وحدة الشئون الشامية
يواصل العالم مراقبة التطورات في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، كما تتجه الأنظار إلى الدول المحيطة والآثار المحتملة للاتفاق عليها. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر/كانون الأول 2024، أُعلن عن قيام “سوريا جديدة وحرة”، بقيادة عضو سابق في تنظيم القاعدة الإرهابي سيئ السمعة.
أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مقابلة تلفزيونية أمريكية لأول مرة منذ انتخابه رئيسًا، ضمن برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي بي إس”. وتحدث عن وضع البلاد بعد الحرب الأهلية الطويلة والمعارك التي خاضتها لإسقاط نظام الأسد، بالإضافة إلى الوضع مع إسرائيل.
خلال المقابلة، تحدث الشرع والمُحاورة مارغريت برينان عن المواجهات بين الدروز في السويداء وقوات الأمن السورية وميليشيا البدو، والتي أُعدم فيها دروز عُزّل. وكما تذكرون، هاجمت إسرائيل مبنى هيئة الأركان العامة السورية ووزارة الدفاع دعمًا للدروز، وإشارةً إلى الشرع للتحرك لإنهاء الوضع. وقال الشرع في المقابلة إن إسرائيل هاجمت أيضًا منطقة القصر الرئاسي مرتين.
وتزامنا مع ذلك، أعلن تلفزيون سوريا الموالي للحكومة ومصدر مطلع أن الشرع سيزور موسكو اليوم الأربعاء، على رغم تأجيل قمة عربية كان من المقرر أن يحضرها في العاصمة الروسية.
وقال مصدر رسمي سوري إن من المقرر أن يجري الشرع محادثات حول استمرار وجود قاعدة بحرية لروسيا في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم.
وذكر المصدر أن الشرع سيطلب أيضاً من روسيا بصفة رسمية تسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد حليف موسكو لمحاكمته على ما قال إنها جرائم ضد السوريين.
وسعت موسكو منذ ذلك الحين إلى الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، بما في ذلك تقديم الدعم الدبلوماسي لدمشق في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وفي يوليو (تموز) الماضي، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو، خلال زيارة هي الأولى له منذ الإطاحة بالأسد.
خلال تلك الزيارة، قال الشيباني إن زيارته إلى موسكو تهدف إلى “بدء نقاش ضروري، بناء على دروس الماضي، لصياغة المستقبل”، موضحاًأنه اتفق مع لافروف على تشكيل لجنتين مكلفتين بإعادة تقييم الاتفاقات السابقة بين سوريا وروسيا.
حينها وجه لافروف الشكر للسلطات السورية على ضمان أمن قاعدتين روسيتين في البلاد، حيث لا تزال موسكو تحتفظ بوجود لها ودعمت رفع العقوبات عن سوريا.
وكان وزير الخارجية الروسي حذر في مايو (أيار) الماضي من “التطهير العرقي” للأقليات الدينية السورية، على يد “جماعات مسلحة متطرفة
قال برينان ردًا على ذلك: “صرحت إسرائيل علنًا أن نيتها كانت حماية أقلية هناك، وهي الدروز. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى إنه يجب عليه حمايتهم، لأن قواتكم لم تفعل ذلك”. ردّ الشرع: “هذه مسألة سورية داخلية يجب أن تُحل قانونيًا من قبل السلطات السورية”.
بعد سقوط الأسد، سيطرت إسرائيل على أجزاء استراتيجية من الحدود مع سوريا ، بما في ذلك جبل الشيخ السوري، ونفذت ضربات جوية وبرية داخل سوريا عند رصدها أي تهديدات. ويحاول توم باراك ، المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى سوريا ، التوسط للتوصل إلى اتفاق من شأنه تخفيف التوترات .
سأل برينان الشرع: “تناقش إدارتكم اتفاقية أمنية مع إسرائيل. هل يعني ذلك، برأيكم، أن على إسرائيل إعادة جميع الأراضي التي استولت عليها بعد سقوط نظام الأسد؟” فأجاب: “أثناء المفاوضات، نعم، بالتأكيد. يجب على إسرائيل الانسحاب من كل نقطة استولت عليها بعد 8 ديسمبر. لم تستفز سوريا إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق”.
في المقابلة، تجولت الشرع وبرينان بين أنقاض قرية جوبر، إحدى ضواحي العاصمة دمشق، والتي كانت مسرحًا لمعارك عنيفة خلال الحرب الأهلية وسقوط سوريا، وقالت: “إنه لأمر صادم. لم يبقَ شيء”. أخبرها الشرع: “كانت هذه الحرب وحشية. كانت حربًا قاسية. كل غرفة في كل مبنى من هذه المباني تحمل ذكريات أولئك الذين عاشوا هنا”.
وأشارت برينان: “لم يكن خطأً، بل كان هدفًا”. فردّت الشرع: “بالتأكيد. كانت جميعها أهدافًا مباشرة، لكن هدفها واحد: تهجير الناس من هذه المناطق”.زعم الشرع خلال المقابلة أن إعادة إعمار سوريا بالكامل ستكلف ما بين 600 و900 مليار دولار، وأن ذلك يتطلب مساعدة المجتمع الدولي.
عن الكاتب
