جاءنا الآن
الرئيسية » التحليل اللحظي » إبراهيم الصياد يسطر: السيناريو السورى في السودان!

إبراهيم الصياد يسطر: السيناريو السورى في السودان!

قبل 6 أشهر اندلعت الحرب السودانية السودانية ، التي عصفت باستقرار هذه الدولة العربية الأفريقية بشكل أثر بلاشك على دول الجوار، وفي مقدمتها مصر ، وهذا أمر طبيعي لأن السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر ، وهناك علاقة وثيقة بين الأمن القومي المصري واستقرار الشعب السوداني الشقيق في جنوب الوادي

وقد توقعت كل ماحدث في السودان منذ سيطرة الإخوان على السلطة لمدة 30 عاما من عام 1989 حتى عام 2019 تخلل هذه الفترة تقسيم السودان إلى سودانين شمالي وجنوبي في عام 2011 وجاءت دولة جنوب السودان التي لا تنتمي للمنظومة العربية !

ماذا أصبح الحال في السودان بعد ستة أشهر من قتال مستمر بين رفقاء الأمس وأعداء اليوم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ،نجد أن سيناريو سوريا بات يبدو في الأفق السوداني وهو أمر متوقع حدوثه بعد أن تعثرت تقريبا كل محاولات الوساطة العربية والأفريقية والدولية لتسوية الأزمة التي راح ضحيتها حتى الآن 7 آلاف قتيل ونجم عنها نزوح أكثر من 5 ملايين لاجئ !

فاقم الموقف على الأرض خبران توقفت أمامهما : ▪️ الأول انتشار وباءين في منتهى الخطورة الكوليرا وحمى الضنك بسبب تردي الأحوال الصحية وسقوط الأمطار الموسمية خاصة بعد خروج معظم المستشفيات من الخدمة

▪️ الثاني لجوء الجيش إلى استخدام ميليشيات مسلحة لقتال قوات الدعم السريع وهي كتيبة البراء التابعة للإخوان التي تعتبر من أكبر التنظيمات المسلحة في السودان وعلى علاقة وثيقة بتنظيم داعش !

ويعتقد على نطاق واسع أن “كتيبة البراء”، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح اعمارها بين 20 و 35 عاما.

ويأتي معظم عناصرها من تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق.

هذه التطورات تعني حقيقتين:
▪️الحقيقة الاولى أن هذه الدولة التي تتعرض لخطر التقسيم من جديد في حاجة ماسة لوقف القتال اولا وتدفق المعونات الإنسانية الطبية والغذائية وكم كنت ارجو أن تتقدم جامعة الدول العربية بمبادرة لحقن الدم العربي المراق بدم بارد في السودان من خلال عقد قمة استثنائية خاصة بالسودان قبل ان يتصاعد الوضع بشكل أكثر خطورة ويخرج عن السيطرة

▪️الحقيقة الأخرى هي وجود العنصر الإخواني الان داخل المعادلة السياسية والعسكرية السودانية بما يؤكد أن هناك طرفا يصب الزيت على النار ليؤجج الحرب ويفسر لنا أسباب فشل جهود حل النزاع حتى الآن وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إن السودان قد انزلق إلى قاع البركان !
ابراهيم الصياد

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *