جاءنا الآن
الرئيسية » نشرة الأخبار » د.شريف حافظ يسطر: شهادات إسرائيلية فاضحة للحكومات الصهيونية الفاشية!

د.شريف حافظ يسطر: شهادات إسرائيلية فاضحة للحكومات الصهيونية الفاشية!

د. شريف حافظ

يمعتنا د.شريف حافظ بإفادة جديدة، حيث يحلل العديد من الشهادات الموجودة في أعلام وأدب وصحافة الدول المناوئة لنا، وفي مقدمتها إسرائيل، بإبراز شهاداتهم عن أنفسهم، والتعليق عليهم.

خدمة خاصة في منصة إندكس، في بابنا المنفرد عن كل الصحافة والإعلام في مصر والمنطقة، التحليل الفورى، والحدث يقع نحلله، لتعرفوا أبعاده، دون انتظار، حتى تكونوا ملمين بكل أبعاد الحدث وقت حدوثه.

ولنبدأ ما منحنا إياه الدكتور شريف حافظ:

يوجد في إسرائيل أيضاً من يتكلم علناً مُدافعاً عن الحق. وبالطبع، فإنه ليس على هوى إسرائيل الرسمية أو “القطيع” الإسرائيلي التابع، الذي يحيا وسط الزيف، حتى إعتاده وظن أنه الطبيعي. ومن ضمن هؤلاء المُتحدثين عن الحق، الأكاديمي الإسرائيلي البريطاني من أصول عراقية: “آفي شلايم Avi Shlaim”.

والتالي، هو جزء مما قاله آفي شلايم يوم الأثنين الموافق 30 أكتوبر الماضي، في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين International Centre of Justice for the Palestinians ببريطانيا، حول التفرقة ما بين العداء للسامية والعداء للصهيونية:

“يعني العداء للسامية، كُره اليهود لأنهم يهود، بينما العداء للصهيونية يعني العداء للأيديولوجية الصهيونية المُعبرة عن الفكر الرسمي لدولة إسرائيل، أو هو التعبير الأكثر إنتشاراً والمُضاد لسياسات بعينها للحكومة الإسرائيلية، وبالذات سياسات الإحتلال ضد الفلسطينيين. والعداء للسامية هو شيئ غاية في القُبح، ولا يجب تبريره أبداً. ولكن أغلب تصريحات المُعاداة للصهيونية التي مرت أمامي، معقولة ومبنية على أدلة ومشروعة. ولكن المُشكلة تكمُن في أن إسرائيل وأصدقائها الأقوياء جداً حول العالم، يخلطون عن عمد بين المُصطلحين، بحيث يزعمون بأن أي نقد لدولة إسرائيل وسياستها، هو عداء للسامية. وآخر مثال على ذلك، قدمته في بداية حديثي هنا، حول الأمين العام للأمم المتحدة، والذي قدم تصريح شديد الإنسانية، حول الحاجة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، حيث قام مندوب إسرائيل [في الأمم المتحدة] فوراً بإتهامه بكونه مُعادي للسامية. فهذا توضيح ظاهر للغاية لإستراتيجية إسرائيل”.

وفي بداية نفس تلك المُحاضرة، تكلم شلايم عن مأساة غزة عبر 56 سنة وحتى الآن، فقال بالحرف:

“عندما إنسحبت إسرائيل من غزة، في 2005، حولت القطاع إلى سجن في الهواء الطلق. في آخر ثلاث أسابيع ومن خلال الإستهداف المتواصل لغزة، من البر والبحر والجو، حول الإسرائيليين غزة إلى مقبرة مفتوحة، وأرض قاحلة مقفرة. في الأسبوع الماضي، ألقى أنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، خطاب أمام مجلس الأمن، وقال بأن مهاجمة حماس لإسرائيل يوم 7 أكتوبر، لم يحدث من الفراغ. فهذا الهجوم حدث في سياق 56 سنة من الإحتلال الإسرائيلي الخانق. وقد رد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، السيد [جلعاد] إردان، بهجوم شخصي متوحش على الأمين العام، وإدعى عليه كلاماً لم يقله في حق إسرائيل، وطالب بإستقالته وأن يتوقف أعضاء الأمم المتحدة عن تمويل المنظمة الدولية.

