جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » د.عبد الرزاق سليمان يسطر: إعجاز اللغة العربية

د.عبد الرزاق سليمان يسطر: إعجاز اللغة العربية

تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، وقد تكفّل الله – سبحانه وتعالى- بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

ومنذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين، فأصبحت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة.

لقد استطاعت اللغة العربية أن تستوعب الحضارات المختلفة؛ العربية، والفارسية، واليونانية، والهندية، المعاصرة لها في ذلك الوقت، وأن تجعل منها حضارة واحدة، عالمية المنزع، إنسانية الرؤية.

وذلك لأول مرّة في التاريخ، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم لبلاد كثيرة.

أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها: ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم ولتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام.


أما اللغة العربية بالنسبة لي هي حياة فهي لغة القرآن الكريم منهج الإيمان والحياة إلى يوم الدين. وخاصة أن الأمر كوني دارساً وناقدًا للأدب بعدة لغات أجيدها اللغة العبرية دراسة وتخصص واللغات التركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.

وأتيحت لي فرصة دراسة لغة الييدييشية (لغة الشتات اليهودي خاصة بروسيا وهى عند بعضهم لغة الحياة أـما العبرية فهي مقدسة للتوراة فقط بالمعابد).

وعليه، فإن اللغة العربية هى الفيصل والمهم في سيرة الحياة بعد ترجمة من هذه المجموعة من مختلف اللغات.
كما يحضرني أثناء عملي كدبلوماسي بسفارتنا بواشنطن في لقاءات عدة مع نماذج لباحثين يدرسون اللغة العربية وعلى لسان أحدهم قال لي: ” أن اللغة العربية هى أهم لغة ندرسها ومن يجيدها يفوز بأفضل المواقع داخل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في الاستخبارات وبأعلى أجور على الإطلاق. وهو كان يجيد العربية الفصحى بامتياز، كما قال إنه سافر لمصر لعدة سنوات حتى أجاد العامية المصرية. وأضاف أن اللغة العربية كنز ومتعة تتيح للباحث التعبير بكل سهولة ويسر بتنوع مختلف في صياغة الجمل لتغطية أي موضوع أدبياً بلسان قوى بالعامية والتعبير بالفصحى”
كما أتذكر مقابلتي نموذج آخر لباحث أمريكي يعد رسالة دكتوراة بعنوان ترجمته عربيًا (كيف تكون رئيساً لأمة كبيرة كأمريكا).

وقال لي: ” درست كل القادة الناجحين عبر التاريخ. وكان أعظمهم على الإطلاق محمد النبي عليه الصلاة والسلام”. وأكد ذلك بأنه قاد أمه إسلامية من قبائل يسودها الجهل ولكن كانت لهم أشعار ودواوين بالعربية ومحمد عليه الصلاة والسلام تفوق عليهم بالعربية لغة القرآن الكريم فكان أعظم قائد على الإطلاق كون أمه إسلامية قوية من العدم بالعالم”
ويمكن هنا أن أوضح بشكل مبسط قوة اللغة في بعض المعاني ومنها مثلاً معنى كلمتين لهما استخدامات عديدة فى ظل ما يسود المنطقة والعالم من أزمات وحروب.
فالكلمة الأولى هى “الردع” والتي تعنى استعراض قوات عسكرية بدرجة قوتها من أسلحة وقيادات وكفاءات عسكرية لها تأثير وإثارة الخوف والتي يخشى منها ويحسب لها من الأعداء ومن يفكر فى أى عدوان.

وهنا يكون لها تأثير عدم التعرض للدولة أو من يفكر في ذلك يتراجع حتى يكون له قوة توازي أو حتى تعادل هذه القوى وهذا تأثير إيجابي لدولة العرض وبالمناسبة هذا هو سر مناورات عدة بالذخيرة الحية لقطاعات من قواتنا المسلحة المصرية المحروسة بإذن الله وهى فى رباط بخير أجناد الأرض
أما الكلمة الثانية فهى “ردع . بدون حرف ع”.
أى “رد” وهنا يكون الدفاع مباشرة بكل القوة على أى إعتداء على الأرض والعرض والأمن القومي.

وهنا ترد كلمة الحرب مع كلمة الرد لكن كلمة الردع ترد معها كلمة السلام . تلك روعة الكلمات في اللغة العربية تعبيراً بكل سهولة ويسر.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *