وحدة حوض النيل (غرفة تغطية الحرب السودانية)
دفع الجيش السوداني بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هذا إقليم كردفان، لمواجهة سيناريو سقوط جديد يربك الحرب بالمرة، وينهيها لصالح ميلشيات الدعم السريع في حال أى تفاوض، فضلاً عن نقله قيادة العمليات المركزية إلى مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وهذا يعد مؤشراً واضحاً على تغير وضعية خطط واستراتيجية الحرب إلى الهجوم لاستعادة المدن التي ما زالت في قبضة “الدعم السريع”، بخاصة النهود والخوي والدبيبات وبارا وأم صميمة، بجانب وقف تقدم وتمدد الأخيرة في ولايات كردفان الثلاث: شمال وجنوب وغرب.
وفي محور دارفور، واصل طيران الجيش غاراته الجوية على مواقع وتمركزات “الدعم السريع” في مدينة الفاشر، وبحسب مصادر عسكرية، فإن الطيران الحربي التابع للجيش فرض سيطرته الكاملة على سماء الفاشر.
اعرف أكثر
حرب مرتقبة جديدة بحوض النيل: استفزازات إثيوبية متصاعدة ضد إرتيريا بسبب حلم العودة للمنفذ البحري
وأفادت المصادر ذاتها أن الغارات الجوية استهدفت مواقع “الدعم السريع” في مختلف أحياء الفاشر، مما أحدث حالة من الهلع وسط المقاتلين بسبب كثافة الغارات وقوة الانفجارات.
في الأثناء، تعرضت منطقة الزريبة الواقعة شرق مدينة الأبيض إلى قصف جوي شنته قوات “الدعم السريع” عبر طائرة مسيرة، أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، وفق مصادر عسكرية، بيد أن الأخيرة نفت مسؤوليتها عن القصف.
ووفقاً للمتحدث الرسمي باسم الجيش العميد عاصم عوض فإن ما يروج له حول استهداف الجيش لمنطقة الزريبة ليس سوى محاولة مكشوفة من “الدعم السريع” لصرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين في مناطق عدة من البلاد، ومحاولاتها المستمرة لتضليل الرأي العام.

وأكد عوض في بيان له أن الجيش لا يستهدف التجمعات المدنية تحت أي ظرف، وهو دائماً ملتزم بقواعد الاشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنسانى.
وفي تصعيد جديد، شن طيران الجيش غارات جوية على مواقع تمركز قوات “الدعم السريع” في مناطق عدة بولاية غرب كردفان، شملت الخوي وأبو زبد والنهود والفولة، إضافة إلى بابنوسة التي تضم آخر فرقة للجيش في الولاية.

وأشارت مصادر عسكرية سودانية إلى أن استخبارات الجيش رصدت حشوداً لقوات “الدعم السريع” منذ أيام عدة للهجوم على الفرقة 22 مشاة المتمركزة بمدينة بابنوسة، وبالتالي تم استهدافها بضربات جوية دقيقة.
ولفتت المصادر نفسها، إلى أن هذه الضربات الجوية أدت إلى تدمير عدد من المركبات القتالية بكامل تسليحها، ومقتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات “الدعم السريع”.
اعرف أكثر
وائل سليمان يسطر: أبو لولو.. سر سفاح الدعم السريع المتفاخر بجرائمه الدموية في الفاشر
وتوقعت أن تشهد الأيام المقبلة معارك عنيفة في محاور عدة بكردفان، بعد حشد الطرفين لقواتهما في المنطقة خلال الأيام الأخيرة. واستعاد الجيش في الـ11 من سبتمبر (أيلول) الماضي السيطرة على منطقة الزريبة، قبل أن تستردها قوات “الدعم السريع”.
وعزز الجيش السوداني قواته العسكرية في محاور القتال بإقليم كردفان، تحسباً لاشتباكات عنيفة متوقعة مع قوات “الدعم السريع” في الأيام المقبلة، بعد حشد الطرفين لقواتهما.
وخلال الأيام الماضية، نجح الجيش في إيصال إمدادات جوية لتعزيز صمود الفرقة 22 مشاة المحاصرة في مدينة بابنوسة، التي ظلت تحت نيران “الدعم السريع” الساعية إلى السيطرة عليها منذ اندلاع الحرب.
