وحدة الشئون الإسرائيلية ووحدة الشئون الأمريكية
تصدرت القصة الملفقة التى روجت لها شبكة السي إن إن الأمريكية ، حول إدعاء أن المخابرات المصرية غيرت في مقترحات مفاوضات هدنة غزة، دون علم أحد، الصحف الإسرائيلية لتكتمل الحملة الأمريكية الإسرائيلية ضد مصر، والتى تزامنت مع حوار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالشبكة هاجم فيه قرار الجنائية الدولية وعرض كل أراءه المختلة،وصفي حساباته مع الجميع، بما فيهم مصر.
المواقع الإسرائيلية أبرزت الترويجات الأمريكية حول قولهم: “لقد خدعنا”: المصريون غيروا سرا شروط صفقة الرهائن، وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية غاضبا
تفاصيل القصة الملفقة
وتفيد القصة الملفقة المتفق عليها أمريكيا وإسرائيليا بالطبع، ردا على الموقف المصري لأى تعاون مع إسرائيل في معبر رفح، بعد احتلاله، او التورط في إدارة القطاع فيما يسمونه باليوم التالى ، أنه بعد ثلاثة أسابيع من موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار وإدراك إسرائيل أن هذا ليست نفس الخطوط العريضة، تم الكشف عن تفاصيل جديدة على شبكة سي إن إن.
يدعون أن نائب رئيس المخابرات المصرية قام بتغيير التفاصيل سراً وقدم الخطوط العريضة لحماس – دون علم الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل بذلك، وكانت حماس متأكدة من أنه “سيكون هناك اتفاق غدًا”، وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية “يتصاعد الدخان” من أذنيه”، غضبا، لكنهم لم يستطيعوا إيجاد تبرير واحد لإقناع الناس بهذا الإدعاء المفضوح.
تلفيق معلومات عن تغيير المخابرات المصرية شروط الصفقة
تدعى السي إن إن والمواقع الإسرائيلية من وراءها، أن المخابرات المصرية غيرت سرا شروط صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، بعد أن وافقت عليها إسرائيل بالفعل. هذا ما نقلته شبكة “سي إن إن” الليلة الماضية (الثلاثاء)، عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.
وبحسب المصادر التى لم تذكر أى تفاصيل عنها، فإن الاتفاق الذي أعلنت حماس في 6 أيار/مايو موافقتها عليه ، لم يكن الاتفاق الذي يعتقد القطريون والأميركيون أنهم قدموه إلى حماس لمراجعته بشكل نهائي.
غضب إسرائيل وأمريكا وقطر
أدت التغييرات التي أجرتها المخابرات المصرية إلى غضب المسؤولين في إسرائيل – وكذلك في الولايات المتحدة وقطر – وأدت إلى حقيقة أن محادثات وقف إطلاق النار وصلت الآن إلى طريق مسدود. وقال أحد المسؤولين للشبكة الأميركية: «لقد خُدعنا جميعاً».
وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، الذي قاد جهود الوساطة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق، في المنطقة عندما أصبح من الواضح أن المصريين غيروا شروط الصفقة. غاضباً ومرتبكاً، كما قال المصدر نفسه –
خارج الحلقة وعدم الإبلاغ عمدا
واعتقد أن هذا جعله يبدو وكأنه “خارج الحلقة”، أو كشخص لم يبلغ إسرائيل عمداً بالتغييرات ( في ذلك الوقت، دعونا نتذكر، كان الأمر كذلك).
وبحسب المصادر المزعومة، فإن ضابط المخابرات المصري الكبير أحمد عبد الخالق -نائب رئيس المخابرات بالقاهرة عباس كامل- هو المسؤول عن التغييرات في بنود الصفقة. وقال أحد المصادر المطلعة على المحادثات إن عبد الخالق قال شيئا لإسرائيل، ولحماس شيئا آخر. وقد تم تضمين مطالب إضافية من حماس في الخطوط العريضة التي وافقت عليها إسرائيل من أجل الحصول على موافقة حماس – ولكن لم يتم إبلاغ الوسطاء الآخرين بذلك، ولا الإسرائيليون. وقال المصدر: “حماس قالت لشعبها: سنتوصل إلى اتفاق غدا”.
