس و حكومة و أجهزة) أن المعارضة جزء مهم و حيوى من النظام السياسى… و أن الأجهزة الوطنية التى لها مكانة خاصة داخل وجدان كل مصرى تعمل لصالح الدولة المصرية بكل مكوناتها الرسمية والأهلية والمدنية والمعارضة… أكرر بكل مكوناتها… و دى مش رفاهية لأن تلك المطالب أصبحت أسباب و ضرورة للعيش و التنمية و التقدم و ليست منحة من أحد؛ و من لا يستطيع توفيرها عليه أن يتراجع خطوة للخلف و يترك من لديه القدرة و القناعة بضرورة و ضمان تواجدها…

– أن تكون صفحة جديدة لتصعيد الكفاءات فى كافة المجالات والمؤسسات و أن تتولى تلك الكفاءات صناعة و اتخاذ القرار بعد أن دفعت تلك الكفاءات و دفعت معهم مصر لسنوات طويلة ثمنا باهظا بسبب حصارهم و إستبعادهم لا لسبب إلا لأنهم مختلفون و يصرون على إضافة بصمتهم و رؤيتهم العلمية و المهنية على العمل… و أن تكون البداية لنهاية الشللية و جماعات المصالح و بيزنيس المتاجرة بالوطنية و الطنطنة بشعارات لأن الكفاءات عادة ما تعمل فى صمت و لا تجيد الهتاف و النفاق… و أن تتولد القناعة بأن “مصر تحيا” بالنقد الإيجابى و الإختلاف و التنوع و الرؤى المختلفة التى تكمل العمل الجاد و تجود الصورة و ترفع المعنويات و تنمى المشاركة و الفاعلية فى العمل و المسئولية…

– أن تكون البداية لعودة أهم ما تمتلكه مصر من قوة؛ وهى القوة الناعمة: فى الفن و الموسيقى و الغناء و المسرح و السينما و الدراما و الأدب والفن التشكيلى و الصحافة و الإعلام و التراث الشعبى و الأثار الفرعونية و الإسلامية و القبطية و الأزهر و الكنيسة و كل العناصر التى تتكون منها ترسانة قوة مصر الناعمة التى حفظت لمصر نفوذها و هيمنتها و قيمتها و مكانتها فى عقل و وجدان المنطقة و العالم بعد أن ثبت أن بقية عناصر القوة متغيرة وتأثيرها يتباين والرصيد الدائم والمؤثر يتركز فى القوة الناعمة؛…

و ذلك بان لا تتدخل أجهزة الدولة غير المختصة من بعيد أو من قريب فى اختيار الرموز و القيادات و الكوادر وتكتفى بما يطلب منها من تحريات، و أن تٌترك تلك المهن و المجالات الإبداعية لأبناءها ويقتصر دور الدولة على توفير ضمانات إستقلال الهيئات المستقلة دستوريا و كذلك دعم دور النقابات و الإتحادات المهنية فى القيام بمهام عملها بإستقلالية؛ ومنح التراخيص اللازمة؛ و رقابة رشادة القرار فى إنفاق المال العام داخل مؤسسات الخدمة العامة (أو القومية) من خلال الجهاز المركزى للمحاسبات و الرقابة الإدارية و الرقابة البرلمانية؛ و أن يكون حساب الهيئات والمجالس المستقلة دستوريا من خلال البرلمان و لجانه المنتخبة انتخابات حرة و تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا…

– الأزمات الأخيرة مع العدو التاريخى “إسرائيل” و مع غيره من العدائيات التى تلقى دعما و تأييدا من الغرب الذى نربط مصيرنا و أسواقنا و عملاتنا و أسلحتنا و ذخيرتها به أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن أهم بضاعة يصدرها هذا العدو هى الممارسة الديموقراطية و الوجه الديموقراطى و الإنتخابات الحرة رغم ممارسات الإحتلال الوحشية؛ فضلا عن ارتفاع سقف الحريات الداخلية و الشفافية و المحاسبة لدى العدو رغم إستشراء الفساد الذى وصل لمنصب رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية فى إسرائيل لكن يتم ملاحقتهم قضائيا و محاكمتهم أمام العالم.

