تحتضن العاصمة الفرنسية باريس يوم الإثنين اجتماعاً رفيع المستوى حول الأزمة الإنسانية في السودان، يعد هو الحدث الأضخم منذ اندلاع الحرب، حيث سيجمع أكثر من ٢٠ وزير خارجية لدول في محيطنا الإقليمي والدولي وعشرات المبعوثين والمسؤولين ذوي الصلة بملف السودان.
يهدف المؤتمر لمناقشة الأزمة الإنسانية وجمع الموارد المالية اللازمة لتوفير المعونات الإنسانية وتوحيد الموقف الدولي والإقليمي حول تنسيق الجهود لمعالجة الأزمة الانسانية ووقف الحرب.
ظلت كارثة السودان قضية منسية في رزنامة المجتمع الدولي ، رغم أنها تعد أزمة النزوح الأكبر عالمياً ، وتسير بخطى حثيثة لتصير أزمة الجوع الأضخم على مستوى العالم.
ويجيء هذا المؤتمر ليقرع جرس الانتباه حول هذه المأساة ويرفع من منزلة الاهتمام الدولي بها، وهو أمر تستحق عليه الجهات المنظمة (#فرنسا، #ألمانيا، #الاتحاد_الأوروبي) كامل الشكر والتقدير.
مع إكمال الحرب لعامها الأول، تكشفت الحقائق تدريجياً حول بؤس خيارات من رجحوا أن هذه الحرب سريعة ، وأن الحل العسكري في متناول اليد .. ظهر بوضوح أن أزماتنا الوطنية من العمق بمكان بحيث لا يصح تبسيطها، والظن بأن هنالك حل عسكري لها، لا شيء يستحق تدمير البلاد وقتل العباد وتشريدهم، ولا خير يمكن أن ينتج من هذه المأساة.
نأمل أن يوفق #مؤتمر_باريس في جمع الموارد اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية حتى يتوفر الطعام والدواء والمسكن لملايين النازحين واللاجئين الذين دمرت الحرب حياتهم …
نأمل أن يثمر المؤتمر تنسيق مواقف الفاعلين الإقليميين والدوليين لتقصير أمد هذه الحرب والمساعدة على إسكات صوت البنادق بأعجل ما تيسر ..
ونؤكد بأن إنهاء هذه الكارثة رهين بإرادة الأطراف السودانية العسكرية والمدنية، عليهم أن يحكموا صوت العقل وأن يتوجهوا لطاولات الحوار عوضاً عن اختيار فوهات البنادق وسيلة لحسم النزاعات .. بلادنا أمانة في اعناقنا وهذه الحرب ستنهي وجودها كلياً اذا استمرت، فلنشمر ساعد الجد لوقفها الآن قبل الغد.
لا للحرب
أغلق قائدي #القوات_المسلحة و #الدعم_السريع في معايدتهما للشعب السوداني أبواب الأمل في الحلول السلمية، أعرب كلاهما عن عزمه على مواصلة الحرب حتى ما يسمونه النصر،
وهو ما يعني أن القتال سيستمر لزمن أطول، فإنهاء الحرب غير ممكن دون توفر إرادة من قبل الأطراف المتقاتلة ،وهو الأمر الذي يغيب كلياً لديهم الآن.
فلنفترض أن أصوات السلام قد صمتت الآن ، وأفسحت المجال لقارعي طبول الحرب .. أخلت الساحة للقتال فقط .. وتركت النازحين واللاجئين والجوعى وذوي القتلى والأسرى ليصوبوا أنظارهم لحملة السلاح ويوجهون لهم أسئلة حول متى ينتهي كل هذا؟ متى سنعود لمنازلنا؟ متى سنمتلك قوت يومنا؟
يجب أن يتوجهوا بسؤال واضح للجنرالات .. لماذا كذبتم علينا حين صرحتم بأن #الخرطوم ستنتهي معركتها خلال أسبوعين؟ وها نحن نكمل العام ولا زال الحال على ما هو عليه!! عليهم السؤال لماذا كذبتم مرة أخرى حين وعدتم أهل #ودمدني بالعودة لديار لا حرب فيها خلال عيد الفطر الذي مضى والحال على ما هو عليه؟؟
منذ أول يوم من أيام القتال قلنا أن هذه الحرب طويلة وأنها لن تنتهي قريباً بحسم عسكري لطرف من الأطراف ، وأنها حرب ضد المواطن سيدفع كلفتها منفرداً، بينما يشبع من أشعلها رغباته السلطوية غير آبه بمعاناة نازح أو آلام لاجيء ..
يوجهون أسلحة كذبهم وتضليلهم نحو القوى المدنية المنادية بالسلام .. يريدون إخراسها لكي لا تفضح كذبهم ودناءة مشاريعهم وشرور مخططاتهم؟ استهدفونا بالرصاص والبلاغات الكذوب وبذاءة اللسان وحملات التضليل .. هل يظنون أننا سنصمت وننزوي ونترك بلادنا نهباً لمشاريعهم الإجرامية ؟؟
لا .. لن نصمت لن نسكت .. فهذه البلاد تخصنا .. سنفضح مخططاتهم وسنواجهها وسنهزمها بإذن الله ، حتى تصمت أصوات البنادق ويحل السلام ببلادنا .. السلام هو الذي سيوقف القتل .. السلام هو الذي سينهي امتهان كرامة الناس .. السلام هو الذي سيعيد النازحين واللاجئين لمنازلهم ، السلام هو الذي سيجعلنا نعيش فرحة العيد معززين مكرمين في ديارنا لا مشردين خارجها في أصقاع العالم.
طريق السلام هو وقف هذا الاقتتال والتوجه للحلول السلمية التفاوضية الآن ودون تأخير، هذا هو طريقه الذي سنعمل على ترجيحه، وعلى من ينادي باستمرار الحرب أن يتحمل مسؤولية خياراته المضللة الكاذبة ..
سيتحمل كل قطرة دم سكبت وكل دار نهبت وهدمت وكل نفس شردت، وحين يأتي أوان السلام سيحاسب على الكذب الذي أطال المعاناة ردحاً من الزمان ومن ثم تكشف للعيان بعد خراب البلاد وعذاب العباد.
*الكاتب نائب رئيس حزب المؤتمر بالسودان*
*المقالات مساحات خاصة بكتابها وليست بالضرورة تعبر عن السياسة التحريرية ومواقف موقع ومنصة وكالة الأنباء المصرية:إندكس”