وحدة الرصد السوشيالى ووحدة ثقافة/إندكس
ردود فعل واسعة خلال الساعات الأخيرة تبلورت مع إعلان الكاتب يوسف زيدان انسحابه من قيادة مركز تكوين، على خلفية الخلافات التى أثيرت حوله خلال الفترة الأخيرة.
الغريب أن الانسحاب جاء بعد أيام من حواره مع البي بي سي الذي دافع فيه بقوة عن تكوين، علق أن التردي المجتمعي العام يلزمه تضامن المفكرين والأدباء والفلاسفة لتصحيح المفاهيم ،،،فكيف يتخلي مولانا عن دوره الرائد في تنوير عقول اظلمتها تيارات أرادت بهذا الوطن سوءاً ؟؟
ونوعت التعليقات وردود الفعل ضد انسحاب زيدان، فقال أحدهم نحترم ونحب قلمك وما تسرده من أفكار وعرضك للرؤي فأرجو أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي قنطرة لنتلقي بها الوعي وننهل منها نور المعرفه وقبول الرأي الآخر ،،
واخيرا أرجو من سيادتكم التراجع عن هذا القرار وأن تستمر في إنارة طريق مظلم ينتهي بوحل رجعية وإعطاب العقل.
وقال آخر : أذكر تصريحاً لك د. يوسف منذ عشر سنوات وعقب استقالتك من مكتبة الإسكندرية ومحاضرتك حول صلاح الدين الأيوبي وهذا نصه:
لأنني تأكدتُ من أنني كنت حتى اليوم أحارب طواحين الهواء؛ أُعلن الآتي: اعتبارا من هذه الليلة، سأتوقّف عن أي فعلٍ وتفاعلٍ ثقافي في مصر والبلاد العربية. وسأنقطع عن الكتابة الأسبوعية في جريدتي (الأهرام) و(الوطن) (وأي جريدة أخرى).. وسأكفّ عن كافة الاجتهادات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية التي أُقيمها في القاهرة والإسكندرية، وغيرهما من المدن المصرية. ولن أشارك من الآن فصاعدا، في أي حدثٍ عامٍ، ثقافي أو غير ثقافي في مصر أو في غيرها (ويتضمّن ذلك اعتذاري عن عدم سفري إلى المغرب بعد غدٍ، لإقامة عدة أنشطة فكرية وثقافية في الرباط)».
فما الذي أثناك عن قرارك وأعادك لما ليس منه رجاء من فعل ثقافي؟
و كفى بالجملة الأخيرة من كلام حضرتك وهي :
الواقع العربي المعاصر ، الذي بلغ حداً مريعاً من التردي ..
وقال ثالث: نكون قد فهمنا و أدركنا .. السبب !
و هنا كلمة المعاصر قد تأتي من الواقع الحالي ومن المعاصرة ، و أيضاً يمكن تأولها على من معناها الآخر :
المعاصر ! التي تعصر الزمن المبتلى الذي نمر به ، و أمامنا ما يجري على أرض العراق و غزة و السودان و سوريا و اليمن و .. ربنا يستر ، من الأسوء !!
فهل هناك أسوأ !؟
و لكننا دائماً و أبدا .. يحدونا الأمل ، بعام كالذي ورد في سورة يوسف
{ ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون }
وقال متابعة للكاتب : .. وما الكتابة و اللقاءات الواعية .. إلا هي المعاصر التي ستبقى باقية راقية على مر الزمن المعاصر و الماضي و القادم .
معك نحن بتكوين و من غير تكوين .. لأن فكرك المنير ، المكون الأساسي في بناء الفكر الواعي النقي عند الإنسان العربي .
مولانا ، معك لآخر المشوار
سلاما لروحك ياابن رشد…
دوار يازمن..
وقال آخر: أقسم أن هذه الأمة الجدلية حد السيف وعقم العقول لن تقوم لها قائمة بين الأمم..
أمة عقيم ولادة للمسطحين والهامشيين وغلاظ القلوب..
