رد رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، على الدعوة الرئاسية المصرية بمراجعة الاتفاق مع القاهرة جاء مقلقا لكثير من المراقبين، حيث قالت جورجيفا إن الصندوق منفتح بشكل كبير على تعديل برنامج مصر.
لكنها أكدت أن الوضع سيكون أفضل، إذا تم تنفيذ الإصلاحات عاجلا وليس آجلا.
وجاء تعليق جورجيفا، بعدما دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أيام، إلى مراجعة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، إذا أدى البرنامج إلى ضغوط لا تتحملها الناس.
وطالب بأن يراعي البرنامج التحديات الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية، والتي تسببت في فقدان مصر 7 إلى 8 مليارات دولار خلال الـ10 أشهر الماضية.
وفي تصريحاتها خلال مؤتمر صحفي، قالت رئيسة صندوق النقد الدولي، إن مصر تتحمل تكاليف باهظة بسبب التوترات في المنطقة والصراعات في غزة والسودان، موضحة أنها ستزور القاهرة خلال 10 أيام لمراجعة الوضع الاقتصادي.
وكان السيسي، قد صرح يوم الأحد الماضي، بأن على الحكومة المصرية مراجعة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، “إذا لم يُؤخذ في الاعتبار التحديات التي نواجهها، بما في ذلك أننا فقدنا 6 إلى 7 مليارات دولار من دخل قناة السويس -ومن المحتمل أن يستمر هذا الوضع لمدة سنة- وإذا كان البرنامج المتفق عليه مع الصندوق سيجعلنا نضغط على الناس”.
فيما قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الحكومة ستراجع مواعيد تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية مع صندوق النقد؛ لمواكبة المستجدات الاقتصادية في مصر، منوها بأنه ستكون هناك فرصة للتفاوض مع الصندوق، خلال المراجعة المقبلة.
واتفقت مصر مع الصندوق على حزمة تمويل في مايو 2022، وتم صرف الشريحة الثالثة منها في مايو الماضي، بقيمة 820 مليون دولار، كما وافق الصندوق على زيادة قيمة البرنامج الأصلي ليصل إلى 8 مليارات دولار بدلا من 3 مليارات دولار.
ومن المفترض أن المراجعة المقبلة ستكون الأكبر في كل الدفعات تقريبا، وتصل إلى 1,3 مليار دولار، ورغم ذلك طلبت مصر على لسان رئيسها المراجعة.
والمتوقع وفق السيناريوهات المختلفة تقدير الصندوق للأجواء الاقليمية المتصاعدة لكن سيكون للانتخابات الرئاسية الأمريكية تأثيرها بالطبع.
وعموما، كامالا هاريس أو دونالد ترامب سيكونا مفيدين ومضرين لمصر في نفس الوقت، والتقديرات تصل بالحرب الإقليمية أن تستمر حتى العام، ولذلك من المهم أن يكون هناك حلا خاصة أن الضغوط على شعوب المنطقة وليس الشعب المصري فقط وصلت لحدود صعبة ، فحتى الإسرائيليين يشتكون رغم المساعدات الأمريكية غير المسبوقة.