قراءة/إسلام كمال
ضمن التغييرات التى أحدثتها جولة مفاوضات شرم الشيخ، في موازين المشهد، وطالبت بها كثيرا، هى الكشف عن بعض كواليس غرفة المفاوضات، بصور ولقطات فيديو سريعة، وبالفعل كان للأمر الجديد، ما توقعته من ردود فعل على كل السياقات من رسائل بسيطة ومعقدة، على كل المستويات الرسمية و المخابراتية و النخبوية والشعبية.
وواحد من هذه الأدلة، ما يسمونه بلغة السوشيال ميديا “التحفيل” ببعض اللقطات وردود أفعال قيادات الوفد المخابراتى المصري عليها، ومنها التى نبدأ بها لإثارتها الكثير من الجدل خلال الساعات الأخيرة، على السوشيال ميديا المصرية، وكانت “نظرة” القيادى المخابراتي البارز الوكيل أول سامح نبيل أحد أبرز المسؤلين عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصرية وأحد أعضاء الوفد الأمني المصري المفاوض.
وتشير التفاعلات المصرية المختلفة إلى أن هذه النظرة الصعبة ذات الاسقاطات المختلفة، كانت خلال احتضان أحد أعضاء الوفد القطري لعضو في الوفد الإسرائيلي بعد توقيع الاتفاق، وقبل مرور شهر تقريبا على الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصريين، أن هذه النظرة تعنى حرفياً بعد ما ركز عليها الإعلام المصري والعربي ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى، أنه لو تنته الأمور كما نريد سيكون لنا أمرا آخر.
وبعيدا عن دقة التناولات بخصوص كون نظرة الوكيل أول ردا على مصافحة أو حضن بين القطريين والإسرائيليين، فبالطبع ما يهمنى هو مدى قوة ردود الفعل المتحققة.
اعرف أكثر
السيسي محتفيا باتفاق شرم الشيخ: يطوي صفحة حرب ويفتح باب الأمل للشعوب
وهذا من ما طالبت به كثيرا بأن تكون المعلومات والصور والفيديوهات الخاصة بالجولات التفاوضية التى نستضيفها مروجة لصالحنا، ولا تخرج معلومة إلا عن طريق إعلامنا وصحافتنا.
وكان مهما أن تكون هناك لقطات وصور كهذه، خارجة من الإعلام المصري، لنكون نحن مصدر الرسائل المختلفة، والتى وصلت للأعداء والأصدقاء والأشقاء.
فشكرا لمن تجاوب، وأدار المشهد بمنتهى الاحترافية، وعليهم دور كبير في تنفيذ المرحلة الأولى وبعدها باقي المراحل التى تبدأ فور تنفيذ الأولى، خاصة أن فيها ما يفجر بسهولة أى اتفاق، وهى قضية نزع السلاح، وبالطبع دون أى توريط كبير لمصر في مسؤوليات القطاع، فهذا ما تريده إسرائيل بالطبع.
وكانت من أهم اللقطات والصور، التى طالما طالبت بها، أن يظهر قيادات الملف الأعقد في جهاز المخابرات العامة المصرية، للجمهور المصري، هؤلاء الجنود المجهولة المعلومة، بقيادة الوكيل أول حسن رشاد، وبالطبع اللواء أحمد عبد الخالق مسئول ملف فلسطين، ذائع الصيت، ودينامو المفاوضات على مدار عامين في رحلات مكوكية بين القاهرة والدوحة وتل أبيب وغيرها، والذي يلعب دورا تاريخيا في أيام عصيبة، ويعد امتدادا لأسماء براقة، وأخرى قادمة جذابة.
وتواصل عبد الخالق، في قيادة الملف مع التغييرات المتلاحقة، بمنتهى الاحترافية، وبأدوار مختلفة حسب المواقف، متعاملا مع كل الأطراف، ومؤثرا في المشهد لدرجة حاولت هذه الأطراف التأثير على أدواره، لكنه والدولة المصرية كانوا في المواجهة، دون الخوض في تفاصيل أكثر.
ويظل رجال الظل المصريون يقدمون دروسا مهمة في أوقات عصيبة، تعيد الشغف والدعم للجبهة الداخلية بصورة خاصة.
ولا يمكن تفويت المشاهد الرائعة والملهمة التى ظهرت بها قوات الچى أى إس، والتى بالطبع تطارد أجهزة مخابرات العالم خلال الساعات الأخيرة كل المعلومات الجديدة عنها، بعدما كان لها من دور ناجح في الحالة المصرية التى تتبلور في شرم الشيخ، أيقونة السلام.
ويكفي مشهد لقاء القيادى الحمساوى خليل الحية مع قناة القاهرة الإخبارية في مكان مفتوح، تحت حماية قوات النخبة المخابراتية المصرية، بعد حوالى شهر من الاستهداف الإسرائيلي له في الدوحة ونجاته بأعجوبة، غير واضحة حتى الآن ملامحها بعد خروجه للصلاة أو تحذير مسبق.
وللعلم، ضمن التشديدات الأمنية التى ضربتها مصر، تستضيف الوفود الفلسطينية والأمريكية والتركية والإسرائيلية في مكان واحد، وغرفة الوفد الفلسطيني بجوار الإسرائيلي، وبالطبع مفهوم الهدف، حتى لا يعطون فرصة لاختلال او جنون إسرائيلى.
عن الكاتب
2 thoughts on “قراءة خاصة في التفاعل الشعبي مع إطلالات رموز المخابرات المصرية والچى أى إس في شرم الشيخ”