وصلت العجرفة والغطرسة والجرم الإسرائيلي بمطالبة آخر الرجال المحترمين، أنطونيو جوتيرتش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالاستقالة قبل إقالته اعتراضا على تصريحاته لنصرة الحق، حينما قال أن هجوم حماس مبرر بسبب الجرائم الإسرائيلية المضادة.
واعتبر غوتيريش في كلمته أن الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الجاري “لم يحدث من فراغ”، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما.
وطالب المختل الأسرائيلى الذى مزق تقرير أممى عن الانتهاكات الاسرائيلية المرتكبة في حق الفلسطينيين، على منصة الأمم المتحدة، بدعوى إنه لا حقوق إنسان ضد الارهابيين، وأضاف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أنه يطالب الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش بتقديم استقالته قبل أن يقال.
وقال إردان على منصة إكس (تويتر سابقا): “أمين عام الأمم المتحدة، الذي يبدي تفهماً لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة”، في إشارة إلى تصريحات غوتيريش في وقت سابق أمام مجلس الأمن الدولي لنصرة الفلسطينيين العزل.
وأثارت تصريحات غوتيريش حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي خاطب الأمين العام بحدّة مذكّرا بمدنيين قتلوا في هجمات شنّتها حماس على الأراضي الإسرائيلية، مشددا على أنه لن يقابله وألغى ميعادا معه.
وقال كوهين “سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟”.
وإذ أشار إلى أن إسرائيل انسحبت من غزة في العام 2005، قال وزير الخارجية الإسرائيلي “أعطينا الفلسطينيين غزة حتى آخر شبر. لا نزاع في ما يتعلّق بأراضي غزة”.
تصريحات غوتيريش
واعتبر غوتيريش في كلمته أن الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري “لم يحدث من فراغ”، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما، لكنه أكد ضرورة إطلاق سراح جميع المحتجزين منذ هجوم حماس.
وفي الوقت ذاته، قال غوتيريش إن هناك انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي ارتكبت في غزة، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات إلى القطاع “بلا قيود”.
و بعد أن شهد معاناة المستضعفين من الناس حول العالم، ممن سكنوا مخيمات اللاجئين ومناطق الحروب، ركز الأمين العام جهوده على ضمان الكرامة الإنسانية للجميع. ففي هذه الفترة من التحديات العالمية غير المسبوقة.
وكان قد برز دور جوتريتش العالمى، متصدرا الشاشة الدولية ، منذ نجاحه فى مواجهة جائحة كورونا..واعتمد الأمين العام التزامه بميثاق الأمم المتحدة لتعبئة الناس وبدء العمل للاستجابة لوباء كوفيد-19 ومثلها في مواجهة حالة الطوارئ المناخية وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق إصلاحات طموحة في القرن الحادي والعشرين، وذلك بهدف تعزيز جهد المنظمة الحيوي في ضمان السلام ودفع عجلة التنمية المستدامة وتثبيت مبادئ حقوق الإنسان ودعم المساعدات الإنسانية.
وشغل غوتيريش قبل انتخابه أميناً عاماً منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من حزيران/يونيه 2005 إلى كانون الأول/ديسمبر 2015، فترأس إحدى أبرز المنظمات الإنسانية في العالم أثناء بعضٍ من أخطر أزمات التشرد التي شهدها العالم منذ عقود. فقد أدت النزاعات في سوريا والعراق، والأزمات في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن، إلى ارتفاع كبير في أنشطة المفوضية إذ ازداد عدد المشردين بسبب النزاعات والاضطهاد من 38 مليون في عام 2005 إلى أكثر من 60 مليون في عام 2015.و
قبل أن ينضم إلى المفوضية، أمضى غوتيريش ما يزيد على 20 عاما في العمل الحكومي وقطاع الخدمة العامة. فقد شغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، وكان خلال تلك الفترة يشارك بكل عزم في الجهود الدولية من أجل حل الأزمة في تيمور الشرقية.
واضطلع بصفته رئيسا للمجلس الأوروبي في أوائل عام 2000 بدور قيادي في اعتماد ”جدول أعمال لشبونة من أجل النمو وفرص العمل“، وشارك في رئاسة أول مؤتمر قمة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. وكان عضوا في مجلس دولة البرتغال من عام 1991 إلى عام 2002.
وانتُخب غوتيريش عضوا في البرلمان البرتغالي في عام 1976، حيث شغل هذا المنصب لمدة 17 عاما. وخلال تلك الفترة، ترأس اللجنة البرلمانية لشؤون الاقتصاد والمالية والتخطيط، كما ترأس فيما بعد اللجنة البرلمانية لشؤون الإدارة الإقليمية والمجالس البلدية والبيئة. وقاد أيضا المجموعة البرلمانية لحزبه.
وكان غوتيريش من عام 1981 إلى عام 1983 عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حيث انتُخب رئيسا للجنة المعنية بالديمغرافيا والهجرة واللاجئين.
واضطلع غوتيريش لسنوات عدة بدور نشط في الدولية الاشتراكية، وهي منظمة عالمية تضم الأحزاب السياسية من التيار الديمقراطي الاجتماعي. وشغل منصب نائب رئيس المجموعة من عام 1992 إلى عام 1999، واشترك في رئاسة اللجنة الأفريقية، ولجنة التنمية في وقت لاحق. وشغل منصب رئيس المجموعة في الفترة من عام 1999 إلى
منتصف عام 2005. وبالإضافة إلى ذلك، أسَّس المجلس البرتغالي للاجئين والجمعية البرتغالية للمستهلكين (DECO). وفي مطلع السبعينات، شغل منصب رئيس مركز ”Centro de Acção Social Universitário“، وهو جمعية تتولى تنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية في الأحياء الفقيرة في لشبونة.
والسيد غوتيريش عضو في نادي مدريد، الذي يضم تحالف القيادات الديمقراطية المكون من رؤساء ورؤساء وزراء سابقين من جميع أنحاء العالم.
وُلد غوتيريش في لشبونة في عام 1949، وتخرج من معهد ”Instituto Superior Técnico“ بشهادة جامعية في مجال الهندسة. وهو يجيد البرتغالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية. وهو متزوج من السيدة كاتارينا دي ألميدا فاز بينتو، وله ولدان إضافة إلى ابن زوجته، وله ثلاثة أحفاد.