إسلام كمال ووحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
في الوقت الذي كان يركز فيه البعض بالاستهداف الناجح لقاعدة بحرية عسكرية إسرائيلية بإيلات بمسيرة انتحارية، رصدنا تواصل عملية تخمير لفتنة كبيرة بين قيادات السلطة الفلسطينية وحركة فتح من ناحية وفصائل المقاومة الفلسطينية في مقدمتها حماس والجهاد، وصلت للتخوين والهتافات المتجاوزة في شوارع رام الله ضد الأطراف المختلفة ، والتى وصلت للإصابات، بل وتدعى أطراف وصلت للقتل.
الأمر الذى أدى لمواجهات واشتباكات في شوارع رام الله خلال الساعات الأخيرة، بين عناصر الفصائل المختلفة، بعد اعتياد التجاوز في حق الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتخوينه ، مما اضطر لتدخل الأمن الفلسطيني.
كل هذا والاحتلال لا يتوقف عن اقتحام كل مدن الضفة، والسلطة والفصائل في المقابل انشغلوا بمواجهة بعضهم البعض ، ولا يقدرون من يموتون جوعا وقتلا واغتصابا في غزة التى أبيدت عن أخرها، طوال حوالى ستة أشهر ، ولا نعرف متى إذا يجتمعون على كلمة في مواجهة العدو ، وهم في نكبتهم الثانية؟!
أجواء الفتنة التى تفاقم النكبة الثانية
وبالطبع كان من المنطقي أن تعلو أصوات الفتنة مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الفلسطينية ، والتى فاقمت الأزمة لأن الرئيس الفلسطيني أبو مازن لم يراجع في أى أسماء أركانها تقديرا للظروف الكارثية والمصيرية التى تمر على القضية، وإغلاقا لمخططات الفتنة التى ترعاها إسرائيل ومن على شاكلتها.
وليس غريبا أن تتردد أنباء من نوعية محاولات دخول عناصر أمنية فلسطينية مع المساعدات الإنسانية العابرة من معبر رفح ، وقيل أنهم تابعون لرئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ، والذي اقترحته إسرائيل لقيادة إدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب، وكأنهم يرتبون لحرب أهلية تفتك بأطلال القطاع وهؤلاء الجوعى النازحين من مكان لآخر، بعد انتهاء اجتياح رفح وتقسيم غزة ، والعواقب الأخرى التى لا يتصورها الكثيرون وتحدثنا فيها قبل ذلك، ومنها الممر الاقتصادي الهندى القبرصي ، والآن إفشال اليوم التالى أساسا ، وبالتالى لا يكون هناك أساسا دولة فلسطينية
بدلا من الاتحاد .. لحماية الغزاوية .. يأكلون في بعض
..وللأسف بدلا من الاتحاد لمواجهة الاحتلال في الباقي من غزة وحماية هؤلاء الجوعى الذين يقاسون من كل جرائم الحرب الذي يتمزج بها الاحتلال المريض ، ومنها جرائم اغتصاب الفلسطينيات في مستشفي الشفاء، اشتعلت شوارع الأردن فيما أسموه طوفان الغضب .
وبدلا من توجيه الغضب للاحتلال ، وجهوه لبعضهم البعض ، بل ودعت أصوات من المتجمهرين أمام السفارة الإسرائيلية بعمان، للمصريين باقتحام الحدود لحماية الفلسطينيين، والتأليب بين الفلسطينيين في الضفة الغربية..في أدلجة متواصلة للقضية الفلسطينية ، وكأنهم لا يرون إلى ماذا أوصلونا ببحثهم عن مصالحهم الخاصة، التى تمنح الاحتلال الفرصة للقتل والسفك والفوضي والدمار والاغتصاب والنهب والتوحش، والإنهاء تماما على القضية الفلسطينية.
المحاولات المصرية رغم الأجواء العصيبة
وتحاول القاهرة بقوة. من وراءها قوى مختلفة للوصول لهدنة في غزة رغم التعنت الإسرائيلي ، لكن هناك محاولات لتثوير الشارع في مصر بعد الأردن وسوريا على خلفية المعاناة التى يقاسيها الفلسطينيون بتوريط مصر فيها وتحميلها المسئولية بعدة ترويجات متشابهة مع الإدعاءات الإسرائيلية ، رغم الرد المصري بالقول والفعل منذ بداية الأزمة وحتى الآن.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أجرى اتصالاً هاتفياً نهاية الأحد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، هنأه خلاله على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الدكتور محمد مصطفى، متمنياً لها التوفيق في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
اتصال السيسي بأبومازن ورسائله وتوقيته
أكد السيسي حرص مصر الدائم على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم للشعب والقيادة الفلسطينية. كما تناول الاتصال مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وتطورات الجهود التي تقوم بها مصر بهدف التوصل للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وزيادة تدفق المساعدات الإغاثية لجميع أنحاء القطاع.
وشدد الرئيسان كذلك على مواصلة العمل من أجل التسوية العادلة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
الاستهداف الناجح لقاعدة بحرية عسكرية في إيلات
فيما اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية فجر الاثنين، أن طائرة مسيرة انتحارية أصابت القاعدة العسكرية البحرية في مدينة إيلات جنوبي فلسطين التاريخية ، وإدعت اعتراض طائرة مسيرة في سماء إيلات رغم أن الفيديوهات الإسرائيلية نفسها توثق الاستهداف الناجح للقاعدة العسكرية الإسرائيلية .
وكانت قد أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى ، التى تنال الدعم الأمريكي ، الأحد اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس ، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله في الضفة الغربية.
تشكيلة الحكومة الفلسطينية وتصنيفاتها
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الحكومة الجديدة الـ19 تتألف من 23 حقيبة وزارية، بجانب احتفاظ مصطفى بوزارة الخارجية. كما احتفظ وزير واحد بمنصبه في التشكيلة الجديدة، وهو وزير الداخلية، فيما شملت تشكيلة الحكومة أربع وزيرات و8 شخصيات من قطاع غزة.
وجرى استحداث وزارتين، وهما الصناعة وشؤون الإغاثة تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.
إدانة حماس والجهاد للحكومة الفلسطينية
وأدانت 4 فصائل فلسطينية، بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في 15 مارس الجاري في بيان مشترك تكليف الرئيس عباس، لمصطفى بتشكيل حكومة جديدة دون «توافق وطني»، في خطوة اعتبرتها «تعزيزاً لسياسة التفرّد وتعميقاً للانقسام».
وكان الرئيس الفلسطيني قد كلف مصطفى في 14 مارس الجاري بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفاً لحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد اشتية
الحكومة الفلسطينية ال١٩
جاء تكليف مصطفى الذي يرأس صندوق الاستثمار الفلسطيني بعد أن وضعت حكومة اشتية استقالتها على طاولة الرئيس عباس في 26 فبراير الماضي.
وتعد حكومة مصطفى هي رقم 19 في تاريخ السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام المرحلي مع إسرائيل عام 1994.