الحكومة المصرية لم ترد وفق ترويج السي إن إن
وقال المصدر المجهول : “كان لدى جميع الأطراف انطباع بأن المصريين قدموا نفس الوثيقة التي وافقت عليها إسرائيل والتي كان الوسطاء الآخرون على دراية بها”. لكنهم قالوا إن المصريين غيروا التفاصيل في الواقع. وكتبت شبكة سي إن إن أن الحكومة المصرية لم ترد على هذه الاتهامات الخطيرة.
وبحسب التقرير، فإن التغييرات أجراها المصريون بعد نحو أسبوع من زيارة وفد من القاهرة لإسرائيل، نهاية أبريل/نيسان الماضي، من أجل تلخيص التفاصيل النهائية للمخطط الذي تم وضعه، وهو المخطط الذي وافقت عليه إسرائيل إلى تنازلات أكبر بكثير من تلك التي وافقت عليها في الماضي.
التغييرات المروجة تتعلق بإطلاق سراح عدد أقل من المختطفين..مقابل عدد أكبر من الأسري!
ويدعون أن التغييرات تشمل، إطلاق سراح عدد أقل من المختطفين، مقابل المزيد من السجناء الأمنيين، وكذلك إعادة عدد غير محدود من اللاجئين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وفي ذلك الوقت، وصفت الولايات المتحدة العرض بأنه “سخي للغاية” من جانب إسرائيل ، لكن أحد المصادر قال إنه عندما عاد المصريون من إسرائيل وتشاوروا مع حماس، أصبح من الواضح أن المنظمة لا تزال غير قادرة على قبول ما تقدمه إسرائيل. قد وافق على – وبالتالي تم إجراء التغييرات على العرض.
مصادر مجهولة .. وقطر تبلغ الموساد
وقال اثنان من المصادر المجهولة التي تحدثت إلى شبكة CNN، إنه بعد علمه بهذه التغييرات، أبلغ رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني رئيس الموساد ديدي بارنياع أن مصر تتصرف بمفردها. وبحسب ما ورد حاول آل ثاني، إلى جانب رئيس وكالة المخابرات المركزية بيرنز، “إنقاذ” الصفقة وموازنة العرض مع العناصر التي كانوا يعلمون أن إسرائيل ستطالب بها.
لكن هذه الجهود باءت بالفشل فعليا، ولم تسفر جولة أخرى من الاتصالات بين وفود من غير النخبة في القاهرة عن أي تقدم. وبعد يومين من رد حماس في 6 مايو/أيار، عاد بيرنز إلى واشنطن وقال المسؤولون هناك إن المحادثات “توقفت”. والآن ما زالوا في طريق مسدود. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن ردا على سؤال عن سبب محاولة المخابرات المصرية المضي قدما في التغييرات دون استشارة الأطراف الأخرى: “هذا غير منطقي”.
لا تفاصيل حقيقية ومقنعة في القصة الملفقة
ولم يحدد تقرير CNN بالضبط ما هي التغييرات التي أدخلتها مصر، ولكن تم التأكيد على أن نقطة الخلاف الرئيسية هي صياغة الاقتراح الذي تناول إمكانية إنهاء الحرب – وهو مطلب ترفضه إسرائيل بشدة – وأن وتحدث الاقتراح الذي وافقت عليه حماس عن التوصل إلى “سلام مستدام” في المرحلة الثانية.
وتشير شبكة “سي إن إن” إلى أنه قبل يوم واحد من إعلان حماس قبولها للاقتراح نفسه، قال مسؤول مصري للشبكة الأمريكية إن مصر تلقت رده وأحالته إلى الجانب الإسرائيلي. وقال المسؤول المصري نفسه حينها: «تم طرح عدة بدائل وسيناريوهات من أجل تجاوز نقطة الخلاف المتعلقة بانتهاء الحرب».
إعاقة الدور القطري
قال أحد المصادر المجهولة إن التوقع هو أنه إذا استؤنفت المحادثات فإن قطر ستحصل على دور أكبر في الجولة المقبلة. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن استئناف المفاوضات ليس من المتوقع على الفور.
وأنه على أي حال، ستظل القاهرة جزءًا مركزيًا منها – بسبب قربها من حماس، وبسبب تفضيل إسرائيل لمصر على قطر (التي يتلقى انتقادات شديدة في إسرائيل على أساس أنها تدعم حماس)
مصر حذرت قبلها كن أخبار غير صحيح يروجها الإعلام الإسرائيلي
فيما أكد مصدر مصري رفيع المستوى، على قصص ملفقة مشابهة، عدم صحة ما يتم تداوله بوسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أي نوع من التنسيق المشترك مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية في رفح الفلسطينية.
وأوضح المصدر رفيع المستوى ، في تصريحات تلفزيونية الثلاثاء، أن مصر حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد في قطاع غزة ورفضت أي تنسيق معها بشأن معبر رفح.
صرف الأنظار عن حالة التخبط الإسرائيلي
وأشار المصدر إلى أن “وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعمد نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التي تعاني منها إسرائيل داخليًا”.
وشدد المصدر رفيع المستوى، على أن “الموقف المصري ثابت تجاه العدوان الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى ويضع الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياته”.
اسرائيل تتلاعب بالحقائق
وأمس، قال السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل تهدف إلى التلاعب بالحقائق وتحميل مصر والأمم المتحدة مسؤولية عدم نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن توقف تدفق المساعدات لقطاع غزة عبر معبر رفح البري نتيجة مباشرة للعدوان على القطاع.
وأضاف “عبدالخالق” في كلمته، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، بشأن التطورات في رفح “جنوب القطاع”، أن مسعى مصر لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار بالقطاع نابع من مبادئها التي لا تقبل المساومة، قائلًا: “مصر ستستمر بلا كلل لإيجاد السبل لإنفاذ المساعدات للقطاع”.
الرفض المصري المجدد للعدوان الإسرائيلي
وأوضح، أن مصر ترفض رفضًا تامًا العدوان على رفح الفلسطينية وضرورة إيقاف جميع العمليات العسكرية على كامل القطاع، موضحًا أن تواصل العدوان على القطاع يؤدي لاستحالة العمل الإغاثي والإنساني.
وأكد مندوب مصر بالأمم المتحدة، أن مواصلة العمل الإنساني بقطاع غزة ممكن إذا تحملت إسرائيل مسؤولياتها وأوقفت العدوان.
بدائل جديدة لعمليات رفح
وقال البيت الأبيض في بيانٍ إن مسؤولين إسرائيليين أطلعوا جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، الاثنين، على “بدائل جديدة” للعمليات في رفح بهدف معالجة المخاوف الأمريكية.
وأضاف البيت الأبيض، أن سوليفان أبلغ المسؤولين بأهمية المحادثات بين إسرائيل ومصر لإعادة فتح معبر رفح؛ من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته “رويترز”.
الخارجية الأمريكية تريد رؤية معبر رفح مفتوح قريبا
كما التقى “سوليفان” اليوم مع مسؤولين منهم وزير الدفاع يوآف جالانت، وزعيم المعارضة، يائير لابيد.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الأمريكية، الاثنين، أنها تريد “رؤية معبر رفح الفلسطيني مفتوحًا قريبًا، مؤكدة أنها ستتواصل بهذا الشأن مع مصر وإسرائيل”.
واشنطن لا ترى عملية كبيرة في رفح
وأكدت الخارجية الأمريكية، بحسب وكالات أنها ما زالت لا ترى عملية عسكرية كبيرة في رفح الفلسطينية، لافتة إلى أنها تراقب الوضع وتتواصل مع المسؤولين الإسرائيليين بهذا الشأن.
وفي السياق، أثار مستشار الأمن الأمريكي، جيك سوليفان، خلال زيارته إلى تل أبيب، مخاوف واشنطن بشأن عملية محتملة كبيرة في رفح الفلسطينية.
وقبل أسبوعين توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء الشرقية لرفح الفلسطينية، فيما يواصل عدوانه على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35,562 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79,652 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.