وحدة الشئون الإسرائيلية ووحدة التحليل الفورى وغرفة إندكس للتغطية الحية
مع عودة الحياة التفاوضية لشرم الشيخ، كان من الضرورى استعراض تاريخ أيقونة السلام، التى أبهرت فتى إسرائيل المدلل، وصانع معجزة هزيمة 67 الصهيونية، موشيه دايان، مع رصد الكواليس والتوقعات و السيناريوهات المختلفة لهذه الجولة الاستثنائية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، رغم شيطان التفاصيل الإسرائيلي والحمساوى، الذي من الممكن أن يفجرها في أية لحظة.
استضافت شرم الشيخ طوال حوالى ثلاثين عاما، عدة جولات واجتماعات وقمم ومحاولات سلام ضائعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتنوعت هذه اللقاءات بين مفاوضات سلام رسمية ومفاوضات غير مباشرة حول قضايا محددة.
من أبرز هذه الاجتماعات والمفاوضات:
* مذكرة شرم الشيخ (اتفاقية واي ريفر الثانية) – سبتمبر 1999:
* كانت هذه جولة مفاوضات رسمية بين منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات وحكومة إسرائيل برئاسة الأسبق إيهود باراك
* مفاوضات مباشرة – سبتمبر 2010:
* استضافت شرم الشيخ الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس المصري الراحل حسني مبارك.
* قمة صانعي السلام – مارس 1996:
* كانت قمة دولية لمكافحة الإرهاب، ولكنها شهدت لقاءات رفيعة المستوى بين القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.
* اجتماعات أمنية/سياسية – مارس 2023:
* عُقد اجتماع بين مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار من فلسطين وإسرائيل والأردن ومصر والولايات المتحدة، لمناقشة سبل خفض التوترات وتثبيت التهدئة.

تشير القراءات والتحليلات المتوفرة إلى أن المفاوضات غير المباشرة التي تنطلق في شرم الشيخ بتاريخ 6 أكتوبر 2025 بين وفدي حركة حماس وإسرائيل، بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية، تتركز حول تنفيذ المرحلة الأولى من “خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” لإنهاء الحرب في غزة وما بعدها.
1. القضايا الرئيسية المطروحة للتفاوض:
* صفقة تبادل الأسرى: وهي الأولوية في المرحلة الأولى من الخطة.
* المطلب الأساسي: إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين (أحياء وأموات) خلال فترة زمنية محددة (أشارت مصادر إلى 72 ساعة في خطة ترامب).
* مقابل: إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، قد يصل إلى 250 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد و1700 أسير من غزة، مع تمسك حماس بمبدأ الأقدمية والسن في اختيار الأسرى، والمطالبة برفع التحفظ الإسرائيلي عن أسماء بارزة مثل مروان البرغوثي.
* شروط حماس: ربط إطلاق سراح الرهائن بشروط إضافية، أهمها وقف إطلاق النار بشكل دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
* الموقف الإسرائيلي: نتنياهو شدد على أن حكومته لن تتقدم نحو أي بنود في خطة ترامب قبل إطلاق سراح جميع الرهائن.
* وقف إطلاق النار والانسحاب:
* تنطلق المفاوضات لبحث آليات وقف إطلاق النار والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
* إسرائيل تصر على أن ما يحدث هو “توقف مؤقت” للقصف وليس وقفاً كاملاً لإطلاق النار.
* مستقبل إدارة قطاع غزة ونزع سلاح حماس:
* تتضمن الخطة الأمريكية شروطاً تتعلق بـ:
* نزع السلاح بالكامل من حماس ومن قطاع غزة.
* تنحية حماس عن إدارة القطاع المدمر.
* تشكيل هيئة انتقالية لإدارة غزة من التكنوقراط (المستقلين) الفلسطينيين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية لاحقاً هذه المهمة.


