لمحورية الأحداث والتصريحات، التى كانت في مؤتمر حكاية وطن، وإشاعتها الكثير من الأزمات والجدل في عدة ملفات حتى الآن، واعتبرها البعض تضم بنود ومؤشرات للبرنامج الإنتخابي للرئيس المرشح لولاية جديدة .
ثلاثة أيام أمضيتها، في تصفح حكاية وطن، .. وإليكم ما قرأته خلف سطور الحكاية.
أهلا بكم ..من القاهرة الإدارية، عاصمة الوطن.
– نعم .. فما العاصمة الإدارية الجديدة إلا قاهرةٌ وليدة، ولدت لتقهر أعداء جُدد، لذات الوطن التارخي الأصيل، الذي قدر له الله أن يبقي مقبرة لأعداءه، وأصطفي الله له خير أجناد الأرض، وقدر له النصر في كل زمن وعصر؛ فمن كان يتخيل أن مصر ستقدر علي النجاه من توابع زلزال ٢٠١١، الذي انتهي بخسائر علي كل مستوي واتجاه، وأن مصر تستطيع تجاوز الصراعات والانقسامات، وتقوي علي الالتفاف حول هدف البناء والتنمية، والتوافق علي رأي ورؤية واحدة، والوقوف علي قلب رجل واحد-
هذا هو أول ما تبادر إلي ذهني، لحظة عبور بوابة العاصمة الإدارية الجديدة للمرة الأولي؛ حيث لم أكن قد شَرُفت بزيارتها من قبل، فوجدت بوابتها كأبواب القاهرة الفاطمية الثمانية التي أُعدت للعبور من أسوارها، كسور جوهر الصقلي وسور بدر الدين الجمالي وسور صلاح الدين الايوبي.. أقشعر بدني وأدركت أن الزمان أدار عجلته وجري بنا ليوقفنا علي أعتاب فصل جديد من فصول بدأت حكايتها منذ ٧٠٠٠ عام من التاريخ، وجرت علي أرض شابة، يشيب الزمان عليها وتبقي بغير مشيب ، قاهرة بهية، مررت بها بإنبهار، كالذي سيكون بأعين أحفاد أحفادنا وهم يتجولون بالعاصمة الإدارية ويقولون كيف استطاعت مصر بناء هذه المدينة الأثرية بعد سنوات قليلة من خراب مدوي أتي علي الأخضر واليابس، وكيف كانت إرادتهم..
أكملت جولتي بين معالمها، حتي بلغت مقصدي، ووصلت لمقر المؤتمر، علي مشارف قاعة المؤتمر تبينت أننا نتغير للأفضل، نعمد تنظيم أنفسنا، نهتم بمساعدة وتوجيه من لا يجد طريقه، نحتفي ونرحب ببعضنا البعض، ونتجه سعيا لمقاعدنا..
وبدأ الفيلم التسجيلي بطفل يسأل جده الفنان أحمد فؤاد سليم -في الفيلم- وجدته الفنانة ماجدة ذكي، عن قصة هذا الوطن، في مشهد درامي يُحاكي الواقع، الذي يتساءل فيه الكثيرون عما حدث منذ تولي الرئيس أمانة الوطن عام ٢٠١٤ وحتي الساعة ، وانتهي المشهد بأن الجد سيروي لحفيده الحكاية وبالفعل بدأ الجد يحكي ،
وهنا خرج علينا رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي وشرع في رواية القصة وأسهب في تفاصيل التفاصيل واستعرض ٩ سنوات جملة وتفصيلا، وتعاقب الرواة من وزراء لوزارات تتقاطع أعمالها، بواقع وزيرين في كل جلسة وأتوا علي ذكر أهم الملفات وأكثرها جدلا، وانتهوا لحقيقة أن ما مرت به مصر لم يكن بالأمر الهين؛ فما حدث في ٢٠١١ ، وتلاه عام من الحكم الإخواني متفاقم الأثر، ثم ثورة شعب في ٣٠ يونيو، ثم معارك عنيفة في مقاومة الإرهاب الغادر ، ثم جائحة كورونا وصولا لحرب روسيا علي أوكرنيا وعواقبها الوخيمة علي الاقتصاد العالمي وسلاسل الأمداد والتوريد.
بدي الأمر واضحا، وبدي جليا أن رجل كل هذه المراحل الذي بدأ البناء عليه أن يكمله، وبدي لي كم النظام والتسلسل والإصرار علي احتواء كل المعوقات في سبيل الوصول لمصر جديدة قادرة علي التطور والارتقاء والمنافسة.. وهنا توقفت كثيرا ، هل من حقي أن أحلم مع هذا الرئيس الطموح المصمم العازم بهمة علي مهمته الوطنية، أم ينبغي أن أرتبك جراء الخوف من اتهام بالمجاملة وبمعني أكثر سوقية “بالتطبيل” ، التهمة التي تنتظر كل من لديه رأي داعم لحاكم بوقت سلطانه، لكن سرعان ما تنبهت أن المعارضة تختلف لأجل البناء وبسبل مشروعة بينما الهدم والإرهاب النفسي لم يكن يوما من قبيل المعارضة بل كان دوما ذراع الهدم والأجندة التي لا ترجو لمصر إلا الخراب
كيف أتنازل عن حلم الجمهورية الجديدة في سبيل الخوف من حفنة أعداء ، مجرد وجدنا في الحياة يُغضبهم، فتذكرت أن من يحب مصر سيفكر في أن استكمال الحلم هو السبيل الوحيد لحل كل المشكلات، لا الهدم ولا الهدر والبدء من جديد ، فأطلقت العنان لحلمي وإذ بالوقت يمر حتي اللحظة الحاسمة، حيث أعلن الرئيس ترشحه، ومواصلة الرسالة بصبر وعزم وأمل.. وتحدي لقوي شر كامنة، لا تبسط يدها لسلام ولا يعني لها إعمار أو مستقبل، لكن مصر عصية علي الشر وأهله وبعون الله وقدرته .. ستستمر الحكاية وسيبقي الوطن.