منذ السابع من أكتوبر والإعلام على مستوى العالم يعيش حالة تستحق الدراسة ، فلقد اندثرت قيم المهنية والموضوعية والمصداقية لتحل محلها أساليب الكذب والتضليل .
وبالنظر إلى طرفي المحرقة ، فقد نجحت حركة حماس في استخدام الآلة الإعلامية بعد توجيه ضربتها التكتيكية ، مما أسفر عن فضيحة ” بجلاجل ” لجيش كيان الاحتلال الصهيوني ، فضيحة كشفت عن إهتراء هذا الجيش وانعدام العقيدة لدى قواته ، فضيحة لن ينساها الكيان ولن ينساها العالم كله .
أما الطرف الآخر وهو قوى الصهيونية العالمية فقد حرصت منذ البداية على اعتماد مبدأ الكذب والتضليل في خطابها الإعلامي ، فنجد الرئيس الامريكي يبرر الفعل الصهيوني مشيرا إلى ذبح ٤٠ طفلا إسرائيليا ، ثم يضطر البيت الأبيض إلى نفي الحدوتة السخيفة ، ثم يكذب إعلام الكيان الصهيوني ومن خلفه الإعلام الأمريكي والغربي في حادث مستشفى الأهلي المعمداني وأن صاروخا من حماس هو الذي أصابها ، ودلسوا تقارير تدلل على كذبهم ، ثم ما لبثوا أن استكملوا قصف المستشفيات بشكل فاجر لم يخفوه بما يؤكد كذبهم .
الأمثلة كثيرة وكلها تؤكد أنهم يكذبون ، وهم يعلمون أنهم يكذبون ، ويعلمون أننا نعرف أنهم يكذبون ، أنه كذب مبين .
أمر آخر يتعلق بالإعلام ، وهو ضحايا المحرقة من الصحفيين والإعلاميين ، واستباحة ضرب مقرات المكاتب الإعلامية للقنوات الإعلامية ، أما المأساة الكبرى فكانت في عائلات الإعلاميين الذين استشهدوا جراء القصف الصهيوني ولعل الحالة التي علقت في الأذهان هي عائلة وائل الدحدوح ، هذا الأمر ملحوظ بشكل كبير في تعامل مديري المحرقة مع الإعلاميين وذويهم ومقراتهم ، ولعلنا لن ننسى كلمة وائل الدحدوح ( معلشششششش)
ستمر الأيام وسيعكف باحثو الإعلام على دراسة وتحليل الحالة الإعلامية لهذه الفترة ، ليرصدوا أبعادها ويستخلصوا ملامحها .
وأخيرا .. دعوني اقترح على الإعلام العربي والإسلامي اعتماد مسمى ” المحرقة الصهيونية العالمية ” على تلك حرب الإبادة الدائرة في غزة .
عمرو محسوب النبي