جاءنا الآن
الرئيسية » جاءنا الآن » الطيار الإسرائيلي القاتل الذى أسقط طائرة سلوى حجازى يتحدث لأول مرة ويعترف بتفاصيل جريمته بعد 50 عاما من الهروب!

الطيار الإسرائيلي القاتل الذى أسقط طائرة سلوى حجازى يتحدث لأول مرة ويعترف بتفاصيل جريمته بعد 50 عاما من الهروب!

غرفة الرصد الإعلامي والسوشيالى ووحدة الشئون الإسرائيلية 
في تفاصيل جديدة لاعتراف قديم بجريمة لا يمكن أن تنسي مهما طال الزمن، كشف الطيار الإسرائيلي القاتل يفتاح زيمر، الذي أسقط طائرة الركاب المدنية الليبية فوق سيناء المحتلة في مطلع عام 1973 العديد من الأسرار الجديدة، بما في ذلك أنه عمل في شركة العال تحت اسم مستعار خوفا من “الاختطاف” او الملاحقة القضائية خاصة أنه كانت هناك دعاوى قضائية رفعها أهالى الضحايا ومنهم المذيعة الشهيرة الشهيدة سلوى حجازى.

المقدم يفتاح زيمر كان يتولى في عام 1973 قيادة سرب الفانتوم 201، وكان يعرف باسم الرقم واحد، ويعد “رأس حربة” في القوات الجوية الإسرائيلية، كان روى العام الماضي بعد مرور نصف قرن على “الجريمة” ملابسات تلقيه أمرا مع مساعده الملاح من قائد السلاح الجوي الإسرائيلي بإسقاط طائرة الركاب المدنية الليبية فوق سيناء في 21 فبراير عام 1973.

وسائل إعلام عبرية وصفته في تلك المناسبة قائلة: “رجل مسن، في العقد التاسع من حياته، يخطو إلى مسرح صغير في قلب القاعة. يجلس عدة عشرات من الناس، من بينهم زوجته وأطفاله وأحفاده، الذين جاءوا إلى مؤتمر للجمعية الإسرائيلية للتاريخ العسكري الذي عقد قبل بضعة أشهر. هناك بالتحديد اختار التحدث بصراحة لأول مرة عن تورطه في واحدة من أكثر الجرائم الدموية”.

القاتل الطيار الإسرائيلي يفتاح زيمر يتحدث لأول كرة معترفا بتفاصيل جريمة إسقاط الطائرة الليبية المدنية

الطيار القاتل قال: “لسنوات عديدة، نصحتني أجهزة الأمن بالابتعاد عن الأنظار.. زوجتي كانت الشخص الوحيد الذي بحت له بالسر، هي عرفت منذ اليوم الأول. أثناء عملي كطيار لشركة العال، واجهت العديد من القيود وحلقت تحت اسم مستعار بسبب تحذيرات استخباراتية حول تهديدات اختطاف محتملة”.

موقع “ynetnews” الإسرائيلي برر جريمة زيمر والطيار الملاح الآخر الذي كان معه في الطائرة المقاتلة الإسرائيلية من طراز فانتوم -4″، والتى لم يعاقبا عليها كغيرهم من القتلة الإسرائيليين وأحدثهم نتنياهو وزمرته، بأنه أسقط الطائرة المدنية الليبية “بسبب ما وصفته بسلسلة من الصدف و الأخطاء وسوء الحظ”.

وأعلن لأول مرة  بعد مرور 50 عاما أنه هو من “أسقط الطائرة الليبية”، وأن ابنه البكر نفسه ويبلغ الآن من العمر 53 عاما، لم يسمع بالأمر لأول مرة إلا العام الماضي فقط، وهذا أمر مفيد لأهالى ضحايا الطائرة المنكوبة، لتوجيه دعاويهم القضائية له مباشرة بدليل هذه المادة الصحفية المنشورة في يديعوت أحرونوت الإسرائيلي.

المصدر العبري ذاته سرد الأحداث التي أدت لتلك الكارثة المتعمدة وأفاد: “ساد ضباب كثيف في الساعة 12:40 بعد ظهر يوم الأربعاء، عندما فقدت طائرة البوينغ 727 التي أقلعت من بنغازي (ووصلت من العاصمة الليبية طرابلس)  إلى القاهرة، وأكملت طريقها ودخلت مجال سيناء الجوى، والذى كان محتلا إسرائيليا وقتها ، عن طريق الخطأ”.

القاتل الإسرائيلي يحمل المسئولية لقائد السلاح الجوى الإسرائيلي.. ويتحجج بالعاصفة الرملية التى أعمته

جرى على الفور الدفع “بطائري فانتوم من سلاح الجو نحو الطائرة المدنية ، في محاولة لتحويل مسارها، خوفا من أنها تنوي ضرب هدف استراتيجي مثل مفاعل ديمونة. بسبب الظروف الجوية القاسية، ويدعى القاتل أنهم حاولوا التعرف على ركاب الطائرة المدنية التي كانت جميع نوافذها مسدلة. وأشاروا مرتين إلى طيار البوينغ، وأطلقوا طلقات تحذيرية بالقرب منه، لكن من دون جدوى”.

