كل سنة وأنتم طيبين .. الإحتفال بالمولد النبوى الشريف فى مصر له طقوس مش هتلاقيها غير عندنا .. يعنى هتلاقى عروسة وحصان .. فولية وسمسمية .. لوزية وبندقية .. وغيرها وغيرها .. بس عمرك سألت ايه حكاية العروسة والحصان
“اسمع منى ” النهاردة حكاية أول عروسة حلاوة .. اتعملت ايمتا وليه ؟.. مش بس كده أنا كمان هحكى لكم عن شارع فى القاهرة بقا له 1000 سنة شغلته يعمل لنا حلويات المولد … الشارع ده اسمه باب البحر .
“عروسة المولد ” ظهرت فى مصر فى عهد الحاكم بأمر الله .. وقتها كان العرف أن الخليفة وزوجته يلبسوا أبيض فى ابيض ويخرجوا يلفوا فى الشوارع والناس تحييهم .
صناع الحلاوة فكروا ازاى يكسبوا ود الحاكم بـأمر له فعملوا عروسة حلاوة صغيرة لابسة ابيض .. ولما لقوا الخليفة فرح بيها عملوا كمان حصان وعليه فارس شايل سيف . .ومن وقتها لحد النهاردة فضلت عروسة المولد والحصان الحلاوة أساسى فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف .
طيب بيصنعوا العروسة ازاى ؟
أنا اقول لك
“مراحل صناعة العروسة من زمان لحد النهارده .. بتبدا بتسخين السكر لحد ما يوصل لدرجة الغليان ويتحول من مادة صلبة لسائلة ، وبعدها يتصب فى قوالب خشبية واخدة شكل العروسة او الحصان .. وبيسيبوها فى القوالب دى لحد ما تبرد وتجف .. ويفكوا القالب من عليها … وتدخل المرحلة الأخيرة، تتزين بالأوراق الملونة ، وبعدها تبقى العروسة جاهزة للبيع.
نرجع بقا لحكاية شارع البحر .. الشارع اللى مليان ورش ومحلات بتبيع حلاوة المولد من ألف سنة وأكتر إيه حكايته ؟
أنا اقول لكم .
ده الشارع الرئيسى لكل اللى كانوا بيجوا يزوروا سيدنا الحسين ويحضروا المولد بتاعه .. وسكانه زى ما المؤرخين قالوا كلهم وصلوا مصر مع جوهر الصقلى .. وكان بدايته باب مهم من ابواب القاهرة .. وبيربط بين منطقة باب الحديد اللى اسمها دلوقتى رمسيس ومنطقة الحسين مرورا بباب الشعرية وبيتقاطع مع شارع الفجالة .
اتسمى باب البحر على اسم شيخ كبير كان عايش فى الشارع وله مسجد ومقام موجود لحد النهاردة اسمه ” سيدي محمد البحر” . .وده واحد من علماء الدين الناس كانت بتلجأ له … تسمع رأيه وتسأله فى الأمور الفقهية .. وكان محبوب من الجميع .. ولما مات عملوا له مسجد ومقام فى نفس المكان اللى كان عايش فيه .
شهرة الشارع فى صناعة حلاوة المولد .. بدأت مع مرور الزائرين لسيدنا الحسين .. كانوا وهما رايحين أو راجعين بيشتروا منه حلاوة وحمص …. وواحدة واحدة اتطورت صناعة حلاوة المولد وبقا لها مصانع ومعارض كبيرة فى الشارع .. وفى نفس الوقت فضلت الورش الصغيرة تعمل الحلاوة صناعة يدوية وتبيعها باسعار أقل بكتير من المحلات .. ومن هنا جت شهرته .. وبقا السوق الرئيسى والأكبر لبيع حلويات المولد بكل أنواعها وأصنافها … وفضلت العروسة الحلاوة والحصان بشكلهم التقليدى موجودين هناك لحد النهاردة .
قبل المولد النبوي باسبوعين تلاتة .. ولحد يوم الإحتفال بيعتبر الموسم الرئيسى للشغل فى الشارع .. هتلاقى سرادقات كبيرة اتنصبت والحلاوة اترصت بأشكال وأحجام تفتح النفس .. والتجار بيتفننوا فى تزيين المحلات .. وطول ما انت ماشى مش هتسمع غير “صلى على النبى” .. ببساطة هتحس انك فى كرنفال حقيقى وانك رجعت للقاهرة من ألف سنة .
التجار والصنايعية فى باب البحر ماوقفوش عند العروسة والحصان والسمسمية والحمصية .. كل يوم بيطوروا نفسهم اكتر واكتر .. يعنى هتلاقى كل انواع المكسرات، زى الفستق والكاجو، و ابتكارات حديثة من الحلوى مضاف عليها قمر الدين والمشمش المجفف والكريز والقراصيا .. وغيرها وغيرها .
الخلاصة فى كلمتين زى ما عودتكم .. كل الاحتفالات فى مصر ليها طعم تانى .. طعم ماحدش يعرفه ولا هيعرفه غير المصريين .