إسلام كمال
في الوقت الذي تركز الأنظار على المحاولات الإسرائيلية لعودة القتال في غزة، والمحاولات المضادة من الوسطاء بقيادة مصر لإبعاد عناصر حماس عن الخط الأصفر، حتى لا تقع مواجهات مع الإسرائيليين تكون حجتهم لتجديد القتال، والذي تدعمه الولايات المتحدة بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التخلص من الوجه الباقي بين قيادات الكيان خلال هجوم 7 أكتوبر قبل الاستسلام لتشكيل لجنة تحقيق.
والحديث يدور هنا عن رئيس الموساد ديدى بارنياع، ويروج إلى أن جنرال رومان غوفمان سكرتير نتنياهو العسكري، هو الأقرب للمنصب، أو أحد القيادات البارزة من الجهاز، لو لم يتمكن نتنياهو في تمرير تعيينه.
وبحسب مصادر في المؤسسة العسكرية والمخابراتية الإسرائيلية، فإن الشخص الذي سيتولى المنصب هو غوفمان، وفي حال نجاح التعيين، سيُكمل نتنياهو أربعة تعيينات في مناصب أمنية رفيعة، من بينها رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ديفيد زيني مع استبعاد رئيس مجلس الأمن القومى تسحى هانغڤي
تولى ديفيد (ديدي) برنياع منصبه رئيسًا للموساد في يونيو/حزيران 2021. مدة ولاية رئيس الموساد الاعتيادية أربع سنوات، قابلة للتمديد لسنة إضافية، وفقًا لقرار رئيس الوزراء.
وبناءً على فترة ولاية عادية مدتها أربع سنوات، كان من المتوقع انتهاء ولاية ديدي بارنياع في الأول من يونيو/حزيران 2025. وحتى هذه الأيام، يقضي فترة ولاية مُمددةً، إذ تجاوز بالفعل الحد الأقصى للسنوات الأربع. ويعتمد استمراره في منصبه بعد هذه الفترة على قرار الحكومة وشروط تمديد ولايته.
في الأسابيع الأخيرة، تزايد الحديث في المؤسسة الدفاعية عن نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يُقدّر بارنياع أحيانا ويخالفه أحيانا، مع عمله في مختلف المجالات – لا سيما في ضوء الإنجازات في لبنان وإيران – عن تعيين سكرتيره العسكري رئيسًا جديدًا للموساد.
وكان غوفمان سابقًا قائدًا للكتيبة 75، وقائدًا للواء عتصيون الاستيطاني، وقائدًا للواء المدرعات السابع، وقائدًا لفرقة باشان، وقائدًا لمركز التدريب البري التابع للجيش الإسرائيلي في تسيليم.
ومنذ مايو 2024، يشغل منصب السكرتير العسكري لنتنياهو. ةخلال فترة عمله، نال ثقة رئيس الوزراء وتقدير الكبيرين، وشارك أيضًا، في بناء الآلية الإنسانية لتوزيع الغذاء في قطاع غزة ووفود التفاوض.
ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، لم يُحسم أمر التعيين بعد، وعلى الورق، سيتنافس على المنصب نائب رئيس الموساد بين عامي 2021 و2024، ونائب رئيس الموساد بالوكالة.
يُضاف هذا التعيين المُحتمل إلى سلسلة من القرارات المفاجئة، منها القرار المفاجئ بتعيين رئيس الأركان المتقاعد، يورام هاليفي، وهو ضابط شرطة كبير سابق، منسقًا لأنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلفًا للواء راسان عليان، الذي لا يزال مستقبله في جيش الاحتلال الإسرائيلي أو في المؤسسة الأمنية عموما، غامضًا في هذه المرحلة.
ومن القرارات المفاجئة الأخرى تعيين الجنرال (احتياط) ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، في حين أن نتنياهو، رغم الانتقادات، مضى قدمًا في اختياره.
وفي هذه الأثناء، لا يُمكن تجاهل التوتر الكبير في الخلفية بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان بشأن التعيين الرابع والمفاجئ للسكرتير العسكري لوزارة الدفاع، العميد غاي مارشيسانو، ملحقًا عسكريًا في واشنطن.
وطرح رئيس الأركان اسمين كمرشحين لم يكونا ضمن المرشحين، واقترح مؤخرًا مرشحًا ثالثًا: نائب قائد القوات البحرية، العميد تال بوليتيس، الذي لم يتعجل قبول العرض، لكنه ردّ في النهاية بالإيجاب. ورفض نتنياهو ووزير الدفاع توصية رئيس الأركان، وأصرّ كلاهما على تعيين العميد مارشيسانو ملحقًا عسكريًا. ورفض رئيس الأركان التوقيع على العملية.
ونتيجةً للتوترات بين الطرفين، نشأ “ازدحام مروري” في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا السبب لم يُعلن عن قائد القوات البحرية القادم، الجنرال إيال هاريل، وقائد القوات الجوية، العميد عومر تيشلر. مع ذلك، طُرحت أسماء إضافية في الأسابيع الأخيرة.
ووفق الإعلام العبري، الذي اهتم بالملف وتطوراته خلال الساعات الأخيرة ، صرحت مصادر في المؤسسة العسكرية والمخابراتية في الأيام الأخيرة بأنه إذا نجح نتنياهو وكاتس في تضييق الخناق على رئيس الأركان، فسيُجريان تعيينات حساسة في أربع نقاط رئيسية في المجال السياسي والأمني، مما يُحقق تأثيرًا كبيرًا على العمليات طويلة الأمد في فترة حساسة تجاه الولايات المتحدة والدول العربية وغيرها.
ووفق تقرير عبري آخر، تقدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن سكرتير نتنياهو العسكر، لن يتمكن من التعيين في المنصب لأن التحقيق في سلوكه في قضية اعتقال مراهق يدى، أوري المكيس لم يكتمل بعد.
وغوفمهان، الذي كان يشغل آنذاك منصب قائد الفرقة 36، بالإضافة إلى عناصر من المخابرات، كجزء من عملية للتأثير على عملاء وتفعيلهم ضد عناصر إسلامية، بما في ذلك حزب الله وإيران وعناصر في الضفة الغربية. بعد الاشتباه بنشره معلومات سرية، اعتُقل المستوطن المراهق زورًا في مايو/أيار 2022، وخضع للاستجواب والتعذيب، وقدّم مكتب المدعي العام لائحة اتهام خطيرة ضده . بعد حوالي عام ونصف.
وتمكن ألميكس من إثبات براءته، وتنصل مسؤولو استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي من مسؤوليتهم. وكان اسمه محظورًا من النشر، ورفع في يناير/كانون الثاني 2025.
ومن المقرر أن يُكمل ديدي برنياع خمس سنوات في منصبه هذا الصيف. ويُقدّر الموساد أنه، استعدادًا لمناقشة هذا الموضوع، سيتم تقديم ترشيحات لمنصبي نائب رئيس الموساد ورئيس قسم فيه. وكلاهما معروف لرئيس الوزراء، ويحافظ على علاقات عمل وثيقة معهما. ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي، لم يُجرَ أي نقاش رسمي حتى الآن حول اختيار بديل لرئيس الموساد.
في الماضي، عُيّن رئيسان للموساد من خارج الجهاز: الجنرال داني ياتوم ، الذي شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين ، ورئيس الوزراء الراحل أرييل شارون ، الذي عيّن الجنرا (احتياط) مائير داغان في هذا المنصب.
ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي، يحافظ غوفمان على علاقات عمل جيدة ومهنية مع الموساد بصفته السكرتير العسكري.
عن الكاتب