زيمر يستذكر ما حدث في ذلك اليوم قائلا “في 21 فبراير 1973، هبت رياح لم أرها من قبل.. عاصفة رملية رهيبة، في منتصف النهار. فجأة، دقت صفارات الإنذار. كنا على أهبة الاستعداد في قاعدة ريفيديم في (سيناء، حاليا قاعدة المليز بعد عودتها إلى السيادة المصرية)، وكانت الطائرات أمامنا على بعد 50-60 مترا. عندما ركضنا بشكل محموم إلى الطائرات، لم نتمكن من رؤية أي شيء”.

بعد أن أقلع في طائرة الفانتوم – 4 مع مساعده الملاح وأقلعت بعده طائرة من نفس الطراز،  قال في شهادته إنه اندفع  “بسرعة كبيرة، أرى على الرادار الطائرة المشتبه بها تحلق شمالا، وأقترب منها ببطء، بسرعة ممائلة لسرعتها. إنها تطير ببطء وفقا لمعاييرنا… كلانا بنفس السرعة، 250 عقدة (حوالي 460 كم/ساعة). أنا أطير خلفه، 100-200 متر، من الصعب القول. أرى جسم الطائرة ومحركين على كلا الجانبين. لا أرى المحرك الثالث في الذيل. يبدو لي مثل طائرة بوينغ 727. أرى جانب واحد منها، كل شيء باللغة العربية، ثم أنتقل إلى الجانب الآخر وكل شيء باللغة الإنجليزية”

تلقى المقدم يفتاح زيمر أمرا مباشرا “أطلق النار”!، ويدعى إنه بذل قصارى جهده “لتجنب تنفيذ الأمر المخيف”، وقام بتغيير موقعه على جانبي طائرة الركاب المدنية الليبية ثم أطلق رشقات تحذيرية وأرسل إشارات إلى قائد الطائرة الليبية بأن يتبعه.

قائد السلاح الجوى الإسرائيلي تهرب من المسئولية وحملها للطيار القائد

تكرر الأمر بإطلاق النار، “في المرة الثانية قال لي: (هذا أمر من قائد القوات الجوية اللواء مردخاي هود). هناك كلمة رمزية لقائد القوات الجوية يعرفها جميع الطيارين. يتم استخدام نفس المصطلح حتى يومنا هذا عندما يعطي القائد الأمر بإسقاط”، هدف ما.

قائد الطائرة المقاتلة الإسرائيلية يرد قائلا حسب روايته: “انتظر لحظة. انتظر. انتظر، انتظر. لدي شعور داخلي لا أستطيع تفسيره، أن هذا خطأ، إنه سوء فهم كبير”، وفي نفس الوقت “يبدأ الملاح في الضغط علي، وهو محق في ذلك؛ وظيفته هي القيام بذلك: يجب أن ننتهي من ذلك على الفور ونعود لأننا بالفعل في منتصف الطريق (بين ريفيديم والإسماعيلية) ، وهذا هو المكان الذي يوجد فيه العدو “مصر””.

بنهاية المطاف أطلق رشقات من مدفعه الرشاش على الطائرة المدنية الليبية وقال في شهادته التي تأخرت نصف قرن: “أطلق النار لأنني رجل من المنظومة وأتقيد بالأوامر حتى لو لم تعجبني.

أفعل ما قاله لي قائد القوات الجوية.. بلا شك، هذا أمر مباشر من قائد القوات الجوية. شخص لديه كامل الصلاحية للقيام بذلك. إنه في المخبأ؛ لديه مصادر معلومات لا أملكها. لا أعرف ما هي هذه الطائرة. عندما وضعتها تحت الهدف، كان ذلك بين (جبل) أم خشيب و(قرية) بئر الجفجافة (ريفيديم).. أم خشيب هي هدف مهم جدا. هناك أهداف أخرى أيضا، مفاعل ديمونة، وبالطبع تل أبيب. هي أقل أهمية في هذه الحال، ولكن أم خشيب يمكن أن تكون بالتأكيد هدفا. ولا أعرف ما الذي تفعله الطائرة، وإلى أين تتجه، وأنا مشغول باستمرار بالتساؤل عما إذا كان تقديري قويا بما يكفي لتجاوز أمر من قائد القوات الجوية”.

