فجأة، اشتعلت مناطق الصراع في العالم حيث بدأت كل منطقة مشتعلة تؤثر على كافة دول عالم ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية يومها أطلقت مقولتي الشهيرة نحن نعيش في زمن الأواني المستطرقة.
كل صراع في المنطقة يؤثر على باقي دول العالم أيا كان مكانها، ولعل أبسط مثال على ذلك ما حدث في الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في أوروبا، وبعيدة تماما عن مصر، ورغم ذلك فإن مصر كانت أكثر الدول تأثرا بهذه الحرب، حيث أن مصر من أكبر الدول التي تستورد القمح في العالم. وبالذات من روسيا وأوكرانيا.
لذلك، فقد ارتفعت أسعار القمح خاصة مع قلة المعروض كذلك الذرة التي يتم استخدمها كغذاء للماشية والدواجن، وتأتي أيضا من روسيا وأوكرانيا، وأخيرا الزيوت.
كل هذه الأصناف هي احتياجات الشعب المصرية التي تأثرت أسعارها بالحرب الروسية الأوكرانية.
وبالطبع تأثرت أيضا باقي شعوب العالم، ويشهد الكون حاليا ثلاث مناطق للصراعات، اثنان منها تشهد عمليات قتالية، والثالثة تشهد انفجار للموقف قد يحدث في أي وقت والوصول إلى استخدام القوات والأسلحة.
المنطقة الأولى هي الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الثالث لا احد يعلم متى ستنتهي والتي اثرت على العالم كله بسبب تأثر الاقتصاد والقمح والذرة.
المنطقة الثانية هي حرب غزة التي تدخل حاليا عامها الأول وإسرائيل لم تحقق فيها أي انتصار
وثالثة هي حرب الصين وتايوان التي لم تبدأ بعد لكن يمكن ان تشتعل في أي لحظة.
ونعود إلي المنطقة الأولى هي منطقة الحرب الروسية الأوكرانية. التي بدأت تدخل عامها الثالث ولا أحد يعلم متى تنتهي. حيث نجحت روسيا خلال السنوات الماضية في الاستيلاء على 25% من الأراضي الأوكرانية.
وقامت بضم أربع مقاطعات هي لوهانسك ودونيتسك وزابورجيا وخيرسون، بل قامت بعمل استفتاء وقررت ضمهم إلى روسيا.
ولكن جاءت المفاجأة بعد فشل أوكرانيا في هجوم الربيع الماضي لاستعادة أراضيها التي فقدتها، حيث قامت بشكل مفاجئ. بالهجوم على منطقة كورسيك حيث كانت الحدود الروسية في هذا الاتجاه مدافع عنها بقوات محدودة من حرس الحدود، لذلك طبقت القوات الأوكرانية ما هو موجود في الكتب بمهاجمة أضعف النقاط في أي دفاعات،
ولذلك حققت اختراقا لعمق المنطقة وهددت المفاعل النووي هناك ومنطقة توزيع الغاز الطبيعي الروسي إلى كل أوروبا. وبتحقيق ذلك الاختراق، أصبح لأوكرانيا موقف قوي عندما تدخل في اية مفاوضات سلام مع روسيا بعد الانتخابات الامريكية القادمة.
والمنطقة الثانية في الصراعات هي منطقة الشرق الأوسط التي بدأت يوم 7 أكتوبر2023م، تقترب من عامها الأول ، وإن كانت حاليا، بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، ولكن دخلت على استحياء دون تورط كامل، إيران، ومعها أذرعها في المنطقة حزب الله في جنوب لبنان، وحزب الله في سوريا، والحوثيين في اليمن. ومن المحتمل أيضا تدخل ايران في أي لحظة للرد على عملية اغتيال إسماعيل هنية على الأرض الإيرانية ورغم قيام حزب الله بتنفيذ ضربة ضد إسرائيل ونتج عنها اغتيال فؤاد شكر وقيام إسرائيل بضربة استباقية قبلها إلا أنه لم تطور الأمور لأكثر من ذلك .