إن العداء الإسرائيلي للأمم المتحدة، وإعاقة عملها، ليس أمراً جديداً. ولكن المُقارنة بين أدب وإنسانية السكرتير العام، وقلة أدب وفظاظة مندوب إسرائيل، هو أمر مُلفت للنظر بشدة.

طفل اغتالت مسيرة اسرائيلية .. فقط لأنه فلسطينى

ومثلما قال السكرتير العام للأمم المتحدة، فإن الصراع بين إسرائيل وحماس، لم يبدأ يوم 7 أكتوبر. ففي يونيو 1967، إحتلت إسرائيل، ليس فقط غزة، ولكن أيضاً الضفة الغربية والقدس. وهذا هو أطول وأقسى إحتلال عسكري في العصر الحديث.

لقد إنسحبت إسرائيل في 2005، بشكل أُحادي الجانب، .. إسرائيل سحبت جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة وقتها. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية حينها، أن من خلال هذا الإنسحاب، منحت إسرائيل أهل غزة الفرصة لتحويل القطاع إلى سنغافورة الشرق الأوسط. وأنا لم أسمع أي شيئ أكثر إثارة للسُخرية.

فما بين 1967 و2005، كانت غزة ذات وضع إستعماري كلاسيكي. فبضعة آلاف من المستوطنين الإسرائيليين، تحكموا في 25 % من القطاع و40 % من الأرض الصالحة للزراعة في القطاع، وأكبر حصة من مياه الشُرب الشديدة النُدرة في تلك المنطقة الصغيرة.

إن قطاع غزة ليس مُتخلف وفقير بسبب أن سكان القطاع كسالى. إن غزة فقيرة، بسبب الإستراتيجية الإسرائيلية لإرساء التخلف فيها. إن سارة روي الباحثة اليهودية في هارفارد وأبنة لناجيين من الهولوكوست، هي خبيرة بارزة حول قطاع غزة. ولقد كتبت أربعة كُتب. أول كُتبها عنوانه: قطاع غزة: الإقتصاد السياسي للتخلف، وفيه تُظهر بالتفصيل كيف قامت إسرائيل عن عمد بمنع غزة من النمو وكيف إستغلت غزة كمصدر للعمالة الرخيصة وكسوق لبضائعها.

لقد كان هناك سببين للإنسحاب الإسرائيلي من غزة. الأول هو أن ثمن الإحتلال أصبح باهظاً. وكانت حماس تقوم بعمليات ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين. وثمن الإحتلال كان ببساطة عالي للإستمرار فيه. والسبب الثاني يتعلق بالديمجرافية [والمقصود بها عدد السكان]، حيث لدي الفلسطينيين معدل أعلى للإنجاب عن الإسرائيليين، والإسرائيليين يتكلمون عن القنبلة الديمجرافية، المُتمثلة في العدد الزائد من الفلسطينيين، وبالنسبة لي، تلك ليست قنبلة ولا تهديد. فالفلسطينيين لديهم أطفال على الأرض المملوكة لهم. ولكن ذلك يُمثل تهديد بالنسبة للإسرائيليين.

لقد زعم إريل شارون، بأنه ومن خلال الإنسحاب من غزة، كان يقدم مُساعدة للسلام. ولكن تلك كانت حركة إسرائيلية أُحادية الجانب، تم العمل بها في إطار مصلحة الأمن القومي في إسرائيل، والإسم الرسمي لتلك الحركة كان فك الإشتباك أحادي الجانب من غزة.

المقاومة الفلسطينية تعيد لهم جنودهم في أكياس الموتى بضرباتها .. وهم لايزالوا مستمرون في جرائمهم

ولم يكُن الانسحاب من غزة، مقدمة للانسحاب من أماكن أُخرى في الضفة الغربية. على النقيض، فبعد سنة من سحب 8000 مستوطن من غزة، قدمت إسرائيل 12000 مستوطن جديد في الضفة الغربية. اليوم عددهم حوالي 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية وفي القدس.

لقد كان هدف حكومة شارون، أن تُعيد رسم حدود إسرائيل الكُبرى، بشكل أُحادي، وليس من خلال المفاوضات. وكانت الخطوة الأولى تتمثل في الإنسحاب من غزة، والخطوة الثانية كانت تتجسد في [الجدار] الأمني في الضفة الغربية. وكان [الجدار] الأمني من المُفترض أن يكون إجراء أمني مؤقت، ولكنه ليس كذلك. [فالجدار] الأمني يتعلق أكثر بإقتناص المزيد من الآراضي عن كونه حاجز أمني. وذاك الحائط يُقصد به تعيين الحدود النهائية لإسرائيل الكُبرى.

كانت تلك الخطوة تعبيراً في حد ذاتها عن رفض إسرائيل للحقوق الفلسطينية الوطنية. أي خطوة لمنع الفلسطينيين للأبد من تحقيق الإستقلال على أراضيهم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل بإنسحابها من غزة، مكنت القوات الجوية الإسرائيلية، من ضرب غزة من الجو، مثلما هم يفعلون في آخر ثلاث شهور الآن. وهو الأمر الذي لم يكن بإستطاعتهم فعله، حينما كان هناك مستوطنين إسرائيليين داخل غزة”.

*****

إنتهى الإقتباس.

وأُحب هنا أن أُعلق على ما ترجمته للقارئ بما يلي:

قد يرى البعض أن ما قاله الدكتور آفي شلايم، هو نوع من التليين للموقف العربي، تجاه إسرائيل والشعب الإسرائيلي، وقد يكون كلامهم حقيقي. إلا أنني أرى، أننا علينا نقل وجهة نظر الإسرائيليين الذين يبرزون وجهة نظر مُغايرة عن النظام الإسرائيلي، في الواقع الفلسطيني الأليم، على ألا نتقبل كل ما يقولونه.

الأقصي محاصر منذ ١١ أسبوعا بلا صلاة اعتيادية فيه .. ومن يقترب يقتل .. وسط تواصل اقتحامات المستوطنات له ويؤدون داخله الصلوات التلمودية الداعية لهدمه وإقامة الهيكل الثالث

فليس معنى أن نتفق مع بعضهم على شيئ، أننا نتقبل كل وجهات نظرهم في المُطلق. إننا فيما بيننا، لا نتفق معاً على كل شيئ، رغم كوننا أبناء أمة واحدة، وأعني بالأمة هنا، “الأمة المصرية”، وربما الأمة العربية إلى حد أكبر.

إلا أن آفي شلايم، سبق له أن إصطدم مع النظام الإسرائيلي الداخلي، مع غيره من الأكاديميين الإسرائيليين. وهو ما يجعله مثالاً جيداً لإبراز “الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة”.

وأعتقد أن علينا الإستفادة من النقاش الإسرائيلي المخالف للحكومة الصهيونية المتغطرسة، لأن هدفنا الأول والأخير، هو صناعة السلام الدائم والعادل للشعب الفلسطيني، ووقف الإبادة تجاهه. ولو تكلف ذلك الدخول في حرب خامسة مع إسرائيل، حال أجبرتنا على ذلك فسنُحارب، كما أكدت في مقالات سابقة، وفقا للموقف المصري الرسمي، الذي عبر عنه الرئيس السيسي، في الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما يُفيد محاربة أي قوة تُقدم على ذاك الإجراء.

اللهم أنصر الحق والشعب الفلسطيني الأعزل،

والله أكبر والعزة لمصر وجيش مصر العظيم

عن الكاتب

الوسوم

One thought on “د.شريف حافظ يسطر: شهادات إسرائيلية فاضحة للحكومات الصهيونية الفاشية!

  1. المقال من أنواع المقالات اللتى تحتوى على وجهه النظر الأخرى بدون تشنج فقط عرض وجهه النظر وأن التطرف فى أسرائيل هوفى الغالب نعشها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *