جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » حديث المكلمنجية أعاد شجن الفضيحة السداسية: إلى أين نريد أن نذهب؟!

حديث المكلمنجية أعاد شجن الفضيحة السداسية: إلى أين نريد أن نذهب؟!

بقلم مصطفي حلمى

شاهدت نقاشا بين كباتن منتخب قدامى ونقاد كرويين، حول عدة موضوعات مثيرة في الساحة الرياضية ، وعرجوا إلى الفضيحة الكروية المذلة بستة اهداف دون رد، أمام المنتخب الأوليمبي المغربي!! ، ولذلك كان من المهم بالنسبة لى أن نجتر بعض الأحداث في هذه المباراة البائسة التى بالفعل هى للنسيان، حتى على الأقل هذه الفضيحة التاريخية.

في الوقت اللتي كانت فيه الامال معقودة علي هذا الجيل من اللاعبين من البعض، لتحقيق ميدالية اوليمبية لمصر بعد بلوغ الدور قبل النهائي للمرة الثالثة في تاريخ هذا المنتخب و الأولي منذ 64 عاما، صدمنا جميعا كالعادة.

لا يفوتك

أولهم صلاح وليس آخرهم حجازى: ملف أزمات حسام حسن ونجوم المنتخب المصري يتضخم

المشوار المصري

-مشوار المنتخب المصري الأوليمبي في هذه البطولة بدأ بمستوي شديد التواضع أمام جمهورية الدومنيكان و انتهت المبارة بتعادل سلبي نتيجة و اداءا ,

تطور الأداء تدريجيا أمام أوزبكستان و نجح المنخب المصري في خطف نقاط المبارة الثلاث بنتيجه هدف دون رد بأداء مقبول نسبيا و نسق تصاعدي آثار التفاؤل , بعدها انفجر الأداء في مباراة إسبانيا  أدي أفضل مبارياته علي الإطلاق و فاز علي الماتادور الإسباني و نفوق عليه نتيجة و أداء بهدفين لهدف

, تأهل المنتخب لدور الثمانية لمقابلة الباراجواي و هبط الأداء قليلا نظرا للمجهود البدني العنيف في مباراة إسبانيا و انتهت المباراة في وقتها الأصلي و الإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف إلا أن تعملق الحارس المصري حمزة علاء و استطاع إهداء التأهل للدور قبل النهاءي بصد ضربة جزاء حاسمة ليضرب المنتخب المصري موعدا مع أصحاب الأرض المنتخب الفرنسي في الدور قبل النهاءي و لأول مرة منذ 64 عاما .

-في مباراه فرنسا لعب المنتخب المصري مدة الساعة بانضباط تكتيكي جيد جدا و نجح في التقدم بهدف إلي الدقيقة 83 من المباراة إلى أن نجح المنتخب الفرنسي بإدراك التعادل بصعوبة بالغة و ذهبت المباراة إلى شوطين إضافيين إننهار بهما المنتخب المصري تماما بعد طرد المدافع عمر فايد من خطأ ساذج و افتقد اللاعبين للتركيز  و التنظيم داخل الملعب مما أدى لتلقي المنتخب لهدفين و أضاع المنتخب الفرنسي عدة أهداف لينتهي الحلم المصري عند هذا الحد و يتبقي أمل أخير باللعب علي ميدالية برونزية في مباراة المركزين الثالث و الرابع مع المنتخب المغربي .

-في المباراة الأخيرة مع المنتخب المغربي بدأ المنتخب مهلهلا و مرهقا أاقصي حد و غير قادر علي مجاراة المنتخب المغربي لا مهاريا ولا فنيا و لا تكتيكيا , كل هجمات المنتخب المغربي كانت تحمل خطورة كبيرة في ظل سوء التمركز و حالة بدنية متردية للمنتخب المصري أدت لتلقي المنتخب ستة اهداف في ظل غيبوبة دفاعية و تكتيكية و بدنية أدت الي تلك الفضيحة الكروية و النهاية المأساوية لحلم جميل.

تغيير مفاجئ: تشكيلة حلم النهائي الأوليمبي في مواجهة فرنسا

لكن ما الذي حدث؟!

-لكي نستطيع أن ندرك ماذا حدث اليوم يجب أن نرجع قليلا الي الخلف لنستعرض بعض المحطات و المشاهد الهامة اللتي مر بها المنتخب لنستطيع بموضوعية أن نقيم بموضوعية ماذا حدث في هذه المشاركة خلال المقابلات الخمس اللتي خاضها المنتخب و الاهم من ذلك استشراف مستقبل هذا الفريق و الخطوات المستقبلية المطلوب اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الفضيحة الكروية:

المشهد الأول : المنتخب المصري الأوليمبي خاض نهائي بطولة أمم إفريقيا تحت 23 سنة ضد المنتخب المغربي في 8 يوليو 2023. المباراة أقيمت في ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. تقدم المنتخب المصري مبكرًا بهدف من محمود صابر في الدقيقة العاشرة، ولكن بعد طرد صابر في الدقيقة 18، استطاع المنتخب المغربي تعديل النتيجة في الدقيقة 37 ثم حسم المباراة في الوقت الإضافي بهدف من أسامة ترغالين، لينته اللقاء بفوز المغرب 2-1 وتتويجه بالبطولة..

مع العلم نفس قوام المنتخب مع نفس الإدارة الفنية هي التي نجحت أن تصل إلي نهائي بطولة إفريقيا في المغرب و تقارع المنتخب المغربي علي أرضه و يستطيع المنتخب المغربي بصعوبة بالغة الفوز بهدفين إلي هدف علي الفريق المصري المنقوص لاعبا.

المشهد الثاني :  جدل واسع فس الشارع الرياضي بعد طلب المدير الفني عدد من اللاعبين المحترفين في الخارج و عدد من اللاعبين من فرق الاهلي و الزمالك و بيراميدز و رفض الجميع الاستجابة لطلبه حيث يتم السماح للفرق المشاركة في الأولمبياد بضم  بثلاث لاعبين فوق السن,

لم ينضم للمنتخب الاوليمبي إلا محمد النني غير المرتبط بأي نادي وقتها بعد انتهاء تعاقده مع ارسنال الانجليزي و أحمد السيد زيزو لاعب الزمالك فقط !

في حين أن الفريق المغربي نجح في ضم أشرف حكيمي و سفيان رحيمي و منير المحمدي

و الجدير بالذكر في هذا السياق أن هؤلاء الثلاث لاعبين ساهمو 80% من أهداف المنتخب المغربي في هذه الدورة . ( الفرق واضح ).

المنتخب الأوليمبي المصري .. كلنا وراءه

التحليل الفني

-اظهرت هذه المشاركة للمنتخب المصري عدة جوانب سلبية واخري  إيجابية نستعرضها باختصار في النقط التالية :

1/ ضعف الإعداد البدني و القوة في الالتحامات و الكرات المشتركة و الصراعات الثنائية.

2/ في الشوط الثاني تحديدا و مع ضعف الجانب البدني يفقد اللاعبون التركيز و يصحب ذلك سوء تمركز و استقبال أهداف خاصة في اللحظات الحاسمة اللتي تتوج مجهود المباراة بالكامل و تضيع الانتصار و التقدم في اللحظات الأخيرة .

3/ عدم وجود دكة بدلاء قوية حيث ان الفرق كبير جدا في بين البديل و الأساسي علي المستوي الفني و البدني و الإعداد للمباراة .ولا يوجد فريق ينافس في بطولة يستطيع المنافسة فقط بالأساسيين, أن لم يكن هناك البديل الكفء سيهبط مستوي الفؤيق بشده مع أي إصابة او إرهاق يحدث للاعبين الأساسيين.

4/المدير الفني للفريق علي مستوي عالي من الكفاءة و حسن إدارة المباريات و يجب تقديم الدعم الكافي له لتميزه عبر تاريخه خصوصا في هذه المرحلة السنية.

5/ضعف الخبرة و الاحتكاك واضح جدا لمعظم قوام الفريق و يرجع ذلك لعدم الاحتراف الخارجي و عدم مشاركة الكثيرين منهم مع فرقهم بالدوري المصري بشكل مستمر.

6/وجود مهارات و لاعبين متميزين يجب رعايتهم و تنمية ما يمتلكوه من إمكانيات مثل حارس المرمي حمزه علاء و لاعب خط الوسط كوكا و الظهير الأيسر كريم الدبيس و بالطبع المهاجم المتميز إبراهيم عادل الذي لم يتركه ناديه بيراميدز يحترف لخيتافي الإسباني .. وهؤلاء هم مستقبل منتخب مصر و يجب رعايتهم و السماح لهم بالاحتراف الخارجي لتوفير الخبرة و الاحتكاك المناسب .

الدرس الأكثر أهمية 

– وجود خطة متكاملة و استراتيجية قومية لتنمية كرة القدم  و الرياضة المصرية بشكل عام برؤية واضحة و أهداف محددة هو الأساس الذي يجب البناء عليه للوصول إلي أهداف التطوير و التنافس الرياضي الجاد في المحافل الدولية

, كل النجاحات ( إن وجدت ) التى تمت في الرياضة المصرية نتجت عن مجهود فردي بحت لا علاقة له بخطة او استراتيجية ممنهجة للنجاح باهداف محددة و خطوات يتم اتخاذها من العمل القاعدي للناشئين حتي المنتخبات القومية التي تنافس علي المستوي الإقليمي و العالمي.

الخسارة ليست عيبا و لكن العيب كل العيب آلا نتعلم منها و نستخلص الدروس و نطور خطط واضحة المعالم و الأهداف لنعرف أين نحن و ماذا ينقصنا و أين نريد أن نذهب ؟!

وهذا المقال إهداء فقط لهؤلاء المكلمنجية الذين سمعتهم على قناة تنفق عليها الدولار المليارات، دون أن يعوا ما هو المنتج المرتبط بخطط التطوير، فهل نحن بصدد إعادة للكارثة الكروية ، لو ربطنا ما حدث من نتائج في الأولمبياد وحتى البارالمبية، الذين كانوا إنتاجهم أكبر من ذلك؟؟

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *