كنت مسؤولا عن الترجمة العبرية في فيلم وثائقي عن جنرال العظمة الصهيونية والانكسار أيضا، موشيه دايان، والمأخوذ منه اللقطات الشهيرة المتداولة.
وعبارة מלחמה כבדת ימים כבדת דמים ، أى حرب ثقيلة في أيامها وثقيلة في دماءها.
كنت أترجمها وأنا أدمع، على شهداء دفعوا ثمن الكلمة هذه حياتهم وأسرهم، وشعب دفع فاتورة مريرة، وقادة عانوا الأمرين ليصلوا بنا لهذه اللحظة الاسطورية.
دايان .. الذي تحول من جنرال مغرور يتمنى الحرب ويتباهى بوقوفه على القناة، إلى مستسلم شاحب لا يستطيع نطق الكلمات..فقط بفضل دهاء السادات، الزعيم المحرر الشهيد، وفريقه الوطنى العتيد في كل الصفوف، وشعبه القوى العنيد.
وسط دهشة المونتير والمخرج، في مكتب جوهر الشهير، والذي يعرفه كل الإعلاميين .. موقف أتذكره، كما لو كان قبل قليل، وهو منذ حوالى عشرين عاما.
موشيه دايان، واحد من ضمن الأعداء المباشرين في حياتى الشخصية.
لم أعايش هزيمة ٦٧ النكراء، ولا نصر ٧٣ التاريخي.
حارب أبي، كما حارب كل رجال مصر وقتها، عاشوا لحظات المرار، حيوا أموات طيلة ست سنين..
عانت أمى، كما عانت كل السيدات المضحيات، تحولت لرجل البيت في غياب رجله،
وأصبح الأخ الأكبر سندا وعزوة للصغار، وكأنه ظل أب، تحملها وقدر عليها، وهو في نهايات المرحلة الابتدائية،
وراح عمى غير الشقيق ولم يعد، سمعت عنه بطولات، وترك خطيبته، التى رفضت الزواج من بعده إلا بالإجبار.
كل هذا ، مثال صغير، من كل تضحيات كل الأسر المصرية، بسبب دايان ومحيطه وعالمه بكل جوانبه وزواياه وخلفياته، لذلك هو عدوى المباشر.
حتى استرد الرجال كرامتهم وشرفهم بأيديهم وعون الله ودعم أشقاءهم.
لكن لولا هذا المختل “البطل الصهيوني موشيه دايان” الذي هو من ضمن أسماء كنت أحلم أن أجرى حوار معهم، ما كانت معاناة مصر والعرب حتى اللحظة.
فكما عرفه بن جوريون بإبنه المدلل، لولاه لما كبرت إسرائيل، ولما احتلت سيناء وكل أراضي ٦٧، فكانت الأجواء انهزامية، بقيادة رئيس الوزراء ليفي أشكول،
لكن تحرك بن جوريون بتغيير الحكومة لحكومة حرب بقيادة ابنه المدلل المختل ربيب عصابات الهجاناة، وصاحب الخبرات العسكرية حينما كان يحارب في صفوف الجيش الانجليزى، حيث فقد عينه في جبال سوريا، وهو يرتكب جرائمها السادية هناك.
هذا الدايان، واحد من أعدى أعدائي، كما هو شارون أحد أبرز عناصر الثغرة، ورابين مرتكب المذبحة المنسية في حق ٢٥٠ جندى مصري في منتجع أم الرشراش، الذي أسموه إيلات فيما بعد،
وأخيرا نتنياهو، الذي يغير الجغرافيا السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وهو أساسا لا يستطيع أن يسيطر على سارة زوجته مضيفة العال التافهة، والتى تقوده، وترامب نفسه والإعلام الإسرائيلي يفضحه في عدة مواضع، وما نتنياهو إلا إمتداد لغيره من المختلين الساديين الدمويين، والشعوب وجيوشها ومخابراتها لهم بالمرصاد بعون الله.