إسلام كمال ووحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
سقطة تحليلية مثيرة في العديد من وسائل الإعلام العربي والمصري، يؤكد إن هناك تغييب للمتخصصين بحق في ملف الشئون الإسرائيلية، فأغلب وسائل الإعلام حتى الشهيرة منها مثل روسيا اليوم والعربية واليوم السابع، أبرزوا أحاديث غير دقيقة بالمرة حول أن التغيير الذى تم بين الوزيرين إيلى كوهين ويسرائيل كاتس، في حقيبتى الخارجية والطاقة، جاء عقابا لكوهين على تصريحاته حول تحمل الحكومة الإسرائيلية أحداث ٧أكتوبر والمطالبة بتحقيق فورى فيها.
وما لا يعرفه السادة الزملاء أو تناسوه أن هذا التبادل بين الحقيبتين كان مجددا منذ تشكيل الحكومة، لإرضاء واستيعاب بنيامين نتنياهو لكل رموز حزبه الليكود، مع سطوة أحزاب الصهيونية والقومية الدينية وقتها، وكانت هناك أصوات تطالب بعدم تنفيذ هذا التبادل، بسبب أجواء الحرب وإلمام كوهين بالتفاصيل والأجواء، وكان من قادة التيار نتنياهو لأن كوهين صديقه، بينما كاتس تحول من صديق لمنافس، لأنه يطمح كغيره من قيادات الليكود يوآف جالانت وميكى زوهر ونير بركات وغيرهم لخلافة نتنياهو، ويستعدون جميعهم لليوم التالى للحرب في هذا النطاق.
لكن كاتس وفريقه رفضوا التأجيل، وبالفعل تم التصويت على التداول منذ ساعات، وهذا دليل على عدم سيطرة نتنياهو عليها، وما يؤكد على رؤيتى وسقطتهم أن كوهين احتفظ بصلاحياته الأمنية والمخابراتية والإستراتيجية، التى منحت له منذ حكومة نتنياهو السابقة، منذ كان وزيرا للمخابرات ، ولعب دورا كبيرا في التطبيع مع السودان، وكان هو مهندس التطبيع الجديد بالنسبة لنتنياهو بعد تقاعد يوسي كوهين رئيس الموساد السابق، صديق نتنياهو أيضا، الذى يعد لخلافته في رئاسة الليكود، لكنه يفكر في السير نحو عالم السياسة من خلال حزب جديد سيكون على أنقاض عدة أحزاب يمينية في القمة والوسط.
كوهين احتفظ بموقعه في مجلس الحرب، رغم كونه كوزير للطاقة ليس له مكان فيه، وبالتالى فأين الإبعاد أو الإعفاء أو العقاب أساسا؟!
وبالمناسبة، هناك وزراء آخرون دائمو الانتقاد للحكومة من داخلها، فلماذا لم يستبعدهم نتنياهو، طالما هم يعاقب ويعفي ويغير، كما تروج قنوات وإعلام وصحافة عربية ومصرية.
وكان الخبر الذى اعتمدت عليه القنوات والمواقع في عناوينها، هو قرار الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، بإجراء تعديلات في تركيبتها، حيث أصبح يسرائيل كاتس وزيرا للخارجية، و إيلي كوهين وزيرا للطاقة والبنية التحتية، واعتبروا ذلك تنحية من وزارة الخارجية.
وهناك مواقع وقنوات نسبت الرؤية لنفسها، وأخرى نسبتها لوسائل إعلامية محلية أن “تنحية” كوهين من وزارة الخارجية جاء رداً على تصريحاته التي أكد فيها على تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية بالكامل حول هجوم 7 أكتوبر الماضي، الذى شنته الفصائل الفلسطينية في غزة على مستوطنات الغلاف.
وقررت الحكومة أن الوزير كوهين سيستمر في العمل كعضو في اللجنة الوزارية لشؤون الأمن القومي (المجلس الوزاري السياسي الأمني) ليس بحكم منصبه
وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين كان قال إن الحكومة الإسرائيلية هي من تتحمل مسؤولية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأنه يجب تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المقصرين، وفقا لصحيفة “معاريف”
وأضاف كوهين أن الحديث عن الاستيطان في قطاع غزة سابق لأوانه وأن استعادة الأمن تأتي في المقام الأول
وأردف قائلا لن تكون هناك حماس وسنعيد المختطفين وسنسيطر أمنيا على غزة، وفق زعمه.
وتدعو منصة وكالة الأنباء المصرية:إندكس القنوات والمواقع بالتركيز، لأن انعدام الرؤية أو اختلالها في وقت الحرب، أمر خطير للغاية.