تحياتي أستاذي لك السوودد دعهم في طغيانهم يعمهون
استغرب اتهام الدكتور بالانسحاب هربا من الضغط الخارجي ؛ وهو المناضل التنويري بفكره وعطائه رغم كل أشكال الهجوم طوال ماضيه المشرف..
اظن الأمر متعلقا بالمؤسسة ذاتها، ربما تمويلها، ربما آليات العمل وتقاسم الأدوار، ربما تكشفت له حقائق حدت به للانسحاب، وغير ذلك من احتمالات ..
لكن المؤكد أن مؤسسة أو هيئة مدنية ترفع شعار التنوير؛ لن تسمح بها دولة ترفد مراكز تفريخ الجهل بالمليارات، وتولي الظلاميين مراكز حساسة في ميادين التربية والتعليم والشباب وغيره، فإن سمحت فإن وراء الأكمة ما سينفرط معه عقد الفريق العامل في المؤسسة إلا مِمن يجد فيها غاية لا شأن لها بالعمل التنويري .
وقال متابع : لا تنوير بدون أنظمة ونخب سياسية تفرض اصلاحات إقتصادية تقود لمجتمع مدني حقيقي والمجتمع المدني والمتنور لا يتحقق بدون صناعة كل الدول وصلت للمدنية والتنوير عن طريق اصلاحات بالنظام السياسي مش عن طريق مؤسسات لا حول لها ولا قوة بأي قرار أو تشريع أو تنظيم يمس حياة البشر.
وأشار محب للكاتب: اندلعت التعليقات و اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي و الغير اجتماعى على خبر استقالة د (يوسف زيدان) من (تكوين). تنوعت التعليقات بين الشماتة و الشفقة و الاستعلاء و الإهانة و الغضب و الحزن و الخوف و القلق و غيرها من التنويعات. و هنا سأنقل لكم بعض ما قاله من نعتبرهم التنويرين او المعتدلين أو حتى المثقفين و لن اهتم بما قاله السلفيين او الأزهريين او حتى الإعلاميين اوكيه. على صفحة (ايزيس سيد القمنى) كتبت ” لو كان خيرا لبقى معلش ! و إيموجى ضاحك ساخر و أضافت فى رسالة إلى والدها سيد القمنى ” إزاي كنت قادر على كل دول و كل ده لوحدك؟
دي مؤسسات و فلوس و دول مش قادرين يصمدوا في معركة انت خضتها بشرف و عظمة و كبرياء و تمكن ٣٠ سنة
دفعت فيها تمن صحتك و ممتلكاتك و وقتك و راحة بالك و أمانك. إزاي كل يوم بتثبت إنك بطل أسطوري كده؟!
ازاي كل يوم بتثبت لنا انك كنت صح؟
ان منهجك كان هو الأبقى؟
ان كل محاولات الالتفاف و التجميل لن تجدي
ازاي لسه دايس على رقابهم كده لحد دلوقتي ؟
صاحب القضية الحقيقية محدش بيرسم له الطريق..
هو اللي بيرسمه. و رسالتها هذه واضح انها موجهة إلى زيدان شخصيا.
و سخر( ايمن عجمى) قائلا: ” هم حددوا موعد مباراة اعتزال السيد زيدان من تكوين و لا لسة ؟ و كتب احدهم هو خلع بسرعة كده من غير ماتش اعتزال حتى ؟ فرد عليه (ايمن عجمى) ساخرا : ” يا حرام ملحقش ياخد دورى و لا كاس حتى ! و قال احدهم ” الضغوط المجتمعية على اى حد بيشتغل من داخل مصر كبيرة جدا ! رد عليه (ايمن عجمى) حقيقي جدا انسحاب (يوسف زيدان) دلالة على الواقع المؤسف و البيئة المحبطة الغير مشجعة” و هنا رد عليه آخر ببوست عن عبارة قالها (كانط) “التنوير هو خروج الإنسان من حالة العجز الذاتي وحالة الضعف التي وضع بها نفسه وهي الحالة التي يعجز فيها الإنسان عن إستعمال عقله إلا بتوجيه إنسان آخر نتيجة إفتقاره للشجاعة والحزم اللذان يحفزاه على إستعمال عقله الخاص” و آخر قال “مع كامل احترامي وتقديري لك
هذا ليس مدعاه للسخريه والتندر
هذا مدعاه للأسي والحزن ومدي القهر بل والعهر اللذي ألم بهذا البلد نختلف او نتفق معهم ولكن القهر والتسلط حاكم ومستبد تحياتي لحضرتك”
و أضاف آخر: “لهذا تسجل اسماء مثل كوبرنيك وجاليليو ونيتش وروسو بحروف من ذهب لانهم رفضوا الضغوط وتخلوا عن امتيازاتهم من اجل التعبير عن افكارهم” و بعيدا ان (جاليلو) تراجع و تخلى عن أفكاره بعدما حطوا السيخ المحمى فى صرصور ودنه إلا انها حقيقة فأساطير الفلاسفة و المفكرين و التنويرين هم الذين تمسكوا بمشروعهم للنهاية. يقول البعض : ” هو يعنى د (يوسف زيدان) مكنش عارف تبعات انضمامه لتكوين ! مكنش عارف الضغوط المجتمعية و الخبل الجماعى الذى سيتعرض له ! مكنش عارف منذ البداية الإحباط الرهيب الذى سوف يزرعه بإستقالته فى قلوب و عقول و نفوس كل من أمن بالتنوير و كل من حداهم الأمل فى التغير ؟ أكيد كان يعلم ! و لكن هل يعلم أيضا مدى الإحباط و فقدان الأمل و اليأس و الخوف و القلق الذى سيشعر به قرائه و محبيه و متابعيه!
إن ما حدث اليوم بانسحاب (د يوسف زيدان) و توقعات البعض بأن الإيقاف الرسمى و بطش الدولة التى تحمى حراس الإتاحة هو مسألة وقت فحسب. ان اخطر ما يحدث الان هو حالة اليأس الجماعية التى دبت فى النفوس. الواحد يتعجب من حملات الشماتة و السخرية و الاستهزاء و إلقاء الاتهامات بالجبن و الخداع و الكذب و الخيانة و غيرها. كما لو انه فرح و الكل داخل بينقط ! الكل هايص فى حالة خبل جماعى أسوأ من عنبر الخطيرين فى مستشفى المجانين و الجميع مش واخد باله ان البيت بيولع فالنار مشتعلة فى كل مكان و المنزل محاصر بالنيران من كل جانب.
اليوم تم قصف محطات الكهرباء فى السودان و الأوضاع ازدادت خطورة و رعبا و فى غزة تم قصف مخيمات رفح للمرة الالف و مجازر اعتدم على سماعها و لا تحرك فيكم ساكنا !!! و اليوم وزير النقل اللبنانى عمل مؤتمر صحفى يرجو فيه السفراء الاجانب لزيارة مطار لبنان الأول رفيق الحريرى لكى يتأكدوا انه لا يتم تهريب اسلحة عبر المطار كما اعلنت الصحف الغربية صباح اليوم و خصوصا جريدة التلغراف الانجليزية مم جعل مطار بيروت الدولي من ضمن بنك إهداف إسرائيل و أكثرها أولوية فى الحرب الوشيكة بين حزب الله و الجيش الاسرائيلي. و لو نظرت من أعلى قليل ستجد أن أوكرانيا قصفت جزيرة القرم بعدة صواريخ أمريكية حديثة و دقيقة طويلة المدى أسقطت معظمها وسائل الدفاع الجوى الروسية و لكنها فشلت فى إسقاطهم جميعا مما أدى سقوط أحدهما على إحدى الشواطىء مما أدى الى مقتل و إصابة المئات من ضمنهم أطفالا مما أشعل غضب (بوتين) و ألذى أعلنت المتحدثة باسم الكريملين بأن الرد الروسي سيكون قاس جدا و سيطال الجميع بما فيهم حلف الناتو نفسه بعد الضوء الأخضر من الرئيس (بوتين). وسط كل هذه النيران التي تحيط بك من كل جانب تجد الجميع فى حالة خبل و جنون جماعى و لا اعلم علاج له بصراحة. (حازم شوقى) تامبا فلوريدا الاحد ٢٣ يونيو ٢٠٢٤.
عن الكاتب
