وحدة الشئون النيلية
وسط استمرار انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت لليوم الثالث على التوالي، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولى على بذل كل ما هو ممكن لوقف الحرب فى السودان، قائلا إن «ما يحدث أمر مروع».
وقال جوتيريش فى مؤتمر صحفى بمقر المنظمة الدولية، إنه لا يوجد حل عسكرى للصراع، والذى بدأ فى منتصف أبريل 2023، مشددا على أن استمرار القتال» لن يحقق أى حل، لذا يجب علينا وقف ذلك فى أقرب وقت ممكن».
وقال جوتيريش إن الوقت قد حان لكى يبدأ الخصمان المتحاربان – قائد الجيش السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد ميلشيات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو – فى الحديث عن إنهاء الصراع، الذى أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، وأدى إلى فرار أكثر من 7 ملايين من منازلهم.
داخليا، استمر انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت لليوم الثالث على التوالي، فى نحو 95 % من مناطق السودان، مما أدى إلى تزايد المخاوف بشأن التداعيات الإنسانية والصحية والاقتصادية، التى من الممكن أن تنجم عن عزل البلاد.
وتوقفت خدمات شركات الاتصالات الثلاث بشكل جزئى فى معظم ولايات السودان، ثم عادت بشكل متذبذب، قبل أن تنقطع بشكل كامل الأربعاء الماضي، الأمر الذى تسبب فى شلل شبه كامل لأنشطة المصارف، وبعض خدمات التحصيل الضريبى والجمركى فى موانى البلاد المتحدة الجمعة أن الحرب الدائرة في السودان قد تتسبب بسوء التغذية الشديد بالنسبة الى أكثر من 700 ألف طفل هذا العام، محذّرة من أن عشرات الآلاف قد يموتون في غياب مساعدات إضافية كبيرة.
وحضّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) العالم على التوقف عن غض النظر عن الكارثة التي أحدثتها الحرب الأهلية الدائرة منذ عشرة شهور.
وقال الناطق باسم المنظمة جيمس إلدر للصحفيين في جنيف إن “تداعيات الأيام الثلاثمئة الماضية تعني أن أكثر من 700 ألف طفل سيعانون على الأرجح من أكثر أشكال سوء التغذية تسببا للموت هذا العام”.
وأفاد إلدر الذي عاد للتو من زيارة للسودان “لن يكون بإمكاننا علاج أكثر من 300 ألف منهم من دون تحسين إمكان الوصول إليهم وفي غياب الدعم الإضافي”.، وتابع “سيموت عشرات الآلاف على الأرجح”.
أسفرت الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل العام الماضي بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو عن مقتل آلاف الأشخاص حتى الآن، وفق خبراء الأمم المتحدة.
يشمل العدد ما بين 10000 و15000 شخص قتلوا في مدينة واحدة في إقليم دارفور غربا، وفق خبراء الهيئة الدولية.
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، اذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
ويعني تفاقم سوء التغذية إضافة إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا أن الأطفال يموتون بالفعل.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم المكتظ للنازحين في دارفور.
وتسببت الحرب بإحدى أكبر أزمات النزوح في العالم إذ فر حوالى ثمانية ملايين شخص من منازلهم، نصفهم أطفال.
وأشار إلدر إلى أن ذلك يعادل “13 ألف طفل كل يوم على مدى 300 يوم”.
ولفت إلى “زيادة بنسبة 500 في المئة” خلال عام واحد في حالات القتل والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال للقتال.
وقال “يعني ذلك أعدادا صادمة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم. وهذه الأرقام ليست إلا قمة جبل الجليد”، مشددا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وزيادة المساعدات.
ناشدت الأمم المتحدة هذا الأسبوع الحصول على 4,1 ملايين دولار لمساعدة المدنيين داخل السودان وأولئك الذين هربوا إلى الخارج كلاجئين.
وطلبت يونيسف تخصيص 840 مليون دولار من هذا المبلغ للمساعدة في الوصول إلى 7,6 ملايين من الأطفال الأكثر عرضة للخطر.
أوضح إلدر أن 75 في المئة من المبلغ الذي ناشدت الهيئة جمعه العام الماضي بقي من دون تمويل وحض المانحين على القيام بالمزيد.
وقال “على العالم التوقف عن غض النظر” عما يحدث، متسائلا “أين إنسانيتنا إذا سمحنا باستمرار هذا الوضع؟”.