تحليل إسلام كمال
هل تنجح القاهرة فيما نتوقع أنها تخطط إليه، ومن المفروض أن يعضد موقفها حلفاءها من الأمريكيين والأوروبيين والعرب وحتى الإسرائيليين، فمصر بالتأكيد تريد أجواء هادئة خلال إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة، لكن هل يقدر رئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه السياسي والعسكري الظروف المصرية الحثيثة على دقة موقفهم هم الآخرين وبالذات نتنياهو.
الأمر جد معقد من الجانبين، المصري والإسرائيلي، وبالطبع الفلسطيني ، وسيكون مهما جدا وفارقا لو كانت الانتخابات الرئاسية في ظل هدنة ولو مؤقتة ، تتمناها القاهرة وقف إطلاق نار، خاصة أن تمديد الهدنة سينهى على المدنيين الاسرائيليين، والذين يتم الإفراج عنهم بنسبة واحد لثلاثة، فيما سبكون هناك صفقة تبادل أسري عسكريين بشكل مختلف يمكن أن يعود لنسب أكبر تعود بنا للنسب القديمة في صفقة شاليط.. والتى كانت بنسبة ١٢٠٠/٣.
بالطبع الأمر صعب جدا لكن من الممكن تحقيقه، وهناك حالة تقدير متبادلة خلال الساعات الأخيرة بين كل الأطراف المتداخلة، فرأينا التحيات المتبادلة بين السيسي وبايدن وتميم، والفلسطينيين من ناحية والإسرائيليين من ناحية أخرى، مما يمهد لعدم صعوبة الأمر بشكل كبير.
وطالما توفرت الأجواء لنجاح كبير مشهود له على المستوى الدولى والإقليمى والعربي لمصر، عكس نجاح ما وصل لابتعاد او إقصاء بالأحرى من ملف الاقتتال السودانى لفترة، فالأمر ينبئ بعدم صعوبة تحقيق الرغبة المصرية.
لكن يجب الوضع في الاعتبار الوضع الصعب جدا في الساحة السياسية والعسكرية والاقتصادية الإسرائيلية، حيث معسكرات الحكم في تل أبيب تتفق إجماعا مع تكتلاتها الجماهيرية في استمرار الحرب ، لكنهم في المقابل يقلقون من ردود الفعل الدولية والإقليمية ، وحاولوا استقطاب أسماء دولية مهمة لهم في هذا الإطار من نوعية آيلون ماسك، الذى كان ضدهم بشكل ما خلال الحرب، حتى أنه كان سيقدم النت لغزة بعدما قطعته عنها إسرائيل، فيما تستغل تل أبيب الهدنة في مراجعة التكتيكات العسكرية الخاصة بها لتقليل الخسائر الكبيرة التى تكبدتها حلال التوغلات البرية، والتى حاولت التمويه عليها، لكنها فشلت، وفضحتها الجنازات المتتالية.
القضية الأهم الآن لمصر الآن وبالذات فريق السيسي، هو تحقيق الاستقرار في القطاع والإقليم عامة، خلال الانتخابات الرئاسية المصرية المرتقبة، وهو الأمر من المهم العمل عليه في عدة اتجاهات للوصول له، رغم التحديات الكبيرة، والصعوبات التى من الممكن أن تجعل من هذا السيناريو أمرا مستحيلا، ونترقب هذا الأمر عن كثب.
ملف التهجير رغم التدفق الدولارى
ومن المهم جدا أن هذه الأجواء جاءت مع النفي المصري للاستسلام لأى ضغوط بتنفيذ مخططات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة لسيناء، رغم ان كل المؤشرات تفيد ذلك، حيث المرحلة الجديدة من التصعيد البري الإسرائيلي ناحية جنوب غزة، والذي لن يجعل للفلسطينيين ملجأ سوى سيناء، وربط البعض ذلك السيناريو بالوعود بتدفقات دولارية من أوربا وصندوق النقد الدولى والخليج، والءي تزامنت مؤشرات ومواقف منها حول تسهيلات واستثمارات دولارية، رغم التضييقات الكبيرة، التى كانت واضحة ومتعمدة جدا..لكن جاء الرد الرسمى العلنى المصري لنفي أى قبول لعروض استيعاب الفلسطينيين في سيناء بأي أعداد مهما كانت الإغراءات رغم دقة الظروف الاقتصادية، لينهى الجدل والريبة في هذا الشأن ، وطبعا العيون مفتوحة من كل جانب تراقب الموقف، خاصة أن البعض لايزال قلقا وفقما يروجون عن سوابق الجزيرتين والسد، رغم أن الأمر مردود عليه، وعموما نحن نحلل المشهد، ونرقب كل الأراء من كل الجهات، ونضع سيناريوهات التطورات بين يديك.
لماذا لم يزر مسؤول مصري غزة خلال الهدنة؟!
وكنا نتوقع في هذا الإطار أن يزور مسؤول مصرى غزة بالتنسيق مع الأطراف المختلفة، مهما كان المستوى أو الملف، حتى لو كان وزير الصحة، في متابعة الملف الإنسانى وخلافه، قبل أن تقوم وزيرة التعلون القطرية بزيارتها الدعائية في إطار التنافسية القطرية مع مصر على ملف الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، والذى بدأ في السنوات الأخيرة ، وبرز خلال هذه الهدنة بشكل كبير، لأبعاد بدأت مادية وأيديولوچية ، وانتهت لما هو أعقد.. وسنستعرض لهذا البعد في مساحة أخرى.
اجتماع الدوحة
ولقد نمى لعلم منصتنا إندكس أن مسؤولين مصريين وقطريين وأمريكيين وإسرائيليين يجتمعون في الدوحة خلال الساعات الأخيرة، للبناء على التقدم المحرز على صعيد تمديد الهدنة في غزة.
فيما أعلنت حركة حماس الفلسطينية أنه تم الاتفاق مع الأشقاء في مصر وفطر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمد يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة.
الهدنة الجديدة
وشروط الهدنة السابقة والتي سيتم تمديد العمل بها كما هي تضمنت:
وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وكذلك الجانب الإسرائيلي طوال فترة التهدئة.
توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة.
يتوقف الطيران المعادي عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة الـ 10 صباحا وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال.
يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد.
يتم يوميا إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكل مناطق قطاع غزة.
يتم يوميا إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكل مناطق قطاع غزة.
الدفعة الخامسة المرتقبة
وفي هذا السياق، أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، نقلا عن مصدر مقرب من حماس، بأن هناك تبادل قوائم تضم أسماء عشرة محتجزين إسرائيليين و30 أسيرا فلسطينيا للإفراج عنهم اليوم، في إطار الدفعة الخامسة المرتقبة.
وكان مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون قد نشروا أسماء 300 امرأة وطفل فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح بعضهم على الأقل خلال صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، مقابل إطلاق سراح 50 محتجز إسرائيلي لدى حماس.
ونترقب مستخلصات إجتماع الدوحة في متابعاتنا المتواصلة لحظة بلحظة للمشهد الغزاوى وتوابعه، كما هو حالنا منذ حوالى الشهرين.
والسؤال المرتقب عن اسري الصهاينه من الجيش الكيان المزعوم
وماذا حققت فلسطين