محمد أيمن
الأنظار كلها تتجه صوب غزة، لا بسبب فشل هدنة رمضان، وترقب الجرائم الجديدة للاحتلال في الشهر الكريم ، ولا للاطمئنان على حال الجوعى والجرحى والمشردين ، لكن لمتابعة الميناء الأمريكي المريب الذى تحتل به الولايات المتحدة شاطئ غزة بحجة المساعدات الإنسانية.
تعمل القيادة المركزية للولايات المتحدة «سنتكوم»، بعدما انطلقت سفينة الدعم «فرانك بيسون»، متجهة إلى شرق البحر المتوسط لتوصيل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة ، الأحد.
وأوضحت «سنتكوم» أن السفينة «فرانك بيسون» انطلقت في رحلتها وهي تحمل معدات أولية لإنشاء ميناء مؤقت على ساحل قطاع غزة.
كشف السر
خليني أقولك إنه كان في قوات خاصة أمريكية من قرابة ال٣ شهور وهم في قبرص، بيتدربوا على عمليات برمائية…
أردوغان، قالك قبرص بقت مخزن سلاح لإسرائيل، وقبرص بقت خطر حقيقي وجزيرة ملغمة..
تقوم بعد كده بايدن يعلن بكل حنية وإنسانية، إن أمريكا هتعمل رصيف بحري (مؤقت) لاستقبال المساعدات الإنسانية وإدخالها لاهالي غزة.
الرصيف ده هيكون بالتعاون مع دول أوروبا و أمريكا والإمارات… وهيكون ممر بحري مفتوح من قبرص للميناء.
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، قالت لك في البداية الرصيف يستغرق اسبوع للانتهاء منه، وبعد كده قالت الموضوع احتمال ياخد شهر.
بايدن قالك مافيش عسكري أمريكي هينزل أرض غزة، بعد كده قالك فيه 1000 مقاتل هيكونوا في الميناء ده، واللى هابنوا الميناء أربع آلاف جندى.
خلينا بقى نقول إيه حكاية، الميناء ده والسيناريوهات اللي جاية في غزة عموماً.
*الفشل الإسرائيلي والمرحلة الجديدة
وسيبك من موضوع الهدنة دلوقتي خالص…,
إسرائيل لا قدرت تحرر رهائن ولا عارفة تقضي على حماس…
في هدف وحيد وأخير لإسرائيل في غزة، هو اقتحام رفح، وده مصر مفرملة وكلام الرئيس السيسي واضح جداً، عمرنا ما هنتفق عليهم.
نقطة مهمة أوى أوي .. وركز معايا..
من أول الأحداث قلت لك حاجة كتير مش قادر يستوعبها، أو قدر يفهم قصدي منها (إن قادة حماس اللى جوه غزة، غير اللي خارج غزة في قطر أو تركيا أو حتى إيران).
يبدو بقى أن قادة حماس اللى في الخارج، شافوا إن في حل مثالي للقضاء على حماس وفي نفس الوقت استمرار حماس في غزة..!
اقرأ أيضا :
ليس لدينا سوى الدعاء:يارب رمضان وكل الأزمان..انقذ أهل غزة والسودان
تناقض بايدن: يقدم مساعدات للفلسطينيين لإنقاذهم من المجاعة ويرسل الأسلحة للاسرائيليين لقتلهم!
طب إزاي!!
يعني أن حماس المكتب السياسي (اللى هم بره غزة) يتخلصوا من جناحهم العسكري اللي جوه غزة، وبكده حماس السياسية تبقى حزب ويشارك في تكوين الحكومة الجاية ويبقى له مكان في الحكم ومواقع القيادة في الدولة الفلسطينية الجاية.
*حقيقة الدولة الفلسطينية
طب هو فعلاً هيبقى في دولة فلسطيينية!؟
اه هيكون في دولة فلسطينية ومنزوعة السلاح، وجاري التوافق حول شكل الدولة ومساحتها وتعاملها مع إسرائيل، وغالبا ممكن نوصل لحاجة ذاتية الحكم، يعني تابعة لإسرائيل بس لها استقلالية نسبية، كل دي لسا سيناريوهات متوقعة، بس هيكون في دولة فلسطينية.
خطاب بايدن كشف حقيقة اللي بقول لحضرتك عليه، لأنه المفاوضات الخاصة بوقف كامل لإطلاق النار، كلها شغالة على محور واحد أن حماس ترمي السلاح، وتسلم اللي عملوا طوفان الأقصى.
وده أمر أعضاء مكتب حماس السياسي، مايقدروش عليه.
أما مفاوضات الهدنة دي حاجة تانية، واللى مطلوب فيها تسليم كل الأسرى، وده قرار مش في أيد حماس السياسي .
هل ممكن نشوف تصعيد من حزب الله اللبناني.. أو الأقرب أن التصعيد يكون من الضفة الغربية والقدس، أثناء شهر رمضان…؟
سؤال إجابته هتكون الأيام القادمة، واللى عليه هيتحدد كتير من المتغيرات، ويظهر عدة معطيات.
نرجع للميناء الأمريكي على سواحل غزة.
ميناء غزة المقترح والذى أعلن بايدن عن تنفيذ الجيش الأمريكى له هو عبارة عن رصيف مؤقت يستغرق تنفيذه عدة أشهر بحجة إقامة جسر بحرى لنقل المساعدات من ميناء لارنكا فى قبرص على بعد 450 كم إلى القطاع المنكوب.
*الهدف من الميناء
الميناء المؤقت، هو محاولة لفك الضغط على الديمقراطيين من الشارع الامريكي في عملية الانتخابات الرئاسية، لأن الشارع الأمريكي رافض تصرفات إدارته الحالية، لذلك يبدو للوهلة الأولى أن الميناء هو تحرك سياسي لتخفيف الضغط عليهم سواء داخلياً او خارجياً.
لكن في تخاوفات عدة مشروعة من سيناريوهات مختلفة وأن الهدف الأساسي مش توصيل المساعدات.
شاهد أيضا :
تحليل خطير بأسلوب ممتع وبسيط
رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس الامريكي، رافض الميناء المقترح، لأنه شايف هيكون سبيل للفلسطينين للهجرة غير الشرعية والشرعية سواء لأمريكا أو أوروبا.
*السيناريو المطروح
والحقيقة أن ده سيناريو مطروح بشدة، لأن إسرائيل جعلت من القطاع استحالة العيش فيه، وبالفعل منهم كتير بيحاول يخرج.
الرئيس السيسي أكد، أن القطاع دُمر، وأصبح غير صالح للحياة، ومحتاج على الأقل 90 مليار دولار لإعادته كما كان يوم 7أكتوبر.
لكن هل أوروبا هتوافق على استقبال آلاف أو مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، هل أمريكا عشان تحل أزمة إسرائيل هتوافق تستقبل آلاف أو عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.
لا نظن إن أوروبا بالحالة اللي عليها الاقتصاد الأوروبي، ومع تنامي صعود اليمين القومي في أوروبا ممكن تكون مستعدة لاستقبال المهاجرين غير شرعيين خاصة من الفلسطينيين.
لكنه يظل سيناريو مطروح، ولا نعلم النوايا الخبيثة والدنيئة لأهل الشر من أوروبا وامريكا.
سيناريوهات أخرى
في سيناريوهات أخرى عدة، وأهم النظر إليها..
زي إن ده مش مجرد ميناء مؤقت، إنما هو قاعدة عسكرية أمريكية وللاستحواذ على الغاز الخاص بساحل غزة.
احتياطي الغاز المكتشف قرابة سواحل غزة لا يتعدى 35 مليار متر مكعب، وده مش مطمع لامريكا.
هل أمريكا محتاجة قاعدة عسكرية في غزة؟!
وارد جداً لكن إسرائيل تعد بمثابة قاعدة عسكرية كبرى لأمريكا، خاصة إن الأمريكان متواجدين بالفعل في المنطقة، مش محتاجين نقطة تواجد جديدة، في حين أنهم بالفعل بيعيدوا ترتيب الأوضاع في المنطقة.
من الوارد يكون الميناء نقطة اتصال مباشر مع القوات الإسرائيلية لنقل السلاح والدعم اللوجيستي.
وفي نقطة مهمة وهي أن إسرائيل بالفعل، أعادت تنظيم غزة بفتح طرق جديدة، وترصيف طرق أخرى، ووضعوا خطة لتقسيم غزة نصفين، بفتح طريق من منتصف غزة من حدود أقصى الجنوب لأقصى الشمال على سواحل غزة.
طالع المزيد
*الممر الهندى الأوربي
من الممكن يكون الميناء المزعوم، محاولة من الجانب الامريكي، لتفعيل (الممر الهندي الأوروبي) واللي هيمر في الجزء البري منه، بعدد من دول الخليج ثم إسرائيل.
لذلك فإن غزة، تقع في تقاطع طريق ومصالح عدة دول اقليمية، وضمن صراع الأقطاب في عملية التحول للنظام العالمي الجديد.
والدولة المصرية مستهدف في تلك العملية بشكل مباشر، فالدولة المصرية هي جزء أساسي من طريق الحرير الصيني، وهي من تقف حجر عثر أمام تصفية القضية الفلسطينية.
في نفس الوقت اللي الحوثيين استهدفوا السفن وشبه قفلوا باب المندب المدخل الجنوبي لقناة السويس، تروج أوروبا للممر الهندي الأوروبي الحديث، بديل بر مائي لقناة السويس.
كمان الخطوات الأمريكية في البحر الأحمر لا تستهدف مواجهة الحوثي، إنما عسكرة البحر الأحمر، وتدويل باب المندب، وتحويله لمنطقة صراع بين الأقطاب.
إذا إحنا أمام عدة سيناريوهات كلها متاحة وممكنة، ومن الوارد حدوثها جميعاً.
في الفترة الأخيرة، ومنذ بداية أحداث السابع من أكتوبر، مصر أحبطت عدة سيناريوهات منها إدارة دولية للقطاع أو تدخل إقليمي لإدارة القطاع، أو وجود قوات أممية في قطاع غزة.
كما كان من المقرر أو المقترح إرسال قوات دولية لغزة أو تواجد أجنبي في غزة ده أمر مصر رفضته مراراً، وإلي الآن الدولة المصرية لم تصرح أو تعلن موقفها بشأن الميناء المؤقت.
*السيناريو الأخير
السيناريو الأخير، اللي نقدمه لحضراتكم يسبقه تساؤل..
من المسؤول عن توزيع المساعدات الأمريكية اللى هتجي من البحر؟
من المرجح أن يتولى هذه المهمة هي العشائر الفلسطينية، وهنا من الممكن أن تحاول أمريكا وإسرائيل صناعة طرف تالت بحث يأكل الفلسطينيين أنفسهم.
بمواجهة بين الفصائل الفلسطينية (ذات الطابع الإسلامي)، والعشائر أو القبائل الفلسطينية، وهو أمر مروج له بقوة على الأرض وفي الإعلام، وله مردوده.