وحدة الشئون الإسرائيلية
مع تواصل تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس وعلى مدى أربع دفعات تم تبادلها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بدا الفرق واضحا بالعين بين الوضع الصحي للأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي الدفعة الرابعة التي جرت السبت، أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا من سجونها، مقابل ثلاثة أسرى إسرائيليين أفرجت عنهم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني المنصرم.
ومن وسط الحطام الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، برز مظهر الأسرى الإسرائيليين مردتين ملابس نظيفة وتبدو عليهم مظاهر الصحة الجيدة.
في المقابل، يتحدث الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية عن تعرضهم للتجويع والضرب والتعذيب النفسي، مع تطابق ذلك على مظهرهم الخارجي.
** صعوبة في المشي
في الصور الأولى للغالبية العظمى من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في دفعات تبادل الأسرى الأربع الماضية، يلاحظ عليهم فقدانهم قدرا كبيرا من الوزن في سجون إسرائيل.
كما نقلت مقاطع الفيديو عن مواجهة بعض الأسرى الفلسطينيين صعوبة في المشي جراء تردي أوضاعهم الصحية، فيما نقل بعضهم مباشرة إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم.
عبد الرحمن حسان وشاح، أحد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في الدفعة الثانية من صفقة التبادل، قال إنه دخل سجون إسرائيل بوزن 115 كيلوغراما، وخرج منها بوزن 55 كيلوغراما جراء تعرضه للتعذيب الشديد والتجويع.
فيما قال الأسير الفلسطيني المحرر بهاء عويسات من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية: “تعرضنا يوميا للجوع والمرض وأفظع الإهانات حتى ساعاتنا الأخيرة في السجن”.
** حالة الأسرى الإسرائيليين جيدة
على النقيض من مظهر الفلسطينيين المحررين، بدا الأسرى الإسرائيليون المفرج عنهم من غزة بصحة جيدة وملابس لائقة إضافة إلى تسلمهم الهدايا عند الإفراج عنهم.
ولم يغب عن عدسات الكاميرات دخول الأسرى الإسرائيليين بأنفسهم إلى سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مردتين ملابس نظيفة، بعد خروجهم من بين الأنقاض التي تسببت بها إسرائيل طوال 15 شهرا من التدمير الممنهج.
وقال أسرى إسرائيليون مفرج عنهم في مقابلات صحفية إن “الشيء الذي كانوا يخشونه أثناء أسرهم في غزة، هو القصف الإسرائيلي، ما قد يؤدي إلى مقتلهم أو إيذائهم”.
وزعم مستخدمون في وسائل التواصل الاجتماعي بإسرائيل، أن 4 مجندات أفرج عنهن السبت الماضي ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل، “أعطين منشطات ومواد مخدرة لجعلهن يبدون سعداء قبل إطلاق سراحهن من الأسر”.
فيما أكد أطباء بالجيش الإسرائيلي عقب فحصهن أنهن بصحة جيدة، ونقلوا عن المجندات أنهن لم يتلقين خلال وجودهن بالأسر أي مواد منشطة أو مخدرات.
وبعد إتمام الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، قالت حركة حماس إن حالة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل حالة الأسيرات الإسرائيليات تجسد الفارق بين “أخلاق الفلسطينيين” و”همجية وفاشية الاحتلال الإسرائيلي”.
** الصليب الأحمر غاضب
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت، عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسرى فلسطينيين خلال إطلاق سراحهم السبت، حيث كانوا “مكبلين بالأصفاد وفي وضع مؤلم”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية في نسختها الإنجليزية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: “أعرب الصليب الأحمر عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها مصلحة السجون الإسرائيلية مع السجناء الأمنيين خلال إطلاق سراحهم من سجن كتسيعوت (النقب الصحراوي) اليوم”.
و”كان أكثر ما أثار غضب المنظمة الأممية هو اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم وهو وضع مؤلم”، وفق المصدر ذاته.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصدر الأمني: “الصليب الأحمر تقدم بشكوى إلى مصلحة السجون حول سبب اقتياد السجناء مقيدين بأيديهم فوق رؤوسهم بطريقة تخدش كرامتهم، حسب زعمهم، مع وضع سوار على أيديهم مكتوب عليه عبارة الشعب الأبدي لا ينسى”.
ونشرت “هآرتس” صورة لسوار حول معصم أحد الأسرى وعليه عبارة بالعربية “الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأدركهم”، في إشارة إلى عزم إسرائيل اغتيال أو ملاحقة الأسرى المحررين وإعادة اعتقالهم مجددا.
وفي تعليقه للصحيفة على شكوى الصليب الأحمر، قال متحدث مصلحة السجون الإسرائيلية زيفون فريدمان: “يتعامل حراس السجن مع أسوأ أعداء إسرائيل”.
ووصف فريدمان المحررين الفلسطينيين بأنهم “مخربون خطرون سيتم التعامل معهم تحت إدارة السجن حتى اللحظة الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية، ولن نتنازل عن أمن شعبنا”.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.