وأيضا نأتي إلى الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حماس وهي تقترب من الدخول إلى العام الأول وحتى الآن ولم يحقق أيا من أهدافه الثلاثة، وهم تخليص الرهائن والقضاء على حماس واحتلال غزة ويهدف الجميع نحو تحقيق السلام في هذه المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة، حيث أن جو بايدن يركز وبسرعة على إبرام اتفاقية السلام لتكون أهم عمل قام به خلال فترة توليه الأربع سنوات رئيسا لأمريكا.
ولكن على الطرف الآخر نجد نتنياهو يرفض السلام بكل الطرق، لأنه لو نجح السلام وتم إيقاف النار سوف يدخل نتنياهو السجن في ثلاث قضايا مدينة فساد.
علاوة على أنه سوف يحاسب على اتهامه بالتقصير في هذه الحرب، هو ووزير الدفاع، ورئيس الأركان ورؤساء المخابرات الثلاثة، ومن هنا يبذل نتانياهو قصارى جهده لإيقاف أي عملية للسلام ولذلك، فإنه يعمل على وضع العرقلة كل مرة يصل بها الأطراف إلى قبول وقف إطلاق النار خاصة عندما تعلن حماس أنها ستوافق فإنه يبتدع مشكلة أخرى مثل ما حدث في موضوع ممر فيلاديفيا الذي يصر نتنياهو على وجود قوات إسرائيلية هناك.
بينما ترفض مصر ذلك بل وتصر على عدم وجود قوات إسرائيلية على معبر رفح طبقا لاتفاقية المعابر الموقعة بين الدولتين عام 2005.
أما منطقة الصراع الثالث فيمكن أن نطلق عليه صراع “النار تحت الرماد” ويقصد بها الصراع الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة، وهو منطقة جنوب شرق آسيا، النزاع الصيني التايواني،
وإن كانت الصين تبدو صبورة للغاية بحيث تركز حاليا على عدم إثارة الموقف والدخول في حرب مباشرة، حتى لا تفقد التقدم الاقتصادي، لأنها الآن ثاني قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة ولو استمر الموقف على ما هو عليه،
يمكن أن تكون الصين عام 2030 هي أكبر قوة اقتصادية لذلك من المنتظر أن يظل هذا الاتجاه ساكنا، رغم محاولات الولايات المتحدة لجر الصين في عمليات قتالية، خاصة أن الصين حاليا تركز على استكمال طريق الحرير القديم الذي يمر الطريق البري منه عبر سهول آسيا، ليصل إلى أوروبا.
ويتكلف مليارات الدولارات، ثم الطريق البحري الذي يمر عبر قناة السويس، ليصل أيضا إلى أوروبا، وهي تبني الآن أكبر سفن حياوات في العالم لتحمل 20 الف حاوية علاوة على التدخل الاقتصادي الصيني في أفريقيا، كل تلك الأمور تستدعي التريث قبل الدخول في أي أعمال قتالية، حتى لا تفسد هذه الحروب، الأنشطة التجارية التي ستصل عام 2030، لتصبح الصين أكبر قوة اقتصادية في العالم، وتتخطى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا مازالت مناطق الصراع الثلاثة مشتعلة والثالثة أما في المنطقة الأولى والثانية فهي تحت الرماد، ومازال العالم يرجو أن يتم السلام حتى تهدأ الأمور، وتستقر الأسعار، وتنتهي مشكلة البطالة في العالم كله، خاصة دول العالم الثالث، حيث يرى الجميع أن منظمة الأمم المتحدة وقفت عاجزة. حتى الآن، في أن تتخذ أي قرارات حاسمة حول تحقيق السلام في هذه المناطق المشتعلة.
ولذلك فإننا نقول أن اعمال الصراع الحالية قد أعطت شهادة الوفاة لمنظمة الأمم المتحدة.