بالتعاون بين قسم التحليل اللحظى ووحدة الميدياجة
فجأة وبدون مقدمات معلنة، لكن الكواليس مليئة بالتفاصيل، أعلن د. محمد الباز صاحب التوصيفات العدبدة، فهو الكاتب الصحفي الإعلامى الدكتور رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور”، مغادرة واحد من إطلالاته التلفزيونية والإذاعية، التى لا يترك أحدها، إلا ويمسك في الأخرى خلال السنوات الأخيرة لقربه لأسماء كبيرة في الدولة، وفقما يعرف الجميع، فهو ليس سرا.
الحديث هنا عن برنامج التوك شو”آخر النهار” المُذاع على شبكة قناة “النهار”، الذى يتقاسم الظهور فيه خلال الأسبوع مع الإعلامى تامر أمين، وطول ثلاث سنوات لم يشعر أحد إلا بتامر، لثقل الباز، فليس لديه طلة برنامج التوك شو، وحاول أن يقلد الكثيرون لكنه فشل، فحاول مع عمرو أديب، لكنه فشل، فإختار الاشتباك معه، محاولا الحصول على بعض شهرته الإعلامية، وحتى تامر تغلب عليه، رغم الاختلاف عليه.، ومر على تقليد الإعلامى محمود سعد، واشتبك حتى مع المدعوة بسمة وهبة ليوضع في جملة بأية شكل.
وللحق، فإن اللايفات التى يخرج بها من مكتبه يوم الثلاثاء، وفقما علمنا، فهو يحققنا من خلاله مشاهدات وشهرة أكثر من حلقات برنامجه، وهو نفسه شعر بذلك، وعندما كان ينتقد بسبب عدم شعور الناس بالنصف برنامج الذي يتقاسمه مع النجم تامر أمين، كان لا يجد من يرد به..وتكررت كثيرا أنباء استبعاده، وكانت تتأجل لأسباب منها وفاة المسؤول عن القناة المخرج إيهاب أبو زيد رحمه الله، ومرات أخرى لوجود ملفات أخرى على الساحة، أهم من قرار النظر في بقاءه أو رحيله، بخلاف استحلافاته وتوسلاته لمنحه فرصة أخيرة.
لكن الكثيرون تساءلوا، لماذا الإبقاء على شخص كهذا ، كل مشروع يكون مسؤول عنه يفشله، والدستور أكبر دليل، والذى لا يشعر أحد إن كانت لاتزال تصدر أو لا تحت قيادته، فلا يهتم إلا بنفسه، وإنفض من حوله الجميع بعدما عرفوا حقيقته، فيكفي ما فعله في أستاذه عادل حمودة، ليدركوا إنه ليس غال.
الباز، خصص فقرته الأخيرة خلال برنامجه “آخر النهار” في حلقته الأخيرة، لتبرير الخروج الآمن، أو رفع الحرج كما عنون به الفقرة، وقال : “بدأت العمل في النهار في يوم مبارك 3 يوليو منذ 3 سنوات، وهي قناة كبيرة وشاشة لها تاريخ، وخلال الشهور الأولى كانت معركتي مع إعلام الإخوان على أشهدها”.
وأضاف: “كنا منصة قوية ردت إغارات الإخوان على البلد وكنا ننفرد بتسجيلات صوتية من قلب إعلام الاخوان ونشرنا وثائق وتسجيلات وكان لآخر النهار السبق، وحاولت أكون أمينا في نقل ما يحدث في البلد، وخلال السنوات الثلاثة التي قضيتها في النهار أعتقد انني راضٍ عن كل ما قدمته على هذه الشاشة المحببة إلى قلبي”.
وأردف: “كل العاملين في النهار المديرين الكبار والزملاء الإعلاميين والعمال كان لهم فضلا كبيرا فيما أنتجناه وما قدمناه لحضراتكم، واليوم هو آخر يوم لي على قناة النهار”.
وواصل: “وعشان ميكونش في تفسيرات وتأويلات، فالحكاية ببساطة شديدة خلال الفترة اللى فاتت قمت بتقديم برنامج الشاهد على قناة إكسترا نيوز، فقدمت موسمين عن شهادات عن عنف الإخوان، وحاليا يعرض الموسم الثالث شهادات على حرب أكتوبر ولازالت أقوم بتسجيل حلقاته”.
وقال: “البرنامج واخد مجهود كبير جدا وأهميته إعلاميا تفوق أهمية ما أقدمه في التوك شو الآن، ولذلك أبديت رغبة في التوقف عن تقديم البرنامج وتفهم القائمين على قناة النهار الدوافع”.
واختتم: “الحاجة الثانية شبكة تليفزيون النهار تحملتني أكثر مما تحتمل، فأنا عندي خط سياسي واضح، لا يختلف عن خط القناة، لكن أتعبتهم كثيرا وتسببت في مشاكل وأزمات في أشياء كثيرة وأنا بشكرهم على تحملي فيما قلته، فما أراه صحيحا أقوله بدون حسابات”.
ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من الموسم الثالث لبرنامج الشاهد، سيطل على الجمهور من خلال شاشة أخرى.
تضارب أقواله واضح ، فلماذا سيظهر في قناة أخرى ، لو كانت حجة التوقف الآن هى الموسم الثالث من برنامجه الآخر، والمفارقة إنه لا أحد يشاهد هذا البرنامج أو ذاك.
عموما، اختفاء مثل هذه الوجوه، ولو مؤقتا مكسب كبير للرأى العام المصري بل والعربي، وفرصة لظهور وجوه محترفة محبوبة جماهيريا.
ليس مستبعدا أن يطل من جديد هذا الوجه، لكن الفكرة إنه لم يكن صادقا في دعواه التى روجها على الهواء مباشرة، ونتمنى فقط مراجعة للباز وأمثاله لأن الرئيس نفسه ينتقد الإعلام كثيرا بسبب هؤلاء، وكلنا مستبشرين خيرا بعودة وجوه من نوعية العالمى أسامة كمال، ونتمنى أن يخصص الهواء لأمثال هذه الأدمغة الواعية المتطورة الفاهمة الأمينة لا غيرها.