وأضاف الموقع أن الإنفاق على المجهود الحربي، بما في ذلك التكاليف المباشرة وغير المباشرة، بلغ نحو 10 مليارات دولار.
أسباب الخسائر الكبيرة
أرجع الضابط السودانى الذي رفض الكشف عن هويته، الخسائر الكبيرة إلى عدة عوامل رئيسية تشمل ضعف الأداء الاستخباراتي، تعدد مراكز القرار داخل الجيش، واستراتيجية قوات الدعم السريع الاستنزافية.
وأوضح أن الأرقام الفعلية للخسائر قد تكون أعلى من المعلن بسبب التعتيم على البيانات المتعلقة بالقتلى. وأشار إلى مقتل أكثر من 50 ضابطاً في الأيام الثلاثة الماضية في مناطق متفرقة مثل أم درمان، الخرطوم، والفاشر.
فشل الاستراتيجية العسكرية
انتقد الضابط الاستراتيجية العسكرية للجيش، التي بدأت بالهجوم ثم تحولت إلى الدفاع، ثم القنص والهجمات المباغتة، واعتبرها غير فعالة.
أكد أن الهجمات الجوية المدعومة من دولة مجاورة أدت إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية المدنية وتسببت في قتل عدد كبير من المدنيين دون إلحاق أضرار تذكر بقوات الدعم السريع.
وقد قلل تدمير قاعدة مروي، التي كانت تحتضن معظم الطائرات الحربية، من قدرة الجيش الجوية.
التسريبات والاستخبارات
كشفت تسريبات لمكالمات بين قيادات الجيش عن مشاكل استخباراتية وإدارية، بما في ذلك تعدد مراكز القرار وسيطرة جناح الإخوان العسكري على العمليات.
وأظهرت التسريبات أيضاً حالات عصيان من الضباط في مناطق مثل أم درمان وشندي، وتفويض كامل لكتائب البراء في إدارة الهجمات الجوية، مما أثار استياء كبيراً بين الضباط المهنيين.
وأكد موقع “الراكوبة” السودانى عن ضابط آخر أن سيطرة ضباط موالين لقوات الدعم السريع على مراكز استخباراتية حساسة، إلى جانب الدمار الذي لحق بوحدات التحكم الاتصالي، ساهمت في فشل الجانب الاستخباراتي.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استفادت من استراتيجية “الاستنزاف البطيء” في مناطق سنار والفاشر، بعد استخدامها بنجاح في الخرطوم.
الصحة العالمية: 20 ألف قتيل في الأزمة الحالية
من جانبه، أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن حصيلة مروعة لقتلى الحرب السودانية التي تستمر منذ أكثر من 16 شهراً، حيث بلغت الأرقام الرسمية أكثر من 20 ألف قتيل. وجاءت التصريحات خلال مؤتمر صحفي في بورتسودان، حيث عبر عن قلقه من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
أثارت تصريحات تيدروس جدلاً واسعاً، حيث شكك الطبيب والإعلامي هيثم مكاوي في دقة الأرقام، مشيراً إلى تقارير سابقة تحدثت عن مقتل 15 ألف شخص في مدينة الجنينة فقط. يعكس التباين في الإحصائيات أزمة إنسانية ضخمة، حيث قدرت تقارير سابقة عدد القتلى بما يتجاوز 30 ألف شخص، بينما قدرت لجنة الإنقاذ الدولية عدد القتلى بـ 150 ألفاً.
في ظل الأزمة، دُمرت البنية التحتية ونظام الرعاية الصحية في السودان، وأجبرت الحرب أكثر من 13 مليون شخص على النزوح. وقد زادت الفيضانات الموسمية وأوبئة مثل الكوليرا من تفاقم الأزمة، حيث سجلت وزارة الصحة السودانية وفاة 165 شخصاً بسبب الكوليرا وإصابة حوالي 4200 آخرين.