جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » كيفية مواجهة مخططات الترانسفير في توصيات منتدى عمان الأمنى

كيفية مواجهة مخططات الترانسفير في توصيات منتدى عمان الأمنى

عمان من زكريا الغول 

والقاهرة من محرر الشئون العربية ووحدة الأبحاث الأمنية

يواصل منتدى عمان الأمنى فعالياته بموسمه الخامس عشر، في يومه الختامى، ترقبا لتوصيات ملحة مرتبطة بالأحداث الساخنة في الإقليم، تحت عنوان ثابت مضمونه ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه دوامة حرب الإبادة التى يتعرض لها قطاع غزة، من جرائم قتل وتدمير واسعة واستهداف للمدنيين وتحديدا النساء والأطفال..حيث سيطرت الحرب التى تدخل شهرها الثانى على كل عناوين وملفات المنتدى في دورته الحالية، لتعقده، حيث غير أجندته في لحظاته الأخيرة تقديرا لخطورة المشهد.

وأكد أكاديميون وخبراء أمنيون مشاركون خلال فعاليات افتتاح الموسم الخامس عشر من منتدى عمان الأمني الذي ينظمه المعهد العربي لدراسات الأمن إن خرق القانون الدولي يشكل خطرا استراتيجيا متعدد الأبعاد، لما للقانون من أهمية بالغة في ضبط وتقييد القوات المسلحة ضمن مناطق النزاع إذ يضمن التكافؤ النسبي ويبعد المدنيين عن العمليات القتالية.

وأشادوا بمواقف المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الثابتةٌ والراسخةٌ والواضحةٌ الرامية إلى ضرورة حلّ الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلُّعاته، وأبرزها حقّه في التحرُّر من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلّة القابلة للحياة على خطوط الرابع من يوبنو/حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

عدد من المحاضرين في منتدى عمان الأمنى

واستهل الجلسة الأولى العميد محمد مهيدات بكلمة ألقاها ممثلا عن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أوضح فيها أن القوات المسلحة الأردنية تنظر إلى الى القوانين والأعراف الدولية بكل تقدير واحترام، كما أنها تتفق مع المبادئ والقيم التي نشأ عليها الجيش العربي، كما أن الدين الإسلامي الحنيف وجهنا قبل 1400 عام فيما يخص الحروب والمعارك ألا يقتل كهل أو أمرأة أو طفل أو تدمر يبوت العبادة، أو الأماكن الآمنة.

وأضاف مهيدات أن البيئة الاستراتيجية الراهنة أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا وغموضا، ما يفرض على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية مزيدا من الأعباء والتحديات التي تتطلب مستوى عال من التأهيل والتدريب والجهوزية للتعامل مع المتغيرات والمخاطر التي تتسم بها الظروف الحالية.

وأشار مهيدات إلى أن الأردن يواجه تحديات كبيرة سواء من حيث عمليات التهريب على الحدود السورية التي تقف خلفها تنظيمات مؤدلجة ومسلحة وشبكات جريمة، أو من حيث تحشد التنظيمات المسلحة على مقربة من الحدود الأردنية.

وأكد مهيدات أن التطورات المتسارعة للصراع الدائر في قطاع غزة تشكل تحديا حقيقيا للأمن الوطني الأردني بسبب المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.

ممثل القوات المسلحة الأردنية بالمنتدى

وحول التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط قال المستشار وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبد الخالق عبدالله إن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على مدار الـ76 سنة الماضية جعلت من اسرائيل مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة، وستبقى كذلك إذا لم تقام الدولة الفلسطينية وتنعم بالسلام.

وأكد عبدالله أنه في سياق الحديث عن التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، لابد من الإشارة إلى إيران باعتبارها مصدرا آخر لعدم الاستقرار في الجزء الشرقي من منطقتنا خصوصا لدول الخليج التي على مقربة منها.

ولفت عبدالله إلى أن الإشكاليات التي تواجه العلاقات الخليجية الإيرانية تأخذ مسارين أولاهما متفائل لتطور العلاقات الخليجية الإيرانية معتبر إياها صفحة جديدة من العلاقات انتقلت من مرحلة الصراع إلى مرحلة الحوار والتعاون. وثانيهما أقل تفاؤلا بسبب وجود عناصر راديكالية إيرانية لا تريد لهذا التعاون الاستمرار وتسعى إلى تأجيج الخلافات، التوسع، ونشر التشيع.

وقال عبدالله إنه من أبرز التحديات التي تواجع استمرار التعاون الخليجي الايراني، استمرار التهديدات الإيرانية في مياه الخليج العربي، والسعي الإيراني لنقل خلافاتها مع الولايات الامريكية المتحدة إلى المنطقة العربية، بالإضافة إلى زج المنطقة في سباق تسلح غير تقليدي، الأمر الذى أدى إلى عدم إيجاد الحلول الواقعية له ، وسيشكل هذا صعوبة في بناء علاقات حسن الجوار.

من جانبه قال الباحث في مركز الحوكمة والسیاسات بجامعة شریف الإيرانية سید علي أمامیان إن العالم يشهد تحديات أمنية غير مسبوقة تتمثل في التغير المناخي، وشح المياه، والهجرات الكبيرة، والصراعات المسحلة، وظهور العصابات الإجرامية المنظمة، وتنامي المخاطر السيبرانية، كلها مجتمعة أو منفردة تؤثر على المعايير الأمنية العالمية.

