إسلام كمال ووحدة الشئون الإسرائيلية
اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحكومة بتل أبيب أشرفت على تمويل وتسليح الميليشيات الإجرامية الداعشية من خلال عملية سرية قامت خلالها باختيار العناصر المتعاونة، وسلحتها من خلال ما تم جمعه من الأسلحة من القطاع.
وكشف الإعلام العبري عن أن الخطط السرية الإسرائيلية لم تكن هناك نوايا لسيطرة هذه الميلشيات على رفح تحت قيادة الجيش، وليست هناك ضمانات بأنها عناصر الميلشيات لن يطلقوا النار على الجيش الإسرائيلي.
الغريب أنه رغم الاعترافات الإسرائيلية والتى قادها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فيديو خاص، لايزال قائد أحد هذه الميليشيات المضادة لحماس ، ياسر أبو شباب، ينفي تمويله وتسليحه من إسرائيل.
وكان قد هاجم نتنياهو وزير الدفاع الأسبق رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، لأنه كشف هذا السر، واعتبره فائدة لحماس ، والتى بالفعل أصدرت بيانا اعتبرت فيه اعتراف ليبرمان دليلا على هدف إسرائيل بنشر الفوضي في القطاع.
ووفق التقرير العبري، جرت عملية التمويل والتسليح السرية خلال الأشهر الأخيرة بقيادة الشاباك، بتوجيهات مباشرة وموافقة من نتنياهو. وخلال العملية، نُقلت عشرات إلى مئات المسدسات وبنادق الكلاشينكوف من إسرائيل إلى الميليشيا الفلسطينية في رفح ، ليتمكنوا من مواجهة حماس في جنوب قطاع غزة، نظرًا لاعتبارهم منافسين لهم.
ووفق الاعترافات الإسرائيلية ، لم يكن هناك ما يضمن عدم إطلاق المسلحين أنفسهم النار لاحقًا على جنود الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، أو على الطرق التي أمنتها قوات الجيش على طول مسارات شاحنات المساعدات الإنسانية.
بحسب اعترافات المصادر العسكرية، هذه الميلشيات ليست على صلة بتنظيم داعش، لكنهم على اتصال وثيق به لأسباب اقتصادية ومتورطون بشكل رئيسي في تهريب المخدرات والدعارة وتوفير الحماية للمجرمين لزيادة ثرواتهم ولا علاقة لهم بالقضية الوطنية الفلسطينية.
كما تكشف يديعوت أحرونوت وهيئة البث الإسرائيلية أنه لم يكن هناك إجماع على خطوة الاستعانة بالمليشيات المضادة لحماس، خوفا من استخدام الأسلحة ضد الجيش الإسرائيلي.
وأشار المسؤولون العسكريون ، إلى أن المبادرة جاءت من الشاباك، الذي كان على اتصال وثيق وطويل الأمد مع هذه المليشيات، كما أوصى الجيش الإسرائيلي بالقيام بذلك كجزء من الخطة العامة لمهاجمة حماس من كل اتجاه ممكن”. مضيفين أنهم عمليًا، هاجموا حماس وتحدّوها، وما زالوا يفعلون ذلك.
وذكرت المصادر نفسها أن هذه ليست المرة الأولى التي تُسلّح فيها إسرائيل عناصر معادية، بموافقة مباشرة من نتنياهو. فوفقًا للاعترافات، سلّمت إسرائيل آلاف البنادق خلال العقد الماضي لجماعات مسلحة في الجولان السوري، حتى في ذروة الحرب الأهلية، وخاصة تلك التابعة لتنظيم داعش قرب المثلث الحدودي مع الأردن، ويرفض أغلبها الآن إعادة تلك البنادق.
في الماضي، نُشر مرارًا وتكرارًا، ولم تُنكر إسرائيل، أنها تُساعد الأكراد بالأسلحة والمعرفة العسكرية. ولم يُنفّ لشاباك هذه التفاصيل أو يُؤكّدها.