2. التوقعات:
* أجواء حذرة وتفاؤل أمريكي: تنطلق المفاوضات وسط أجواء من التفاؤل الحذر بسبب حجم العقبات، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن “تقدم سريع” في المفاوضات، معرباً عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق “وشيك” وسيمثل “نصراً” لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
* دور الوفد الأمريكي: يرى المراقبون أن نتائج المفاوضات تعتمد إلى حد كبير على تدخل الوفد الأمريكي (برئاسة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر) الذي من المتوقع أن يسعى لإنجاح وإتمام الخطة.
* سيناريوهات مطروحة: تتراوح بين النجاح الجزئي أو الكلي أو الانهيار بسبب التباين الكبير في المواقف حول تفاصيل وقف إطلاق النار الدائم، وشروط تبادل الأسرى، ومستقبل حكم غزة.
* الدور المصري:
يشكل دور مصر في مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل محورًا هامًا في جهود إنهاء الحرب في غزة.
تلعب مصر دور الوسيط الرئيسي في هذه الجولة من المفاوضات غير المباشرة، ويتمثل دورها في:
* الاستضافة وتوفير البيئة التفاوضية: مصر هي الدولة المضيفة لوفدي حماس وإسرائيل، وهي الجهة التي رعت الدعوة إلى استئناف المفاوضات.
* الوساطة الفعالة: تعمل مصر (بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة) على تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين، وتذليل العقبات للوصول إلى اتفاق.
* تنفيذ “خطة ترامب”: الهدف المعلن للمشاورات، وفقاً لوزارة الخارجية المصرية، هو بحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل المحتجزين والأسرى طبقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
* وقف الحرب ورفع المعاناة: تسعى مصر من خلال هذه المفاوضات إلى وضع حد للحرب ووقف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

2. أسباب اختيار مصر وشرم الشيخ بالذات:
* الدور التاريخي والجغرافي: تُعد مصر وسيطًا تقليديًا وفاعلًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بحكم موقعها الجغرافي واتصالها المباشر بقطاع غزة (عبر معبر رفح) وعلاقاتها التاريخية مع جميع الأطراف.
* الخبرة في الوساطة: لدى مصر سجل طويل من المفاوضات والوساطات الناجحة بين الطرفين، بما في ذلك صفقات تبادل سابقة واتفاقيات للتهدئة.
* شرم الشيخ كـ “أيقونة سلام”: يُعتبر منتجع شرم الشيخ مكانًا آمنًا ومعروفًا لاستضافة القمم والمفاوضات الدولية والإقليمية، مما يوفر بيئة مناسبة للمحادثات الحساسة.
* البناء على الزخم الدولي: تسعى مصر للبناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي خلقه طرح خطة ترامب لإيقاف الحرب.
3. الجديد في هذه الجولة من المفاوضات (أكتوبر 2025):
* “خطة ترامب” الشاملة: المفاوضات ترتكز على تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (خطة من 20 بندًا). هذا المقترح يتميز بكونه يذهب أبعد من التهدئة وتبادل الأسرى الجزئي ليشمل قضايا أكبر.
* النطاق الشامل للمفاوضات: تشمل المحادثات هذه المرة قضايا رئيسية بخلاف تبادل الأسرى، مثل:
* آليات وقف إطلاق النار.
* الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
* ترتيبات ما بعد الحرب، بما في ذلك مستقبل إدارة قطاع غزة وتشكيل هيئة انتقالية فلسطينية، ونزع سلاح حماس.
* جدية الدفع الأمريكي: حضور وفد أمريكي رفيع المستوى (مثل صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، ومبعوثه ستيف ويتكوف) يدل على جدية الإدارة الأمريكية في الضغط لإتمام الاتفاق.
* التزامن مع الذكرى: تأتي المفاوضات في 6 أكتوبر 2025، عشية الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023، مما يضفي أهمية سياسية ورمزية كبيرة عليها.
4. اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني:
بالتزامن مع مفاوضات شرم الشيخ حول غزة، هناك جهود مصرية لدفع ملف الوحدة الفلسطينية:
* مؤتمر الحوار الوطني: أفادت مصادر بأن مصر ستبدأ بعد مفاوضات شرم الشيخ في الترتيب والدعوة لعقد ورعاية مؤتمر فلسطيني فلسطيني لبحث الوحدة الوطنية، وشكل إدارة القطاع، ومستقبل غزة بعد انتهاء الحرب.
* تسهيل الانتقال الإداري: يشمل مقترح ترامب بندًا يتعلق بـ “تنحية حماس عن إدارة القطاع” وتشكيل “هيئة انتقالية لإدارة غزة”، على أن تتولى السلطة الفلسطينية لاحقًا هذه المهمة، وهو ما يفرض ضرورة عقد حوار وطني بين الفصائل الفلسطينية للاتفاق على هذا المسار.
* استعداد حماس: أكدت الحركة استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى “هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)”، ضمن توافق وطني ودعم عربي وإسلامي، وهو ما يفتح الباب أمام حوار شامل، وتصر إسرائيل على عدم وجود حماس أو السلطة في السلطة بغزة.