وأضاف أن المعاهدات والمواثيق الدولية تشكل الضامن الرئيس للحد من هذه التحديات، وتؤطر سبل التعامل معها، ما يجل لوجودها أهمية بالغة في ادارة الصراعات حول العالم.

ولفت أمامیان إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أعاد المنطقة إلى حقبة ستينيات القرن الماضي، وأنه ليس بإمكان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني العودة إلى ما قبل السابع من اكتوبر، الأمر الذي جعل من إسرائيل منطقة أمنية هشة، لعدم وجود فهم مشترك للعيش بسلام.

ويرى أمامیان أن الأحداث الجارية في غزة الآن، جعلت من الضرورة بمكان إعادة مأسست المنطقة العربية أمنيا، وهذا يشكل فرصة لإيران لوضع حلولها ورؤيتها حيال ذلك.

فيما قال وزیر خارجیة مالطا الاسبق ایفارست بارتولو خلال كلمته، أن هناك أشخاص في الغرب ما زال لديهم العقلية الاستعمارية، وأن فكرة عدم الانحياز ليست بجديدة على القوى العظمى.

وبين بارتولو أن الولايات الأمريكية المتحدة بدأت تفقد مصداقيتها وصورتها امام شعوب العالم، في الوقت الذي ينحازون فيه الى اسرائيل ويساندونها، ينددون في الحرب الروسية الأوكرانية، داعيا الولايات المتحدة إلى أن تستمع إلى أصوات الجميع.

من جانبه قال محمد فرغل من المعهد العربي لدراسات الأمن أن تطور التحديات الأمنية العالمية المتمثل في تنامي الهجمات السيبرانية، وتعاظم مخاطر الامن السيبراني يشكل تحديا أمنيا عالميا بارزا يتطلب تظافر الجهود العالمية لمكافحتها.

وأضاف فرغل أن أهم سبل الاستقرار الأمني في المنطقة والعالم يتمثل في التمكين الاقتصادي للدول، ما من شأنه يحدث تنمية وانفتاحا يحدان من المخاطر الامنية، مشيرا إلى أن في المنطقة العربية نحو 31 تحالف غير عسكري لكن المنطقة مازلت تعاني من اختلال موازين القوى الاقتصادية تزيد من وتيرة التحديات الأمنية.

وفي سياق متصل عاد البرلماني والصحفي في جريدة الدستور حمادة الفراعنة للحديث عن حرب غزة بقوله أن حماس تنظيم فلسطيني مستقل، وأن إسرائيل في بادئ الأمر طورت تعملاتها مع حماس سعيا إلى تعزيز وجود فريقين مختلفين في الدولة الفلسطينية لشق الصف وتأجيج الخلافات والاستفادة من حالة الانقسام الداخي.

وأشار الفراعنة إلى بالجهود الدبلوماسية الأردنية المتفردة والمتميزة على الصعيد الدولي والعالمي التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم القضية الفلسطينية، وابقائها حاضرة في المحافل العالمية، وخصوصا في ظل الحرب على قطاع غزة. ومساعيه الى وقف اطلاق النار، وتطوير مشورع هدنة وفتح ممرات آمنة.

عضو منظمة التحرير الفلسطينية جواد دار علي قال إن قضية الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي كبيرة ومعقدة، ويبدأ حلها من شرعية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، ووقف مخططات الاستيطان والتهجير، وليس على حساب دول الجوار خصوصا مصر والأردن.

وأضاف أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين عندما تجاهل أصوات السلام الرامية إلى حل الدولتين، الأمر الذي أوصل المنطقة إلى الانفجار.

حضور منتدى عمان الأمنى

ويناقش المنتدى على مدار اليومين التطورات الأمنية إقليميا ودوليا، والأبعاد الإنسانية للتحالفات الأمنية وانعكاساتها على الاستقرار والتنمية.

وتعرض جلسات الخميس لحالة الردع النووي، وقضايا انتشار أسلحة الدمار الشامل، والطاقة النووية والانتشار النووي في الشرق الأوسط، وسبل الوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط؛ وآليات التحقق من نزع السلاح النووي وعدم الانتشار، يفتتحها المبعوث النرويجي الخاص لشؤون نزع السلاح السفير يورن أوسموندسن ورئيس هيئة الطاقة الذرية في الأردن الدكتور خالد طوقان.

ويحظى الموسم الخامس عشر من منتدى عمان الأمني هذا العام بمشاركة واسعة من معهد جنيف للدراسات الأمنية، ومعهد البحوث التقنية في قازاخستان.

وتشهد أعمال المنتدى تسليم الجوائز للمشاركين في مسابقة عمان الأمنية التي باتت تشهد إقبالا وتناميا واسعا وتسارعا في تطورها.

يشارك في المنتدى سفراء من عدة دول عربية وأجنبية، وأكاديميون وخبراء من أمريكا وسويسرا وإيطاليا وأسبانيا، النرويج، و السعودية والإمارات وإيران ومصر بالاضافة إلى الأردن.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *