المحرر الاقتصادى
في مؤشر خطير جدا لعدم قدرتنا على السداد مما يجرنا لسيناريو عصيب، فيما يعتبره البعض إيجابيا لجلب الاستثمار على خلفيته وتعويض الخسائر، كشفت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، عن حقيقة ما أشرنا له في تحليلات سابقة، إن الصندوق “يدرس بجدية” زيادة محتملة لبرنامج قروض مصر البالغة ثلاثة مليارات دولار بسبب الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين فلسطين وإسرائيل.
فهل هذا اغراء جديد لمصر مقابل عروض ما متعلقة بالترانسفير المؤقت أو الجزئي؟! .. لكن الدولة المصرية ترفض كل العروض المقدمة في هذا الإطار بضغوط شعبية وسياسية وسيادية، ورغم ذلك لايزالوا يعرضون ويغرون ويضغطون.
وأكدت جورجيفا لرويترز في مقابلة على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ إن الصراع “يدمر” سكان غزة واقتصادها وله “آثار خطيرة” على اقتصاد الضفة الغربية ويشكل أيضا صعوبات للدول المجاورة مصر ولبنان والأردن من خلال فقدان السياحة وارتفاع تكاليف الطاقة.
وفي سياق آخر ، قالت كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي إن الاجتماع الذي سيعقد هذا الأسبوع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ هو إشارة تشتد الحاجة إليها على أن العالم بحاجة إلى مزيد من التعاون.
وأكدت “إنها ترسل إشارة إلى بقية العالم بأن علينا إيجاد سبل للتعاون في مواجهة تلك التحديات التي لا يمكن لأية دولة أن تنجح بمفردها”.
وقالت جورجييفا إن اجتماع بايدن وشي “مهم في وقت تعمق فيه التفتت الجغرافي الاقتصادي بالفعل مع عواقب سلبية على آفاق تسريع النمو”.
واتفق بايدن وشي يوم الأربعاء الماضي على فتح خط رئاسي ساخن واستئناف الاتصالات بين الجيشين والعمل على الحد من إنتاج الفنتانيل، مما يظهر تقدما ملموسا في أول محادثات مباشرة بينهما منذ عام.
ولم يغير الاجتماع مجموعة متزايدة من القيود التجارية والاستثمارية التي يحركها الأمن القومي بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن جورجيفا قالت إن استئناف الاتصالات مهم في وقت غير مؤكد للغاية بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وقالت جورجييفا إن ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة والصين كان له تأثير إيجابي على الزعماء في قمة أبيك، حيث كانت فكرتها الرئيسية هي أن “روح التعاون أقوى بشكل واضح. والعالم في حاجة إليها”.
وتابعت أن إحياء الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين سيساعد أيضًا في تعزيز التعاون بشأن التحديات العالمية، وخاصة تغير المناخ، حيث من المقرر أن يبدأ مؤتمر المناخ COP28 في نهاية نوفمبر.
وستكون المشاركة بين الولايات المتحدة والصين أيضًا عاملاً مهمًا في المفاوضات حول إصلاح منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك استعادة نظام تسوية المنازعات ومن المقرر أن يجتمع وزراء منظمة التجارة العالمية في فبراير في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت أن إسرائيل أيضًا ستشهد تباطؤًا اقتصاديًا، حيث تم تحويل ما يقرب من 8٪ من قوتها العاملة إلى الخدمة العسكرية.
وتابعت: كان للحرب بين فلسطين وإسرائيل “تأثير محدود للغاية” على الاقتصاد العالمي حيث لم يستمر الارتفاع الأولي في أسعار الطاقة، لكن التأثيرات يمكن أن تنمو إذا وقع “حادث” يؤدي إلى توسيع الصراع أو إطالة أمده.
وأكدت جورجييفا إنه من المهم أن يبدأ صندوق النقد الدولي بسرعة في تجديد صيغة المساهمة الخاصة به لتعزيز تمثيل الاقتصادات النامية سريعة النمو: “العالم يحتاج إلى صندوق نقد دولي قوي ماليا، ومشروع أيضا”.