أيام قليلة تفصلنا عن بدايات الشهر الكريم ، ربنا يبلغنا إياه مجبورين فرحين بما آتانا الله رب العالمين .
اعتدنا في سنوات ماضية أن يسيل حبرا كثيرا ويمتلئ الأثير بحروف كثيرة مع بدايات شهر رمضان ، نسردها هنا آملين ألا نجدها هذا العام.
— إشكالية ربع ساعة دراما وثلاثة أمثالها إعلانات ، طبعا هو موسم دراما تلفزيونية ، وكذلك موسم إعلانات ، وإشكالية القنوات أنها تدفع مقابل الدراما ولكنها تحصل على مقابل للإعلانات، وهنا ترجح كفة تعظيم المكاسب ” المادية “.
سابقا تحدث كثير من أساتذتنا في الإعلام على ضرورة تقليص المساحة الإعلانية داخل الدراما ، ولم نجد أية استجابة لهذه الضرورة ، ومنهم من تحدث عن القواعد المعمول ، ومنهم من تحدث عن حق المشاهد ، وأيضاً لم نجد صدى لهذا الكلام .
ولكن حدث التطور المتمثل في وجود منصات المشاهدة ، والغريب أن الدعوة – على نفس القنوات – للاشتراك في هذه المنصات تتركز على ميزة المشاهدة بدون إعلانات ، إذن فهم يدركون أن الإعلانات – وخاصة الكثيرة – مزعجة للمشاهد ، وبقي الأمر كما هو ، وعلى المتضرر اللجوء للمنصات ، فهل لنا أن نطلب تقليل الجرعة الإعلانية داخل الدراما لمشاهدي القنوات هذا العام ، سنرى ..
التكرار المكثف للإعلان
نقطة أخرى على هامش هذا الموضوع وهو تساؤل أطرحه على أساتذة الإعلان ، هل تكرار الإعلان بشكل مكثف لا يؤثر سلبا على المشاهد ، وهل لا ينتقص هذا من التأثير المستهدف ، وهل هناك مرحلة تشبع يصل إليها المشاهد من هذا التكرار ، وإن كان ذلك ممكنا فما هي الاستفادة المحققة للمعلن ، وهل يشعر المعلنون بهذا التأثير السلبي على المشاهدين ؟ مجرد تساؤل يحتاج رد الخبراء.
برامج المقالب
— الإشكالية الثانية هي برنامج المقالب الذي يواجه كل عام بهجوم شديد ، واستنكار أشد ، وينتهي الأمر باستكمال البرنامج حتى أيام العيد المبارك ، ويثير البرنامج جدلا حول الضيف عارف المقلب ولا لأ، وحول المقابل المادي الكبير الذي يحصل عليه الضيف ، وحول الألفاظ الخارجة المنطلقة مع رد فعل الضيف والتي لا نسمعها ولكننا نسمع ” التيييت ” ، فهل نرى هذا العام جديدا في هذا الشأن ، لا أظن .
السباق الإعلانى
— الإشكالية الثالثة هي الإعلانات مرة أخرى، فقد أصبح شهر رمضان بحق شهر سباق إعلاني ، وتحديدا بين شركات الاتصالات وشركات المياه الغازية ( اللي مفروض الشعب مقاطعها ) ، تتبارى الشركات لاستقطاب أبرز النجوم لإعلاناتها، ونسمع عن أرقام خيالية يحصل عليها النجوم ، فهل تحقق لهم هذه الإعلانات المكاسب المرجوة ، والتي تتناسب مع تكلفة هذه الإعلانات ، لا أعرف.
ارتفاع الأسعار
هذا بخلاف السباق الإعلانى بين الشركات المتنافسة في كافة المنتجات ، سمن وزيت وأرز ومكرونة وخلافه ، فهل ارتفاع الأسعار الشديد وتقلص القدرة الشرائية تحد من هذا السباق ، هنشوف.
إعلانات التبرعات والكومباوندات
والنقطة الأخرى في الإعلانات هي الجدل المجتمعي حول كثرة إعلانات التبرعات لدرجة تشير وكأن المجتمع كله يعيش على التبرعات ، وفي مقابل ذلك نجد كثرة إعلانية أخرى وهي إعلانات الفيلات والتجمعات السكنية الراقية ، وكأن الشعب كله شعب مليونيرات ، فهلا خففنا المبالغة في كليهما ؟ ، أتمنى .
افتقدنا الفوازير
وأخيرا .. وبعيدا عن الجدل الإعلامي السنوي ، أود أن أشير إلى افتقادنا إلى البرامج التلفزيونية التي كنا نشاهدها في رمضان زمان ، سواء برامج مسابقات خفيفة أو حوارات ممتعة ، وغيرها من النوعيات ، فالدراما توغلت والبرامج تقلصت ، وهل لنا أن نقول لقد افتقدنا الفوازير .
عمرو محسوب النبي