جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » كلمة ونص مع عمرو محسوب النبى: أربعون دقيقة في تقدير القاهرة والناس!

كلمة ونص مع عمرو محسوب النبى: أربعون دقيقة في تقدير القاهرة والناس!

عمرو محسوب النبي

 

 

 

أطلقت الحرية ليدي وبها ” الريموت كونترول” متابعا للقنوات المصرية ، وجدتني بمنتهى الديكتاتورية أسلب تلك الحرية عند الوصول لشاشة ” القاهرة والناس “استوقفتني شابة مصرية من عمر أولادنا ، وكان واضحا أنها تتحدث على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي ، وجدتها تتحدث عن الوضع في غزة وترد على من يلوم على ضربة السابع من أكتوبر وما يحدث لأهل غزة بعدها ، وخلاصة قولها إن النصر أو الاستفادة هي للجانب الفلسطيني العربي .

واعتبرت أن الشهداء في الجنة وأن اهل غزة يعانون ويستشهدون من قبل تلك الضربة ولكننا لا نتابع ، الفارق أن الأعداد أكبر في مدة أقل وأننا نتابع بشكل أكبر ، وفندت الخسائر الإسرائيلية الاقتصادية بالأرقام ، تحدثت كثيرا وخلصت إلى أننا يجب أن نستخدم كافة أدواتنا من سياسة وفن وغيره لدعم الحق .

لقد تحدثت كثيرا بما لا يتسع المجال لذكره إلا أنها كانت تتحدث بشكل جيد ومنطقي ، انتهت فقرتها لتتوالى فقرات عديدة من برامج تلفزيونية في محطات تلفزيونية مختلفة ، منها لقطة من حوار الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني ، وفقرة من الحوار الثاني مع باسم يوسف ، و أغنية غير عربية ولكن كلماتها جميلة ومؤثرة ” اسمي فلسطين وسأبقى على قيد الحياة ، ولقطة مؤثرة جدا لصحفية فلسطينية ” في حدث أشبه بالندوة أو حدث ثقافي ” تحدثت عن زملاء لها استشهدوا خلال الأحداث ، وأشارت باكية إلى آخر محادثتها معهم أو آخر ما نشروه ومنه كلمة إحدى صديقاتها – قبيل استشهادها – ومنها ” في الجنة تتشكل غزة جديدة بلا حصار ” .

الحقيقة .. أربعون دقيقة داعمة للقضية الفلسطينية وكاشفة للكيان الصهيوني ، بحرفية عالية ومهنية متميزة واضحة في اختيار كل لقطة وكل كلمة باللقطة ، وهو أمر أجده يستحق التحية للقناة ومسئوليها ومعدي هذه الفقرة التي تتجاوز الأربعين دقيقة .

وصلت الساعة الثانية صباحا ، وانتهت تلك الفترة المتميزة ، فأطلقت الحرية ليدي مرة أخرى ، ومع أول ضغطة زر وصلت القاهرة والناس 2 , ووجدت بدء إعادة حلقة برنامج التوك شو الرئيسي بالقاهرة والناس ، فبقيت أتابع وجدت مذيع البرنامج – وموقفه معلن من تحميل حماس كل ما يجري في غزة وأهلها وهذا رأيه المعلن بكل وضوح وهذا حقه وهذه وجهة نظره – وكان يبدو أنه يرد على أحد منتقديه حول وجهة نظره وهذا أمر لا غضاضة فيه ، إلا أنني استوقفتني جملتين قالهما بانفعال واضح في حديثه ” وحياة أهلك تتحسب سياسة ” ، ” وشرف أمك أنا اللي غلط والمقاومة اللي صح ” .

استوقفتني أن أسمع هذا على شاشة تلفزيون في برنامج ، وسريعا ما انتهت فقرة حديثه ومع الفاصل آثرت إغلاق التلفزيون ووجدتني اتساءل هل يجب تحية القناة على اتساعها لكافة الآراء من النقيض إلى النقيض في تجربة فريدة ، أم أتساءل عن السياسة التحريرية التي تحكم القناة ، ووصلت إلى إجابة على نفسي وهي أن أحيي القناة على أربعين دقيقة عالية المهنية ، وألوم عليها في السماح بمثل هاتين الجملتين على شاشتها .

عمرو محسوب النبي

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *