تحليل إسلام كمال وفريق التغطية الحية من وحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
.. وإنه لجهاد .. نصر أو استشهاد،
بهذه العبارة أنهى أبو عبيدة المتحدث بإسم كتائب القسام خطابه المطول، بمناسبة مرور ١٠٠ يوما على حرب إبادة غزة، والذى تحول خلالها ليصبح رمزا لعملية طوفان الأقصي منذ بدايتها وحتى الآن، لدرجة أنه أصبح شخصية من الشخصيات المؤثرة والملهمة في الصورة الذهنية الفلسطينية والعربية ولدى أحرار العالم.
وكانت لأبوعبيدة رسائل عديدة ومنوعة، لكنها ممتدة في سياقات وقاصرة في سياقات، ومنها دعوته للشعب الفلسطيني للصمود واستمرار دفاعه عن الأقصي مسري النبي، خاصة أن قادة النازية الصهيونية يكتبون نهايتهم بأنفسهم.
وشكر أبو عبيدة، كل القوى الجهادية في فلسطين ، مؤكدا أن الكل الفلسطيني مشاركا في معركة الجهاد، وليس هناك أى تفريق بيننا، فيما شكر أيضا إخوانهم المجاهدين في اليمن ولبنان والعراق، الذين يدعمون القضية الفلسطينية، داعيا كل أحرار العالم لتقليدهم والمشاركة في دعم الحق الفلسطيني.
وأعلن القيادى بكتائب القسام الجناح العسكرى لحماس ، عن توسع العمليات التى يقوم بها المقاومون في اليمن والعراق ولبنان في الوقت القريب، وفق تأكيدهم له، ولم يوضح بالطبع كيفية التواصل فيما بينهم.
ودعا أهالينا في الضفة للانضمام لطوفان الأقصي، وكل أحرار الأرض، مؤكدا أن قيادة النازية الصهيونية يكتبون نهايتهم، ولم يحققون أى انتصار لا بتهجير ولا بقضاء على البنية التحتية للمقاومة، وما هذه الفوضي والتدمير في غزة إلا يقوينا لنستمر في جهادنا.
وشدد أبو عبيدة بمنتهى الحسم أن كل الأسلحة والمعدات من الصواريخ حتى الرصاص من صناعة كتائب القسام، لا أحد غيره، ورجاله مستمرون في التضحية، ويعودون من بطولاتهم مؤكدين في كل مرة مدة جبن ورعب المرتزقة الصهاينة رغم الفارق المادى والتسليحى، ودعم المنظومة العسكرية الأمريكية لهم.
وهذا يعتبر رد على الروايات الإسرائيلية حول تهريب الأسلحة من الخارج لحماس، وفي ذلك في حد ذاته رسالة لصالح مصر حيال الترويجات الإسرائيلية عن تخاذل الجانب المصرية في حماية الحدود بين سيناء وغزة في محور فيلادلفيا ، ولهذا يصر نتنياهو وفريقه على تكرار المطالبة بإعادة احتلال المحور الحدودى والتنسيق الأمنى بين القاهرة وتل أبيب في هذا، ومصر ترفض أى ترتيبات بهذا الشأن، مما يثير القلاقل بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة.
وعودة لأبو عبيدة الذى قال في خطاب الأطول من غير المعتاد، إن المقاومة الفلسطينية ليست لديها منصات صواريخ ثابتة كما يدعى الاحتلال أنه يفجرها، وفجر أبو عبيدة مفاجأة، وهو يؤكد على المضي قدما في الحرب وتوسيعها، بقول أن الأسري الصهاينة مصيرهم مجهول خلال الفترة الأخيرة في الغالب أغلبهم، وكلما استمر الوضع بهذه الوحشية، سيكون هذا هو نفس مصير الباقيين، دون إيضاحات، محملا الاحتلال مسئولية ذلك..
وهذا في حد ذاته تطور كبير، لن تسكت عليه إسرائيل ومعسكرها، بالذات أنه سيقلب الشارع الإسرائيلي رأسا على عقب، حيث كان يروج إعلام نتنياهو خلال الأيام الأخيرة أنه قارب على الانتهاء من صفقة لتوصيل الأدوية للأسري المرضي بوساطة من قطر، الذى إلتقي رئيس وزراءها أسر الأسري الإسرائيليين المخطوفين، ووعدهم بإرسال الأدوية لهم، والمعروف أن إسرائيل تحلم بوصول عناصرها أو عناصر صديقة للأسري بملابس صليب أحمر، لينهوا الموقف بعدها.
لكن ما هو مصير الأسري بعد تصريحات أبو عبيدة المفاجئة ، هل ماتوا في القصف الإسرائيلي أم يقتلهم المقاومون، أم يموتون بأمراضهم لعدم تمكنهم من توفير الأدوية لهم؟!
ولم يشر أبو عبيدة من قريب أو بعيد للمفاوضات الدائرة لوقف إطلاق النار، لكنه أشار للإستمرار في القتال وكشف عن ضبابية مصير باقي الأسري، محملا مسئولية ذلك للاحتلال، وهو في ذلك يرسل رسائل لعدة جهات.
وكان لافتا أن أبوعبيدة، شدد على أن الحرب دينية، وبالذات إسلامية، فلم يشر لكل الكنائس والمسيحيين الذين راحوا في العدوان الوحشي المتواصل، بل خاطب بوصفه من حركة إسلامية مليارى مسلم حول العالم، قائلا ان الاحتلال ركز على تدمير كل مساجد القطاع حتى لا ترفع الصلاة ولا يسمع الآذان، داعيا لصلوات القيام في كل المساجد حول العالم.
في مؤشر لنفير من نوع خاص، بالذات لأنه أشار إلى أن طوفان الأقصي عطل بناء هيكلهم، حيث كانوا قد أحضروا أبقارهم الحمر بتخاريفهم التلمودية استعدادا لإقامة الهيكل، فانصروا مسراكم مسري النبي.
وكان غريبا أن أبو عبيدة لم يذكر جنوب إفريقيا ودعواها التى حركت الدنيا كلها ضد الاحتلال النازى الصهيوني الوحشي، ولم يشكرها هذه المرة على دورها في هذه الحملة المدافعة عن الحق الفلسطيني، في الوقت الذى سكت بل واجهه من هم من المفروض إنه أشقاء عرب ومسلمين.. فما السر ياترى؟!
عن الكاتب