و هم يفعلون ذلك رغم الخوف و الأخطار و التهديدات التى تواجههم فى وسط إقليمى يحيطهم بالعداء و الكراهية و عدم القبول بسبب سرقتهم و إحتلالهم غير المشروع للأراضى العربية… لذا فإن الصفحة الجديدة مع حاكم جديد تبدأ بالتخلص من فكرة “أرض الخوف”؛… و أن التهديدات و الأخطار و التحديات لا يجب أن تقف عائقا أمام هذا الشعب فى أن يٌحكم من خلال مؤسسات منتخبة إنتخابات حرة؛ و أن الشفافية و المحاسبة قاعدة تسرى على الجميع دون حصانة؛ و أن من حق هذا الشعب أن يتخلص من وصاية و أبوية الحاكم و رؤيته الشخصية الاحادية التى تعلو فوق رؤية علماء و خبراء و متخصصين و أكفاء هذا الوطن…

– شخصيا (واعتقد أنها أمنية تمثل الشريحة الأكبر من جيلى) لا أريد أن تكون سنواتى الست المقبلة – إذا كان فى العمر بقية – كالسنوات التى مرت وكانت أسوا سنوات حياتى على كافة المستويات: مهنيا وماديا وصحيا (الحمد لله) بسبب غلق المجال العام و تأميم الفرص والفرص البديلة وضيق العيش فى مهنتى التى لم أتعلم ولم أمارس ولم أدرس غيرها و لم أغتنى من وراءها ولم أسعى لكسب غير مشروع؛…

و فقدت المهنة بريقها و دورها و تأثيرها فى المجتمع لا أعرف عن قصد أم عن جهل؛ ولكنها تظل جريمة توجب التحقيق و الحساب القاسى لمن شرع و قرر و مارس تلك السياسات… و تحولت الصحف عن عمد إلى نشرات رسمية و تم الإطاحة بما يسمى السياسات التحريرية التى تبنى على أساس التنوع و الإختلاف؛… و غابت ضمانات الممارسة و ضمانات حرية الرأى و التعبير وتزيلنا الترتيب العالمى فى كل المؤشرات؛ و تولى أمرنا مؤسسيا و نقابيا و هيئات و مجالس صغار المهنة إلا من رحم ربى…

– هتقولوا؛ سايب اللى بيحصل فى غزة و التهديد لسيناء و الأمن القومى والضغوط على مصر والسدود الأثيوبية وبتتكلم على مطالب داخلية؛ هرد و أقول دى مسائل مفيهاش نقاش و لا مساحة للجدل و لا مجال للتنازل عن شبر من ارض مصر و خاصة سيناء و السيناريو اللى حصل مع مرسى وجماعته هيتكرر مع أى رئيس يفكر أو يحاول أو يتنازل عن ذرة رمل من سيناء… و اللى أطلبه من الرئيس القادم أن لا يتجاوز التفكير فى الضرر بالمصالح الحيوية المصرية فى منابع النيل و فى دول الجوار الإقليمى ان لا يتجاوز مجرد التفكير؛ و أن يكون رد الفعل المصرى عنيف و غاشم و مدمر لا يسمح باى مساحات للحركة و المناورة و الضغط اى كانت التبعات على ردة الفعل المصرى…

وأقول له أن أثيوبيا لم تكن تفعل ما فعلت لو أنها متأكدة من قسوة الرد المصرى وأن هناك أمور لا تناقش من الأساس… يجب أن يتوقف الجميع عن العبث بالفناء الخلفى للدولة المصرية و الذى يمتد أثره إلى الداخل المصرى و يهدد الكتلة الصلبة و الجبهة الداخلية المتماسكة…

يكفى هذا…

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *