غير المختصين بالشئون الإسرائيلية واليهودية والصهيونية ، ارتبطت معهم عبارة “نبوءات إشعيا” بدمار وخراب مصر والحرب الأهلية في مصر، حيث انتشر هذا الجدل فور أحداث يناير ٢٠١١، وترسخ ذلك في الصورة الذهنية ، وعندما سمعوا نفي العبارة “نبوءة إشعيا” على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، خلال خطابه مساء الأربعاء، تصور البعض إنه إشارة للحرب، أو ردا على تفتيش الحرب الذى شارك فيه الرئيس السيسي ، وكان مهيبا ، وذا مدلول قوى في الجبهة المصرية.
وانطلاقا من ذلك، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر غضبا واسعا بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن سعيه لتحقيق “نبوءة أشعياء”، ولا يعرف غير المختصين بالشأن اليهودى والإسرائيلي أن النبي إشعيا يشتهر بالنبوءات، واستخدمت في التفاسير التلمودية بأبعاد صهيونية تجاه عودة الهيكل والتخلصمن الأقصي وخراب مصر ومجيء المسيح المخلص، حيث لا تؤمن اليهودية بقدوم المسيح إلى الآن، لكنها تلتقي مع الإسلام في عودته مع نهاية الزمان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 25 أكتوبر، إنه سيحقق “نبوءة إشعياء” في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، واصفاً الفلسطينيين بأنهم “أبناء الظلام”، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ”أبناء النور”، وفق قوله.
وتوالت التعليقات التى رصدتها العديد من مراكز الرصد لمؤثرين، من المفروض أن يكونوا عارفين، لكنهم للأسف فقدوا البوصلة، فوجوها الرأى العام لسياق آخر، ولذلك نخصص فيما بعد مقالا تحليليا خاصا عن نبوءات إشعيا وحزقيال وغيرهما من مشاهير العهد القديم في حقب الأنبياء بالذات .
ورصدا للتعليقات فمنهم ، الناشط السياسي والمهندس المصري ممدوح حمزة الذي كان له دورا في أحداث يناير ، وبالتالى ركز على نبوءة إشعياء عن مصر، قائلا : “نبوءة اشعياء التي تحدث عنها نتيناهو: ” هَا هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِي حَضْرَتِهِ، وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ. وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ، وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ، فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ، وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، وَتَنْضُبُ مِيَاهُ النِّيلِ وَتَجِفُّ الأَحْوَاضُ وَتَيْبَسُ. و تُنْتِنُ الْقَنَوَاتُ، وَتَتَنَاقَصُ تَفَرُّعَاتُ النِّيلِ وَتَجِفُّ”.
وأعاد الممثل المصري عمرو واكد نشر تغريدة حمزة قائلا: “بعد ما نتنياهو أعلن التزامه بكل وضوح بهذه النبوءة يجب ان نسأل أنفسنا: هو حب المتاح المستباح إزاي حليف لحد حلمه كده للمصريين؟”.
وقال ثالث: “نتنياهو في خطابة بالأمس يؤكد حلم إسرائيل الكبرى باعلانه أنه سيحقق نبوءة اشعيا بقوله”نحن شعب النور، وهم شعب الظلمة، سوف نحقق نبوءة إشعياء، والتي تتكلم عن دمار العراق ودمشق واليمن ومصر وقيام اسرائيل الكبرى بين النهرين النيل والفرات. على الرغم من أن تلك الأحلام ليست جديدة ولكن هذه المرة الخطر يحدق بالجميع والتهديد بحرب دينية ولا يعني ذلك حدوث تلك النبوءة بالضرورة
وبالفعل نتنياهو أعاد تأكيد أن الصراع العربي الإسرائيلي ديني صرف، والتعليق الثالث هو الأقرب للحقيقة في استهداف نتنياهو العام، ومن كتب له الخطاب ليدرك معرفة المصريين بنبوءة أشعياء فأراد عدة رسائل بها .
ونعدكم بالتوسع في استعراض النبوءات وتفاسيراتها واستغلالاتها الصهيونية.