تحليل إسلام كمال وغرفة الشؤون النيلية ووكالات
تطورات متسارعة في المشهد السودانى، من الممكن أن تنبئ بتغييرات ما على الأرض، بعد التقدمات المريبة لميلشيات الدعامة على حساب الجيش السودانى، لدرجة أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اضطر لتغيير رأيه وقبول الجلوس مع محمد حميدتى قائد الدعامة، ذلك اللقاء الذى تأجل بعدما كان مقررا له الخميس الماضي، وليس من الواضح اللقاء المقبل سيكون متى وأين؟!
*كلمة متلفزة
وظهر البرهان في كلمة متلفزة اليوم، فيما يظهر حميدتى بعد ساعات في إثيوبيا، كما مقرر بعد فترة اختفاء طويلة جدا، كسرها بلقاء مع الرئيس الأوغندى، حيث يلتقي غدا رئيس الوزراء السودانى السابق حمدوك المقيم في الامارات منذ إبعاده.
وقال البرهان أن القوات المسلّحة السودانية تدعم التفاوض وبحث سبل وقف الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر ونصف الشهر، وتؤيد الدعوات المنادية بإنهاء الصراع.
*شروط البرهان لإنهاء الحرب..وتهديده للدول المساندة للدعامة
وأكد البرهان، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمى، أن الطريق لوقف الحرب واحدة وهي خروج قوات «الدعم السريع» من ولاية الجزيرة وبقية مدن السودان. ووجّه قائد الجيش رسالة إلى الدول التي قال إنها تقدم تسهيلات لقيادة «الدعم السريع»، قائلاً: «كُفّوا أيديكم عن التدخل في شأننا»، مشدداً على أن «استقبال أية دولة لجهة مُعادية لا تعترف بالحكومة القائمة يُعدّ عداء صريحاً للسودان، ويحق له اتخاذ ما يحفظ سيادته وأمنه من إجراءات».
وأحكمت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على ولاية الجزيرة، قبل أيام، كما سيطرت على أربع ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان، من أصل خمس ولايات، إلى جانب هيمنتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.
*لقاء حميدتى وحمدوك
وفي وقت سابق اليوم، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» في السودان إن وفداً من التنسيقية، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، سيلتقي وفد قوات «الدعم السريع» برئاسة قائدها محمد حمدان دقلو «حمديتي»، غداً الاثنين، في إثيوبيا.
وذكرت تنسيقية القوى الديمقراطية، في بيان، نشرته قوى الحرية والتغيير على «فيسبوك»، أن هذا اللقاء يأتي على أثر الخطابات التي أرسلتها التنسيقية إلى حميدتي والبرهان، والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة «تبحث قضايا حماية المدنيين، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وسبل وقف الحرب عبر المسار السِّلمي التفاوضي». وأضاف البيان أن التواصل لا يزال مستمراً مع قيادة الجيش، لتحديد مكان وزمان لقاء بين «تقدم» والقوات المسلّحة السودانية.
أعلنت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)» السودانية، عقد اجتماع بين وفد بقيادة رئيسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، (الاثنين) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
*تعليق تقدم
وأعلنت «تقدم» أن اجتماع حمدوك – حميدتي يأتي «ثمرة للخطابات التي أرسلتها لقائدي القوات المسلحة و(الدعم السريع)، ودعتهم فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي
وأبدت «التنسيقية» أملها في أن «تؤدي اللقاءات المزمعة إلى خطوات عملية تنهي المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني»، وأن تدفع جهود الحل السلمي لما أطلقت عليه «كارثة حرب 15 أبريل»، وأن تتكامل مع «الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها، وعلى رأسها جهود منظمة (إيغاد) والاتحاد الأفريقي و(منبر جدة)».
الدور المصري لإقرار التهدئة في السودان
المبادرة المصري ودور القاهرة الذى يجب الترويج له بقوة
ومن غير المعروف للبعض لماذا لم تشر التنسقية لحوارات الفصائل السودانية التى تجرى بالقاهرة ووصلت لتفاهمات جيدة، بخلاف دور القاهرة الهادف للتهدئة ووقف إطلاق النار لإنقاذ الشعب السوداني من ويلات الحروب، وحماية السودان الشقيق من أى تهديدات وسيناريوهات تقسيم يتم الترويج لها الآن، خاصة مع اتساع انتشار الدعامة، رغم القبائل الداعمة للدولة والتيارات الإسلامية، التى يهمها أن تستمر الحرب، حتى يتبلور لها دور من جديد في السودان بعد التخلص منهم، مع التخلص من نظاز البشير، لكن لا يستبعد دورهم في انتشارات الدعامة، ومنها انسحاب قائد الفرقة الأبرز بالجيش السودانى من الجزيرة لتسقط في يد الدعامة بدون رصاصة وسط دهشة الجميع، حتى أصبح جليا للكثيرين أنها رد إماراتى موجع على طرد حوالى ١٦ دبلوماسي إماراتى على خلفية الدعم الواضح من الإمارات للدعامة.
*تقدم ملحوظ للجيش في الخرطوم وأم درمان
من جهة أخرى، تجدد القصف العنيف المتبادل بين الجيش و«الدعم السريع» في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم، وقال شهود عيان إن «الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الموجهة قاعدة «وادي سيدنا» بشمال أم درمان.
كما قصفت مدفعية «الدعم السريع» عدداً من المناطق في الخرطوم بحري وحول قيادات الجيش في المدينة، ووسط الخرطوم؛ حيث يقع مقر القيادة العامة للجيش.
وردت مدفعية الجيش بقصف عنيف على مناطق سيطرة «الدعم السريع» في وسط الخرطوم بحري وقرب جسري الحلفايا وشمبات اللذين تسيطر عليهما «القوات»، كما استخدم الجيش الطائرات المسيرة في الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
وقال الشهود إن «عدداً من (الدانات) سقط في المناطق المأهولة في الحارات (30، و34، و18) بمدينة الثورة شمال أم درمان، والجيش حقق تقدماً في محاور شارع العرضة وحتى منطقة ود البشير غرب وسط أم درمان، إلى جانب سوق أم درمان القديم، وشارع الهجر حتى شارع علي عبد الفتاح وسط وشمال أم درمان»
*حميدتى يقول إنه موافق على التفاوض غير المشروط