ركام الطائرة المدنية الليبية بسيناء التى كان يملأ رائحة اللحوم البشرية المحترقة

شاهد المقدم زيمر الطائرة الليبية وهي تسقط وتتقلب على كثبان الرمال ثم تنهار فيما يتصاعد منها الدخان، مشيرا إلى أن كابوسا يراوده بين الحين والآخر

 “أتذكر ذلك من وقت لآخر، عادة في الليل. هناك نقطتان أراهما في عيني. إحداهما أن هذه الطائرة تضرب الأرض، وتتشابك، ويرتفع الغبار ويتعالى الدخان. ثم ترى أعمدة من الدخان الأسود.. ومن الواضح أنها على الأرجح نار. ليس لدي شيء أكثر للقيام به هناك”.

بعد ذلك هبط في قاعدة ريفيديم، واتصل به قائد سلاح الجو هاتفيا وطلب منه أن يمضي سريعا إلى المستشفى حيث نقل الناجون. ذهب إلى هناك بمفرده ورفض اصطحاب طيارين آخرين، “كان مشهدا قاسيا.

ما الذي يمكنك فعله.. نحن الطيارون لدينا امتياز في عدم رؤية أولئك الذين نؤذيهم، بمباشرة بأعيننا.. كانت هناك صرخات مروعة. رائحة اللحم… رائحة كريهة مرعبة. تقريبا لا يمكن التحدث إلى أحد. كان بإمكاني التحدث إلى مساعد الطيار الليبي، لكنه كان في حالة صدمة. كان يتحدث الفرنسية بشكل رئيس. لم يرد علي،

وفجأة اتضح لي أنني لن أحصل على أية شهادة منه. المستشفى هو الشيء الثاني الذي أتذكره أحيانا في الليل، إلى جانب تحطم الطائرة في الكثبان الرملية. الصراخ، رائحة أناس محترقة. لقد كان يطاردني لمدة 50 عاما”.

الطيار الإسرائيلي القاتل يفتاح زيمر يقول أنه صدم عندما شاهد الناجين من الطائرة.. ما بالك بالشهداء

بعد يومين تبين أن “الأمر أصدره قائد القوات الجوية آنذاك اللواء مردخاي هود بعد أن تحدث مع رئيس الأركان الفريق ديفيد إلازار، وحصل على موافقته.

(هذا الجنرال) كان وافق على الأمر بينما كان لا يزال مترنحا بعد ليلة من عملية كبيرة في لبنان، ولم يكن يعلم في تلك اللحظة أنها كانت طائرة ركاب مدنية. ثم تجاهل وزير الدفاع موشيه ديان الأمر كما لو أنه كان مجرد ذرة غبار”.

الطيار الإسرائيلي روى أنه التقي بقائد القوات الجوية وبرئيس الأركان وبوزير الدفاع، ولم يحصل منهم على أية إجابة عن سبب إصدارهم أمرا بإسقاط الطائرة المدنية الليبية، كما لم يقر أي منهم بالمسؤولية عما حدث.

الموقع العبري يعلق على الأحداث قائلا: “في أكتوبر، اندلعت حرب يوم الغفران وكل شيء تغير بالفعل. لكن بعد 40 عاما، حين يتم فتح أرشيف الدولة، ستبدأ الأنماط المألوفة في الظهور. يمكن للمرء أن يميز بالفعل في ذلك الوقت الغطرسة ورفض تحمل المسؤولية. ستعتذر إسرائيل رسميا وتدفع تعويضات، لكن رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان إلازار سيستنتجون أن ذلك كان خطأ الطيار الفرنسي الليبي. كما سيعارض ديان وغولدا تشكيل لجنة تحقيق في أكبر كارثة طيران في تاريخ إسرائيل”.

الفانتوم الإسرائيلية استقلها الطيار القاتل يفتاح زيمر ليسقط الطائرة المدنية الليبية

يخلص زيمر إلى أنه: “بعد حوالي خمس سنوات من الحدث، أنا أصبحت مدنيا، أقرأ مقابلة مع (قائد القوات الجوية حينها)  موتي هود… لقد تقاعد من الجيش تماما، وليس فقط من سلاح الجو، وبالطبع يسألونه أيضا عن الطائرة الليبية. هو لا يتفادى السؤال، يقول، نعم، كان هناك غموض، الطقس، إلخ..

وقرر قائد السرب الذي كان هناك في المكان أن هذا هو الإجراء الصحيح الذي يجب اتخاذه، وقد اتخذه.. جيد. كان لدينا محادثة صعبة”.

وبشأن مصير بقية الطيارين الذين شاركوا في عملية إسقاط طائرة الخطوط الجوية الليبية عام 1973، يذكر زيمر أن “ملاح الفانتوم الثانية، باروتشي جولان، الذي كان الأصغر بيننا، قتل في حرب يوم الغفران، وتوفي الطيار دورون شاليف في حادث تحطم طائرة عام 1977. والملاح الذي جلس معي في قمرة القيادة، يعمل اليوم بتقنية عالية ولا يرغب في كشف هويته أو التحدث عنه”.

عن الكاتب

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *