جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » إسلام كمال يحلل:لماذا تهدد مصر إسرائيل الآن بالذات بسحب السفير؟!

إسلام كمال يحلل:لماذا تهدد مصر إسرائيل الآن بالذات بسحب السفير؟!

إسلام كمال
في تطور منطقي للاستفزازات الإسرائيلية ضد مصر منذ العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد غزة بالذات، وبعد حوالى أربعة شهور من الفوضي والدماء والتهجير والوحشية والأكاذيب والحملات الموجهة ومخططات الوقيعة ، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الدولية عن مسؤولين مصريين، أن القاهرة وجهت تحذيراتها إلى تل أبيب من أية هجمات على محور فيلادلفيا، ومن حدوث أي موجات نزوح للفلسطينيين، ستصل بالعلاقات المصرية الإسرائيلية لمنحنى خطير.

وأشارت الصحيفة الأمريكية اليوم السبت إلى أن القادة المصريين حريصون دائما على إظهار دعمهم الكامل للفلسطينيين، ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة فضلا عن تحذير القاهرة المستمر من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومواجهة هذه الرؤي من قبل الإسرائيليين سيكون له رد مناسب من القاهرة.

وأفادت الصحيفة بأن القاهرة بحثت بشكل جدي سحب سفيرها من تل أبيب، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يكن مصادفة وإجراء عابر رفضه التواصل مع نتنياهو للتحدث معه، حينما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي التواصل.

وذكرت أيضا أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في أدنى مستوياتها منذ عقدين من الزمن.

لكن ماذا تعنى خطوة سحب السفير المصري بتل أبيب، في هذا الوقت بالذات، خاصة إن المتواجد انتهت مدته، وبالذات أن التواصلات بين مصر وإسرائيل خلال فترة العدوان تتم عبر الدوائر المخابراتية والأمنية عبر رئيس الشاباك والمنسق العسكرى بالضفة المحتلة الجنرال غسان عليان، وفي المقابل الفرق المخابراتية المصرية بقيادة السيد عباس كامل والعديد من الرموز الوطنية المصرية.

الموقف المصري بدأ في الرد العلنى على الاستفزازات الإسرائيلية في عدة مشاهد من التصفية الدموية للقيادى الحمساوي صالح العارورى ، بقطع جهود الوساطة لعدة أيام، والهجوم المصري على إسرائيل ردا على الإتهام الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر المسؤولة عن وقف المساعدات الإنسانية بإغلاق معبر رفح.

ومن المواقف المصرية المحورية، رفض مصر المشاركة في التحالف الدولي ضد الممارسات الحوثية في باب المندب، رغم التضرر من هذه الهجمات بتراجع إيرادات قناة السويس حتى خمسين في المية، لكن القاهرة شددت على أنه لا فاصل بين هذه الهجمات الحوثية والعدوان الإسرائيلي ضد غزة، وإن تم وقف إطلاق النار في القطاع ستتم وقف الهجمات في باب المندب، وهذا حدث بالفعل في الهدنة الأولى.

بخلاف محاولات الإحراج والوقيعة المختلفة من إسرائيل حيال مصر، والتى ترد عليها مصر من حين للآخر، وانتقلت المواجهات إلى مربع جديد مع الهجمات الإعلامية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية ضد مصر، واتهام مصر بتهريب الأسلحة بل والقيادات الحمساوية والأسري عبر الأنفاق الحدودية ، ووصل الأمر إلى الترويج لإعادة احتلال محور فيلادلفيا واتهام مصر بالتقصير في حماية الحدود.

وكانت مخططات الترنفسير بكل أنواعها وأمداءها، تضر المصريين كما الفلسطينيين ، وبالتالى كانت نقطة التصعيد الأساسية بين مصر وإسرائيل، لأن تل أبيب رفضت كل الروايات المصرية المواجهة، وأصرت على مخططاتها بإيماء الأمريكيين والأوروبيين بالضغوط على مصر ، مستغلين الأزمات الاقتصادية والإقليمية الطاحنة على مصر ، من الأزمة الاقتصادية وحتى السد الإثيوبي.

ووصل الأمر إلى أن هددت أصوات سياسية وعسكرية مقربة من نتنياهو بتوجيه ضربات عسكرية لمصر، وفى مقدمتهم أڤيجدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، الذى يتعالى سياسيا خلال الأيام الأخيرة، حتى وصل للقوة الرابعة السياسية الآن.

وقالت الصحيفة إن حرب غزة تفرض حسابا على العلاقات المصرية الإسرائيلية الحساسة، موضحة أن مصر كانت أول دولة عربية تعترف بإسرائيل في العام 1979. 

ونادرا ما كانت العلاقات ودية بين الطرفين. ونادرا ما يلتقي المدنيون من البلدين بعيدا عن منتجعات البحر الأحمر.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *